اعادة مسرحية / انتخاب لجنة شؤون الحج والعمرة = هيك كنّا

 

كتاب مفتوح الى السّيد محمد زيدان رئيس لجنة متابعة قضايا الحج والعمرة:

اعادة مسرحية/انتخاب لجنة شؤون الحج والعمرة = هيك كنّا

 

 

بداية.. عودة الى الوراء

 

قبل حوالي (35) عامًا بالتقريب كنتُ ضمن سرية الكشاف الاسلامي العكيّة في مخيم اقيم في عكا، والذي جمع عددًا من الاخوة من أعضاء بعض سرايانا الكشفية في المنطقة. وقد حضرتَ الى ارض المخيم الكشفي المذكور مع من حضر من الزوار، وقدمتَ لنا كلمة باعتبارك رئيسًا للمنظمة الكشفية- على ما أذكر.

قبل أن تقول كلمتك قدمك أحد الزملاء الكشفيين بقوله: "البطل محمد زيدان"، فأصغيت مع من اصغى بعد ان صفق لك من صفق من الحضور.. وبدأت كلمتك.

الحقيقة أنّني فوجئت بخطابك آنذاك (وما زلت افاجأ بالعديد من خطابات خطبائنا حتى اليوم)، ذلك الخطاب الذي خيّب املي بالاعتماد على العنتريات الصارخة (وهي مشكلة مترسخة فينا نحن ايضًا). فسألت نفسي وقتها (وما زلت اسألها أمام أمثال هذا التوجه الخطابي): هل نحن بحاجة الى مثل هذا النهج الخطابي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟! ألسنا بأشدّ الحاجة الى خطاب عقلاني واضح منطقي ممنهج اكثر جدوى؟!

وعادت موجة التصفيق مرة اخرى عندما فرغت من إلقاء كلمتك، فقلت في نفسي: عقولنا العربية أمام مشكلة جدية مع هذا النوع من التوجه الخطابي.. انها مشكلتنا جميعًا.

كالقافز الى ظهر الحمار والقائل "هيك كنّا"

لقد وضع سابقًا بين يديك وأمام الملأ تقرير لجنة تقصي الحقائق كاملًا، ذلك التقرير الذي تقشعرّ منه الأبدان!!

امّا بالنسبة الى "اعادة انتخاب/ مسرحية" لجنة الحج والعمرة مرة اخرى فهي تذكرني بحكاية من فولكلورنا الفلسطيني.. قصة ذلك الرجل الذي أراد أن يقفز الى ظهر حماره ليمتطي برذعته، غير أنّ قفزته تلك لم تكن موفقة، فسرعان ما وجد نفسه في الجهة الاخرى من حماره تمامًا. فضحك مغتاظًا وهو يقول لنفسه:" هيك كنّا!!". انّها تلك الانتخابات الغامضة ترتيبًا وإعدادًا ومعنى والتي ناديتَ بها وأشرفتَ عليها. هو الوضع ذاته مع لجنة الحج والعمرة قبل التقرير وبعده، وقبل "الانتخابات الجديدة- القديمة" وبعدها، فالوضع بقي على حاله، ولسان حاله (مع ألسنة المظلومين من الناس) يقول:" هيك كنا!!"، و"شو جابت من دار ابوها؟!!".

وهذا الوضع المحزن المبكي يذكرني بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، ولكن الواقع المعيش مع هذه اللجنة بخللها الراسخ المترسخ فرض لعنة اللدغ على احبائنا من الحجاج والمعتمرين الى بيت الله الحرام، ذلك اللدغ الذي جاء غصبًا وقسرًا مرات ومرات! ولا حياة لمن تنادي!

اقالة فردية.. أم اقتلاع واجتثاث كلي للورم؟!

علمت من بعض وسائل الاعلام انّك قد تقدم على اقالة السيد سليم شلاعطة بعد ان طالبتَ لجنة المراقبة بتقديم تقرير خاص وسريع حول ما جرى في عمرات الربيع.

اذا كان الامر كذلك حقيقة، فاني اقول لك :"صح النوم.. ويطعمنا الحج والناس راجعه! لماذا لم تقم بذلك بعد تسلمك تقرير لجنة تقصي الحقائق وقتها، ذلك التقرير المهني الشامل المعمّق؟! ألتنتظر تقارير اخرى اسوأ؟! ألتضيف طوابير اخرى من الذين عانوا ويعانون، والذين شعروا بالمهانة والذّل وما زالوا يهانون ويذلون؟! هل كانت هذه الحملة والانتفاضة الشعواء التي يستعر اوارها الآن بعد ان بلغ السيل الزبى هي الدافع لذلك؟! وماذا مع بقية اعضاء اللجنة؟! أهم بخير؟! هل كانت تلك التجاوزات تجاوزات فردية أم تجاوزات لجنة كانت أبعد ما تكون عن المهنية والشفافية؟!

 

والدّين النصيحة

يقول الرسول الكريم: "الدّين النصيحة". وانا انصحك بأن تخلي هذه المسؤولية العظيمة، لأنّي اعتقد انّك المسؤول الاول والمباشر (أمام الله اولا وأمام الناس ثانيًا) لحصاد هذه التجاوزات والاخفاقات والمهازل والمعاناة التي عاناها ويعانيها اهلنا من الحجاج والمعتمرين. وكذلك المدعو سليم شلاعطة الذي لا يفتأ يصرّح بتمسّكه بمنصبه، وكأنّه قد تسنم هذا المنصب بصك الهيّ! وكذلك تلك الثلة كلها التي اوصلت الوضع الى هذا الحد المتدهور المزري.

هذا المنصب-وفق اعتقادي واعتقاد الكثيرين ووفق كل المعطيات- ليس لك ولهذه اللجنة التي لم تستطع حمل هذا العبء الكبير، بل تمسكت بنهج سقيم، وتعاملت مع معاناة الناس وشكاواهم بنهج الاعمى والاصم. فدعوا هذه المسؤولية الجليلة لأهلها.. فأبناؤها واهلنا فيهم الخير الكثير والتخصص الناجع. أم تظنون انّكم الوحيدون القادرون على ادارة الامور ؟! أحقًا كذلك؟! فاستريحوا واريحوا. . وعسى أن تصيبوا بعض الثواب والغفران من عند الله.. والله غالب على أمره.
 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار