* “رحم الله ايام زمان، حين كان يخرج بحارة عكا الى عرض البحر وهم يرددون أغنية يا بحرية هيلا هيلا “. هذا الأسبوع كانت الرياح البحرية قوية، مراسل موقع عكانت رصد حركة الصيادين في ميناء عيسى العوام للمرة الثانية على أمل ان يكون الوضع تحسن قليلا، ليجد أن شباك الصيادين شبه فارغة بعد رحلة بحرية امتدت على مدار الليل، وليس هذا فقط إنما وجوههم كانت شاحبة من عناء سهر الليل في عرض البحر. عدد من الصيادين أبى التحدث عبر الكاميرا، وجل ما قالوه انهم يشعرون بالإحباط يوما بعد يوم . أحد الصيادين فضل عدم ذكر أسمه قال لمراسلنا: لقد أصبحت حياة البحر قاسية ولم تعد تطاق، فالمصانع القريبة من عكا تقذف بسمومها وأوبئتها الى البحر، والدولة تضيق الخناق علينا، لكن ومع ذلك لا مفر لنا سوى البحر واصطياد الأسماك فهذا مصدر رزقنا. وأضاف: المنفذ الوحيد لمعيشتنا هو من البحر، كل منا يبحث عن لقمة عيشة من هذا البحر الواسع الذي اضحى خاليا من الأسماك بسبب التضييق علينا في الصيد ،لا جهات رسمية تهتم بشؤوننا . لقد باتت الأوضاع صعبة للغاية. الصياد علي ظريف شاركنا همومه قائلا: منذ سنوات كانت الحياة في البحر تعود علينا بالفائدة وأفضل بكثير من وقتنا هذا ،الان تغير كل شي، البحر أصبح شبه خالي من الاسماك لعدة اسباب وأهمها التلوث البيئي ،وعدد كبير من البحارة سفنهم مربوطة في الميناء ولا تتحرك . وقال: نخشى في هذه الفترة على مصيرنا ومهنتنا المهددة بالزوال بسبب شح الاسماك في بحرنا بسبب التلوث البيئي الذي تسببه المصانع، وعدم سماح السلطات الإسرائيلية لهم بالتحرك في البحر لمسافات أوسع لأسباب أمنية . العواصف قذفت قسم من الأسماك، على الأقل اما العم ابو احمد حلواني – مدير الميناء فقال لـ عكانت: في الأسبوع الأخير تحسنت الاوضاع قليلا، بسبب هيجان البحر التي قذفت بالأسماك قريبا من الميناء ،لكن في الاشهر الماضية كانت اوضاع الصيادين أشبه “بمأساة حقيقية” ، فلا اسماك في البحر لعدة اسباب وأهمها : تلوث البحر؛ عدد كبير من المصانع القريبة من عكا تقذف بأوبئتها الى البحر لتوفير المال، هذا الامر قضى على حياة الاسماك ومن حين لآخر نشاهد مناظر تتقزز لها المشاعر حين يقذف البحر هذه الاسماك الميتة الى الشاطئ ؛ لا قانون ولا مؤسسات تردع هذه المصانع ،لا حياة للصياد دون البحر، وإذا استمر هذا الحال في المستقبل فلن يبقى صياد واحد في عكا.