تحدٍّ جديد للاحتلال وتقدُّم للمقاومة بعد انتقالُ العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها

صورة أرشيفية

 

الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد شهور طويلة من تصاعد المقاومة المسلحة بشمال الضفة الغربية المحتلة وتحديدًا بمدينتي نابلس وجنين، بدأت تمتد إلى مدينة الخليل بالجنوب، وهو ما سيترك حالة من التخبط والقلق لدى قيادة الاحتلال التي تحاول احتواءها وإيقافها بالشمال. ويُشكّل انتقال العمليات العسكرية من شمال الضفة إلى جنوبها، تحدٍّ جديد لسلطات الاحتلال وأجهزتها الاستخباراتية التي تعمل ليلًا ونهارًا بهدف وقف العمل المسلح، ومنع انتشاره إلى باقي مدن الضفة الغربية المحتلة. إقرأ أيضًا: استشهاد مُنفّذ عملية الدهس في الأغوار ونفّذ الشهيد محمد الجعبري، السبت، عملية إطلاق نار على مدخل مستوطنة “كريات 4” وسط الخليل؛ قتل فيها مستوطنًا متطرفًا وأصاب خمسة آخرين، بينهم “أوحنا”، بعضهم في حال الخطر.

وبعد عملية الجعبري، أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية، أنّ قلقًا إسرائيليًّا كبيرًا من تكرار تجربة ظهور مجموعة مسلحة جديدة في الضفة الغربية على غرار “عرين الأسود” في نابلس. يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي، أنّ انتقال العمليات لمنطقة جنوب الضفة المحتلة من شمالها تُمثّل أحد السيناريوهات الخطيرة من وجهة نظر المنظومة الأمنية والجيش في دولة الاحتلال.

ويقول الرفاتي في حديثه لـ”فلسطين”: “مثل هذه العمليات سيجعل التكلفة الأمنية أكبر على جيش الاحتلال الذي يصبُّ جل اهتمامه للسيطرة على الوضع في مدن شمال الضفة المحتلة وإنهاء الحالات العسكرية في جنين ونابلس”.

ويوضح الرفاتي أنّ انتقال المقاومة إلى جنوب الضفة المحتلة يعني أنّ جيش الاحتلال بحاجة لنشر مزيد من القوات العسكرية في مناطق جديدة في الضفة، وهذا الأمر يُمثّل استنزافًا للجيش الذي بات ينشر أكثر من نصف قواته في الضفة الغربية المحتلة.

ويُبيّن أنّ عملية الخليل تُظهر فشل المنظومة الأمنية في دولة الاحتلال في السيطرة على الوضع الأمني في الضفة المحتلة، إذ أنّ سياسة جزّ العشب والاعتقالات لم تمنع تمدد المقاومة لمناطق جديدة وخاصة الجنوب، وهو ما يُفنّد ادّعاءات سابقة بأنّ هناك شبه سيطرة على الوضع الأمني في جنوب الضفة وخاصة مدينة الخليل.

ويُشير إلى أنّ عملية الخليل ستكون الشرارة التي ستُحفّز الكثير من الشبان في الخليل لتنفيذ عمليات فدائية مشابهة، وهذا الأمر تخشاه دولة الاحتلال لأنه سيؤدي لتفجُّر الأوضاع في جميع مناطق الضفة. ويتوقع أن تكون الأيام المقبلة والعملية المقبلة تأكيدًا على انطلاق المقاومة بشكلٍ فعليٍّ في منطقة جنوب الضفة الغربية. من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، بركة، أنّ جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد الفلسطينيين، والاعتداءات المتكررة في المسجد الأقصى برزت في شمال الضفة حالة ثورية جديدة تمثّلت بما يُعرف بـِ”عرين الأسود” و”كتيبة جنين”.

ويقول بركة في حديثه لـ”فلسطين”: “تشكّلت هاتان المجموعتان من عدد من الشباب الفلسطيني تجنَّد لمقاومة الاحتلال والرد على جرائمه بسلسلة من العمليات النوعية، التي تركزت في شمال الضفة”.

ويوضح أنه في ظلّ تصاعد الحالة الثورية في شمال الضفة كانت خشية الاحتلال من أن تمتد هذه الحالة إلى عموم فلسطين حالها كحال الموجات الثورية الفلسطينية عبر تاريخها.  ويُبيّن أنّ المفاجأة التي يخشى منها الاحتلال، ويترقبها الفلسطينيون جاءت من قلب جنوب الضفة “مدينة الخليل”، من خلال قيام الشاب الجعبري بكمين في طريق المستوطنين في مستوطنة “كريات أربع” الواقعة على أراضي الفلسطينيين شرقي الخليل.

ويتوقع أن تكون عملية الجعبري في الخليل، فاتحة لسلسة من العمليات في جنوب الضفة، وبداية تشكيل خلايا ثورية جديدة شبيهة لمجموعات نابلس وجنين. ويلفت إلى أنّ هذه الحالة النوعية تحتاج إسنادًا سياسيًّا وتنظيمًا إستراتيجيًّا حقيقيًّا من كافة فصائل العمل المقاوم وتهيئة السبل والوسائل والوعي الأمني لهذه المجموعات الشبابية النضالية لتحقيق مزيدٍ من النجاحات النوعية ضد الاحتلال ومستوطنيه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

1 فكرة عن “تحدٍّ جديد للاحتلال وتقدُّم للمقاومة بعد انتقالُ العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها”

  1. هشام عبد الرءوف

    فلسطين ارض الابطال دائما والى يوم القيامة ولشعبها النصر ولشهدائها الجنة وندعو الله ان يلحقنا بهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار