عكا وشم في الوجدان والذاكرة

كتابة وتجميع: شمس علي (حتحوت)

عن مجلة الفنار العكي

 

المثير للسخرية هو ان يلجأ المؤرخ العربي الى مؤرخين غربيين مشبوهين ليكتب او لينقل عنهم تاريخ بلاده!! فهل العربي عاجز عن الدراسة والبحث والتنقيب ليكتب تاريخه، فترك للغرب الاستعماري التلاعب بماضيه وماضي آبائه وأجداده كيفما شاء خدمة لمصالحه الاستعمارية؟! حاولت من خلال بحثي عن التاريخ الصحيح لبلدي ان أكتب نشرة متواضعة مختصرة، جاهدة أن تكون كافية لتوصيل المعلومات الاساسية عن مدينتي الحبيبة عكا، مستقية مواد مقالي هذا من بعض المصادر التي تتناول تاريخ بلدي.

.

عكا وطمع الطامعين

تقع عكا في الطرف الشمالي لخليج عكا والبحر المتوسط، وقد أقيمت على شبه جزيرة تدخل في خليج عكا بالقرب من الطرق الرئيسة المؤدية إلى مركز البلاد وشمالها.

تبعد عن القدس 181 كم إلى الشمال الغربي، كما تبعد 21 كم عن الحدود اللبنانية جنوبا، و 23 كم عن حيفا شمالً، و 46 كم إلى الغرب من الناصرة. يرتبط ميناء عكا بشبكة طرق وسكك حديدية أهمها: طريق السهل الساحلي الذي يربط عكا بحدود فلسطين الشمالية متجهة نحو لبنان عبر رأس الناقورة 17 كم, وترتبط بحيفا بواسطة خط سكة حديد يتجه نحو الجنوب ويتصل بخط سكة حديد)القنطرة( في سيناء.

وقد أقيمت عكا على موقع يساعد على الدفاع عنها بسهولة ,فهي تقع بين جبل الكرمل وجبال الجليل ومستنقعات النعامين، وكانت ميناءً لحوران والجليل وللعديد من المدن المجاورة. تحيط المياه بعكا من الجهات: الغربية والجنوبية والشرقية، وتتصل باليابسة من الجهة الشمالية.

ويقع الميناء في الجهة الجنوبية للمدينة ,لهذا فهو محمي من الرياح الشمالية. وتتزود عكا بالمياه من قناة ماء من “نبع الكابري ” الواقع شمال – شرقي المدينة )نبع عين العسل(, وقد بقيت هذه القناة صالحة للشرب حتّى بعد سنة 1948 بقليل.

لقد أعطى موقع عكا الاستراتيجي أبعادًا أخرى لا تقل أهمية عن البعد العسكري: فعكا صلة الوصل بين أوروبا وفلسطين، ونقطة تجمّع الحجاج المسيحيين في الأرض المقدسة، فكان موقعها الاستراتيجي السبب الأساسي لطمع الشعوب في احتلالها.

الكنعانيون هم من اسسوا مدينة عكا, وقد شيدت هذه المدينة في بادئ الأمر في موقع تل الفخار )نابليون ( على بعد كيلومتر الى الشرق من أسوار المدينة الشرقية, وكشفت التنقيبات الأثرية مؤخرا معالم مهمة من هذه المدينة التي يعود تاريخها الى الألف الرابع ق.م.

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ) 634 – 644 م( دخل الجيش الاسلامي عكا بقيادة شرحبيل بن حسنة بعد أن طرد البيزنطيين, وأعيد الى المدينة اسمها السامي )عكا( بدلا من )بطلومايس(، وشجع المسلمون سكان المدينة المسيحيين على البقاء، وسمحوا لليهود بسكن المدينة, وبقيت اللغة اليونانية لغة المدينة الرسمية لعشرات السنين.

وفي عهد معاوية بن أبي سفيان أعاد معاوية ترميم ما هدمته الحروب، وطور ميناء المدينة، وأنشا فيه أسطولا بحريا وأحواضا لبناء السفن، كما وجعل من عكا قاعدة حربية لفتوحاته، ومن عكا خرج أول أسطول اسلامي لفتح قبرص. وفي عهد عبد الملك بن مروان وُسِّعت المدينة ومُلِئَت بالجند.

وفي عهد هشام بن عبد الملك بن مروان أجريت بالمدينة اصلاحات عمرانية وإدارية، كما وأقام فيها قصرا فخما، الا انه امر بنقل دار صناعة السفن الى صور، مما أضر بالمدينة. وفي عهد الخليفة المتوكل على الله ) 861-847 م( أعيدت الى المدينة دار صناعة السفن، ومع مرور الوقت بدأت تتبلور في المدينة الحضارة الإسلامية، ومعالمها من: مساجد وحمامات وعادات وتقاليد.

وفي عام 877 م زار المدينة الخليفة الفاطمي حاكم مصر احمد بن طولون، وهاله ما رآه من ضعف أسوار المدينة، فعهد الى المهندس المقدسي أبو بكر البنّاء إعادة تحصين المدينة وبناء سور بحري لها، وأصبحت بذلك المدينة قلعة بحرية منيعة وقاعدة عسكرية فاطمية ، وأديرت من قبل امير عين بشكل مباشر من قبل الخليفة الفاطمي في مصر.

في 15 تموز من عام 1099 م دخل الجيش الصليبي بيت المقدس، وأعلن الصليبيون عن تأسيس مملكتهم )مملكة بيت المقدس اللاتينية(، ولم تشمل هذه المملكة مدينة عكا الحصينة، والتي يحتاج احتلالها لقوة بحرية لم تكن متوفرة لدى المملكة الصليبية.

وبدأ الفرنجة يستشعرون ضرورة احتلالها لضمان اتصال مملكتهم المباشر مع أوروبا، خاصة وأن هذه المملكة الفتية المحاصرة بعالم اسلامي اعتمدت اعتمادا كاملا على الامدادات الأوروبية.

وقام الفرنجة بثلاث محاولات فاشلة لاحتلال المدينة. وفي أيار عام 1104 وصل المملكة اسطول جنوي مؤلف من سبعين سفينة قتالية، وسقطت عكا في ايدي الصليبيين الذين اعملوا بسكانها المذابح التي راح ضحيتها 4000 مسلم .

أما والي عكا فقد نجح بالفرار الى دمشق، ومن ثم الى مصر، وقدم اعتذاره أمام الخليفة الفاطمي، اما عكا فقد بقيت تحت الحكم الصليبي الى أن حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187 م. وفي عام 1291 م قام الاشرف خليل بن قلاوون بتدمير المدينة خشية من عودة الصليبيين اليها، وبقيت المدينة شبه خربة نحو ثلاثة قرون ، الى أن جاء ظاهر العمر الزيداني وأعاد بناءها من جديد.

.

ظاهر العمر الزيداني

هو الظاهر بن عمر بن علي الزيداني، ينسب الى زيد بن الحسين بن علي بن ابي طالب، ولا تعرف كيفية نسبه الى زيد وان كان النسب صحيحا . وهو من عرب بني النعيم احدى عشائر عرب ربيعة طيء التي كانت تضرب خيامها في حوران وبادية الشام.

وكان والده عمر تاجرا مشهورا يطوف البلاد الشامية، واستقر في نواحي طبريا بعد تنقله في بلاد الشام , وتزوج من ابنة عم عشيرة عرب الصقر، وأنجب ثلاثة أبناء, وهم: علي وسعد وظاهر. ولد ظاهر العمر على الأرجح عام 1689 م في عرابة البَطّوف، وبعد وفاة والده اصبح الالتزام – الذي يشمل حكم المقاطعة الملتزمة حكما ذاتيا مع دفع الأموال )الميري( والحفاظ على الولاء للسلطان العثماني – يخرج باسمه لخوف أخوته من ان يكون لهم اسم عند الدولة 60 العثمانية ,وخوفا من عدم تسديد الضرائب المفروضة عليهم .

اشتُهِر ظاهر العمر منذ مقتبل حياته بالكرم والشجاعة والفروسية، وقد وصفه الرَّحّالة فولني الفرنسي بقوله:” لم تر الشام مثيلا لظاهر العمر في الأزمنة التي توالت عليها لأنه كان داهية في السياسة، حكيما محنكا، ولكنه كان طماحا طماعا، ومن صفاته الحسنة انه لم يكن ليميل الى الدهاء، بل يجاهر بمكنونات صدره ولو تكلف ما لا يطاق، وأحبّ النصارى ورفع منزلتهم وحكم بالعدل في رعيته”.

اصبح ظاهر العمر بعد عدة سنوات صاحب المقام الاول بين المشايخ في الجليل، وهكذا وبعدة اساليب وطرائق سياسية، وعسكرية وتقليدية، كمصاهرة بعض الحكام – دان الجليل بمدنه وقراه لحكمه.

وبعد ان استولى على طبريا والقرى المحيطة بها، ومن ثم على قلعة جدّين فصفد، وقصد اخيرا عكا واحتلها عام 1748 م. أحسن الشيخ ظاهر الحكم واقام العدل وفرض النظام والامن، وتفرغ بعد ذلك الى تدعيم حكمه، فبنى عام 1750 م سورا لعكا وحصنه بالأبراج والحصون.

استمرت ولاية ظاهر العمر في الاتساع على حساب الولاة من المحسوبين على الدولة العثمانية، التي بدأت الشكوك تساور سلاطينها بشأن هذا الشيخ العربي الذي كاد ان يقيم له دولة عربية وسط املاكها ,فجردت الدولة عدة حملات عسكرية للقضاء عليه ، ولكنها باءت بالفشل.

مارس ظاهر العمر نوعا من الاستقلال الداخلي، وابقى على علاقات واهية مع الدولة العثمانية، ولم يجاهرها بالعصيان،وواصل دفع الضرائب لها. وجد ظاهر في “علي بك” والي مصر حليفا يستند اليه في كفاحه ضد الدولة العثمانية، وتطور هذا التعاون ليشمل الدعم العسكري، والذي وصل اوجه باحتلال دمشق عام 1771 م من قبل جيش مشترك. استغل ظاهر العمر حالة الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية، فاتصل بقائد الاسطول الروسي وطلب منه المعونة في محاربة الاتراك، فوافق الروس، ووضعوا تحت تصرفه بعض القطع البحرية.

كل هذه التحركات تدل على ان ظاهر العمر لم يكن واليا عاصيا آخر، فالمؤسسات الادارية التي أقامها، والامن الذي شعر به المواطنون والتجار الاجانب شجع الحركة التجارية، وانعكس ذلك على افتتاح عدد من المؤسسات التعليمية.

ولكن يد الغدر لم تمهله لانهاء مشروعه، فكان مقتله على يد واحد من أقرب معاونيه وقواد جيشه، هو المغربي أحمد الدنكزلي الذي عينه هو وألف جندي من المغاربة ، فاشتدت قوة جيشه واعتمد عليهم اعتمادا كليا، وكان في خدمته مدة 40 عاما، فتآمر عليه هو وأحد ابناء ظاهر العمر )عثمان بن الظاهر( في موقع اسمه مقام “ابو عتبة” قريب من عكا، واغتاله في 29 آب عام 1775 م.

.

من اهم إنجازات ظاهر العمر في عكا:

1748 م بناء المسجد المعلق، او مسجد ظاهر العمر. 1749 م بناء اسوار لحماية المدينة )في سنة 1799 م بدأ الجزار ببناء الاسوار الخارجية(. 1751 م بناء قلعة عكا على أنقاض القلعة الصليبية. 61 1760 م بناء السوق الأبيض. 1764 م بناء خان الشونة، وبناء الحمام الشعبي بجانب هذا الخان.

.

احمد باشا الجزار

أحمد باشا الجزار ) 1734 م- 1804 م( أو أحمد البوشناقي الذي حكم ساحل فلسطين والشام ما يقارب الثلاثين عاما, ولولا وفاته لتولى حكم مصر قبل محمد علي الذي حكم مصر بين عامي 1805 م و 1848 م. ولد البوشناقي )الجزار( في البوسنة لأسرة مسيحية عام 1734 م، وهرب إلى القسطنطينية في مطلع شبابه. باعه تاجر رقيق للباب العالي، حيث اعتنق الإسلام بإرادته، لعدم استطاعته الحصول على أي مركز ذي نفوذ بطريقة أخرى.

ثم جاء إلى القاهرة مع قافلة عائدة من الحج، وانضم لخدمة أحد المسئولين في البحيرة بشمالي مصر. وبعد أن قتل البدوُ هذا المسئولَ انتقم هذا البوشناقي بغارات متوالية على البدو، حيث أعد لهم كمينا ذبح فيه أكثر من سبعة آلاف بدوي بينهم عدة شيوخ، فاكتسب لقب “الجزار”.

عمل عند علي بك الكبير الذي حكم مصر بين عامي 1768 م و 1773 م، بادئا خدماته لسيده بأن قدم له رؤوس أربعة يكرههم من شيوخ البدو، فاستخدمه للتخلص من معارضيه ومنافسيه ومنحه لقب بك. ثم اختلف معه، فغادر إلى الشام، وارتكب “سلوكا مشينا” بالانقلاب على صديقه الأمير يوسف الشهابي زعيم الدروز حاكم ساحل لبنان، وبعض المدن منها: حمص وحلب.

ثم جمع أموالا وهرب بها عام 1773 م، وعاد إلى السلطان العثماني الذي فوضه على ولاية صيدا ومنحه لقب “باشا”. ثم ضم إلى ولايته عكا، فأصبحت تحت حكمه منطقة واسعة تمتد من دمشق حتى جنوب عكا على البحر المتوسط.

واتخذ الجزار عكا مركزًا لولايته، فحصنها وبنى لها سورين الواحد ضمن الآخر، وبنى الأبراج وأنشأ العمارات وغرس مختلف الأشجار، وسوقًا وحمامًا وثكنة عسكرية، وجر مياه الكابري إلى المدينة، كما بنى خانًا كبيرًا )خان الجزار(. ومن أهم منشآته ) جامع الجزار( الذي يعتبر من أبدع المظاهر المعمارية في العهد العثماني في بلاد الشام. فقد بناه من الحجارة الضخمة المجلوبة من خرائب عتليت وقيسارية وصور، وقد أشرف على بنائه أشهر المهندسين، وانتهى من بنائه سنة 1196 ه/ 1781 م.

وقد ضم الجامع مدرسة تُدَرَّسُ فيها العلوم الشرعية والفقهية، كما ضم مكتبة حملت اسم )المكتبة الأحمدية(، والتي حوت كثيرًا من الكتب القيمة. وقد أشار إلى ذلك الرحالة )فولني(، فقال انها تضم نحو 300 كتاب. وقد جددت هذه المكتبة عام 1323 ه، وبلغ عدد كتبها 1199 ، منها 488 في التفسير والحديث والسيرة النبوية، و 66 في اللغة والتصوف والآداب.

وفي عام 1203 ه / 1790 م قام الجزار بإجلاء الفرنسيين من مقرهم التجاري في عكا، كما أمر القنصل الفرنسي بمغادرة المدينة، ثم احتكر تجارة الحبوب والقطن، مما اضعف وارداته المالية.

وحينما وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر أحس الجزار بالخطر القادم، فنشط بتحصين عكا والاستعداد الحربي لمواجهة العدوان. 62 تقدم الفرنسيون من مصر إلى غزة فيافا، ثم حيفا، حيث أقام نابليون مقر قيادته على جبل الكرمل.

وفي 20 آذار سنة 1799 م اتخذ الجيش الفرنسي موقعه أمام عكا، وأخذ الجنود الفرنسيون يحفرون الخنادق. وفي 28 آذار أمر نابليون قوّاته بالهجوم، فقذفت الحصون العكية بالقنابل الفرنسية، ورد العكيون بنيران مضادة دمرت الكثير من القوات الفرنسية، ورغم ذلك استطاع الفرنسيون أن يتسلقوا أسوار المدينة، إلا أن صمود أهلها وجنودها ردوهم خائبين.

ثمّ جدّد نابليون هجومه، فهاجم في الأول من نيسان، وفي 7 أيار استطاعت قواته اختراق سور عكا الأول، ووصلت إلى السور الثاني حيث المصيدة الكبيرة التي رتبها الجزار بالتعاون مع الإنكليز، وأبادوا كل من دخل، فخسر نابليون بذلك الكثير من قواته. إلا أنه في 9 أيار أمر نابليون الجنرال كليبر الذي قام بغارات موفقة على الجليل أن يزحف على عكا تعزيزًا لقوات الحصار.

استعد الفرنسيون للهجوم، وكان نابليون أول المهاجمين، إلا أن نيران الجنود العكيين قتلت الكثير من المهاجمين، كان منهم جنرالات وضباط كبار. بعدها قرر نابليون الرحيل، لكنه قرر قصف عكا بكل قواته النيرانية المتوفرة. فقصفها لأربعة أيام متوالية 12 – ١٣ – 15-١٤ أيار، مما أدى إلى دمار كبير فيها، ثم أخذ بالتقهقر من حيث أتى بتاريخ 20 أيار سنة 1799 م. وبهذا حقق الجزار نصرًا حاسمًا على الحملة الفرنسية، مما أكسبه قوة وسمعة جيدة.

وقد توفى الجزار سنة 1219 هـ = 1804 م، ودفن في الضريح الذي أقيم في جامعه بعكا.

 

سليمان باشا العادل:

بعد وفاة الجزار اعتلى ولاية عكا سليمان باشا الكرجي الملقب بالعادل )لعدله وأحسانه(، وهو ربيب الجزار.

واصل سليمان باشا تنفيذ المشروعات العمرانية التي كان قد بدأ بها سلفه، وقام باعادة ترميم قناة المياه التي تمد المدينة بالماء، والتي كان الجيش الفرنسي قد دمرها في اثناء حصاره لعكا.

واعاد بناء جامع سنان باشا )جامع الميناء(، وانشأ في المدينة سبلا للماء )جمع سبيل(، وأعاد ترميم السوق الأبيض ) بعد أن شب فيه حريق(، وأقام جسرا خشبيا في الميناء, وأصلح الطريق التي تصل بين عكا وصور عبر رأس الناقورة. ومن أهم انجازاته بستان الست فاطمة الذي أقامه عام 1816 م تكريما لابنته الوحيدة فاطمة.

وهو بستان في غاية الروعة والجمال ، غرس فيه شتى أنواع الأشجار والأزهار، وأقام فيه أربعة قصور، وبركة ماء مرصعة بالفسيفساء وحولها نوافير، ويعرف اليوم بالبهجة، وقد صار لاحقًا ملكا خاصا للطائفة البهائية.

وفي 14 / 11 / 1818 توفى سليمان باشا، ودفن في جامع الجزار بالقرب من ضريح أحمد باشا الجزار. لقد عم الفرح المدينة لحظة وفاة الجزار الذي عرف بقساوته، بينما عمّ الحزن والأسى على وفاة سليمان باشا الذي احبه الناس لعدله واحسانه.

أحداث مهمة مرت على عكا *بعد وفاة سليمان اعتلى العرش عبد الله باشا زوج الست فاطمة بنت سليمان باشا، وكان 63 رجلا قاسي القلب جبارا، وكان اهالي عكا يترحمون على سليمان باشا في زمنه. وقد سعد اهالي عكا عندما سمعوا عن حملة ابراهيم باشا بن محمد علي باشا.

وفي أيار 1831 م حاصر ابراهيم باشا عكا، وتواطأ السكان معه لمدة ستة أشهر حتى يتخلصوا من الوالي اللعين، فأسر عبد الله باشا، ثم انتقل الى الحجاز، وتوفى هناك. وبعد ذلك اعتلى العرش ابراهيم باشا، وقد شجع الصناعة والتجارة، وأقام في المدينة مصنعا لصنع العباءات ومعاصر للزيتون. * تآمرت السلطة العثمانية على ابراهيم باشا، وساندها في ذلك الأسطول الإنجليزي، فجلا عنها ابراهيم باشا عام 1840 م.

*انتهاء الحكم المصري للمدينة، وألحقت بولاية سوريا وأصبحت أحد الويتها. * 1888 أديرت المدينة بواسطة متصرف، الا أن المكانة المرموقة للمدينة تراجعت، ولم يعد لأسوارها قيمة استراتيجية نتيجة التقدم في الصناعة الحربية، وفقدت مكانتها التجارية والملاحية بعد ارتقاء ميناء حيفا الذي سلب عكا مجدها وأهميتها.

* 1908 م سمحت السلطة بالبناء خارج الأسوار، وسميت هذه المنطقة بحي الرشادية خارج الاسوار) شارع بن عامي اليوم(. * 1918 م انتصار الجيش البريطاني على السلطة العثمانية، وبهذا خضعت فلسطين ومن ضمنها عكا للانتداب البريطاني حتى عام 1948

 

م. المساجد في عكا

جامع الجزار

هو أكبر جامعٍ في عكا ومن أهمّ معالمها، وأروع وأبدع مظاهر الفنّ الإسلامي في بلادنا في العهد العثماني. بناه أحمد باشا الجزّار، والي عكا، عام 1781 م على طريقة المساجد الفخمة في استنبول )القسطنطينية(، وبالتّحديد على نسق المسجد الأزرق، على مساحةٍ واسعةٍ من الأرض وفي مكانٍ مرتفعٍ، وأوقف عليه الأوقاف الكثيرة.

يتميّزُ هذا الجامع- بالإضافة إلى فخامته- بمئذنته المرتفعة الشامخة المنتصبة المشرئبّة، ويمكن رؤيتها من على بعد عشرين كلم. للمسجد بابان: أحدهما الباب الرّئيس، ويقع في الجهة الشمالية للمسجد، وهو مزخرف مربّع الشكل ومسقوف؛ والآخر يقع في الجهة الشّرقية من المسجد. ويتّصل الباب الأوّل بالشّارع بدرجات حجريّةٍ عريضةٍ ومتعددّةٍ، نظرًا لارتفاع المسجد عن الطّريق العام ولاتّساع مدخله.

بُنيت حول هذا المسجد وفي صحنه المُستطيل أروقةٌ مقبّبة وغرف عديدة استخدم بعضها موظّفو الجامع، وقد خُصّصت إحداها لتكون مركزًا لمُفتي عكا ولاجتماعاته، وخُصّصت غُرف أخرى لتكون مكتبة تحوي نفائس الكتب الدّينية والتّاريخية والفقهية والمخطوطات، وقد كُتِبَ على بابها ثلاث كلمات من آية كريمة، وهي: “فيها كتب قيّمة”. بُني أيضًا حول هذا المسجد مدرسة لتعليم القرآن الكريم والفقه الإسلامي وعلوم أخرى.

وأُلحِقَت بالمدرسة حوالي خمس عشرة غرفة تتّسع كلّ منها لطالبين، أي لثلاثين طالبًا يستعملونها طيلة أيّام الدّراسة بلا مقابلٍ. إضافةً إلى ذلك، فقد أوقف لكلّ طالب راتب 64 شهريّ بدل مأكله وملبسه، وقد سُميّت هذه المدرسة بالمدرسة الأحمدية نسبةً إلى منشئها وبانيها أحمد باشا الجزار. من مميّزات هذا الجامع النّادرة بالنسبة الى غيره من الجوامع الفلسطينية، وجود صندوق خاص في داخل ذلك المسجد يضمّ قارورة، في داخلها شعرةٌ مباركةٌ من شعر الرّسول صلى الله عليه وسلم، كانت تُعرض على المُصلّين لتقبيلها والتبرّك منها مرةً واحدةً في السّنة، وذلك في أثناء الاحتفال الكبير الذي كان يُقام داخل الجامع بمناسبة ذكرى المولد النّبوي الشّريف. وفي أسفل المسجد يوجد خزان تجميع المياه التي كانت تأتي من الكابري، وكانت الكمية الموجودة في الخزان تكفي اهالي عكا لمدة ثلاثة أشهر وقت الحصار.

.

جامع الرمل

يُعرف جامع الرمل بالجامع الشعبي. وقد بني عام 1704 – 1705 م على أساس كنيسة صليبية صغيرة، أما التسجيل العربي المثبت فوق باب السوق فيقول إن تأسيسه أو ترميمه كان عام 1113 هجرية.

ولمسجد الرمل أوقاف كثيرة، وهي: 33 دكانا ومخزنا، و 4 دور، وخان واحد فيه 10 محالّ، وفرن واحد. وكان متولي وقف الجامع سابقا محمد جميل أفندي نور، وأوقافه معروفة بوقف الحاج محمد الشعبي. ويُعدّ مسجد الرمل من أكبر المساجد وأقدمها نسبةً إلى المساجد الأخرى، إذ إن له طابعا معماريا مميزا بزواياه المختلفة وساحته الداخلية. وتبلغ مساحته الكلية نحو 525 .3 مترا مربعا، حيث تشمل هذه المساحة المراحيض، ومصلى للنساء، وأماكن وضوء، ومخزنا، ومصلى الرجال.

كما يحتوي على ثلاث قباب ومئذنة شامخة، وله أقواس داخلية في قاعة الصلاة الكبرى وثلاث أقواس خارجية في المدخل المؤدي إلى المسجد. تحيط بالمسجد بنايات سكنية ملاصقة له، ويبلغ ارتفاعه الكلي نحو 9 امتار، وله ثلاثة محاريب: محراب داخل المسجد، ومحراب في الساحة المرافقة له، ومحراب لمسجد النساء.

ويحتوي مسجد الرجال على سبعة شبابيك ذات أقواس نصف دائرية الشكل، مع أقواس داخلية، وثلاث أقواس خارجية في المدخل المؤدي إلى المسجد.

.

جامع البحر )سنان باشا(

ويسمى أيضًا جامع البحر، وقد اقيم على يد سليمان سنة 1806 على مقربة من موقع مسجد سنان باشا القديم ذاته )سنان باشا هو مهندس تركي بنى عدة مساجد على اسمه في مدن الشرق(.

.

جامع اللبابيدي

يقع هذا الجامع خارج أسوار المدينة. وقد شيده الثّريّ العكي الحاج أحمد اللبابيدي عام 1930 م، وقد بقي مهجورا منذ عام 1948 م، حتى تم ترميمه في عام 20 12 م، وتم افتتاحه للمصلين.

.

جامع الزيتونة:

يقع مسجد الزيتونة على بعد 100 متر جنوب حمّام الباشا، والزاوية الشاذلية، في المكان الذي تقع فيه كنيسة ماريا، التي بنيت خلال الفترة الصليبية، إلى الجنوب من حي الإسبتارية، ويبعد نحو 100 متر إلى الجهة الجنوبية- الغربية من مسجد الجزار، في حي المستشفيات. ويرتبط اسم المسجد مع أشجار الزيتون التي كانت تنمو في ساحته،.

وهو اليوم يعج بالمصلين، وتقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة. بني مسجد الزيتونة بطراز معماري متميز يختلف عن غيره من مساجد عكا، ويغلب عليه الفن الفاطمي والزركشة التي كانت متبعة في القرون الوسطى في شمال أفريقيا، بخاصة في ما يتعلق بالأعمدة المجدولة. وسبيل الماء القائم في الساحة الخارجية، تعلوه قبة هرمية الشكل يغلب عليها اللون الأخضر.

وللمسجد مئذنة تمتاز بقطرها الواسع وارتفاعها المتوسط. وكان المسجد عام 1850 م مقرا للشيخ علي نور الدين اليشرطي، مؤسس الطريقة الشاذلية اليشرطية، وقد انتقل منه بعد تشييد الزاوية الشاذلية في المدينة.

.

جامع المجادلة:

يقع هذا المسجد الصغير في حي المجادلة، نسبة إلى السكان الذين كانوا يقطنون فيه، والذين جاءوا من مجدل عسقلان في القرن التاسع عشر. ويبعد عن سور عكا قرابة 200 متر، ويقع في الجهة الشّمالية- الغربية من المدينة، ويؤمه المصلون وتقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة. وقد جرى في الآونة الأخيرة ترميمه وتغطية جدرانه بالرخام، وإجراء بعض الترميمات في حماماته، وإبدال الباب الرئيس، على نفقة أهل الخير.

.

مسجد البرج

يقع مسجد البرج على سور المدينة بالقرب من بوابة عكا البرية الشرقية، وقد أطلق عليه هذا الاسم لكونه يقع على البرج الدفاعي لبوابة الأسود، وهي البوابة الرئيسة لأسوار ظاهر العمر. وقد شيد هذا الجامع خصيصا للجنود المرابطين على الأسوار. يُصعد إليه عبر درجات من شارع صلاح الدين، وقد استعمله الضباط العثمانيون الذين كان مقرهم في مبنى محكمة الصلح )فندق اكوتيل الآن(.

 

الكنائس:

كنيسة ودير القديس جوارجيوس

وهي كنيسة يونانية أرثوذكسية، تعود إلى فترة الصليبيين، ومبنية على آثار كنيسة بيزنطية، وقد غُلِّفت جدران الكنيسة من الداخل بالخشب المحفور. وإلى الشرق من الكنيسة، وعلى بعد نحو خمسة أمتار، يوجد دير شيد على أنقاض مبانٍ صليبية، ويقيم في هذا الدير )الأنطش( ورجال الدين الذين يعملون في الكنيسة، بالإضافة إلى مطران الجليل للروم الأرثوذكس. هناك لائحة على الجدار الخارجي الشرقي للدير من الرخام منقوش عليها اسم أدميرالين بريطانيين سقطا في أثناء معارك عكا سنة 1799 م، وسنة 1840 م.

.

كنيسة القديس:

يوحنا 66 وهي تقع عند سور المدينة شرقي برج الفنار، شيدها عام 1737 م تجار فرنسيون وفق الطراز المعماري القوطي. وقد كانت الكنيسة مهملة، حتى أوائل عام 1994 م حين باشرت الطائفة اللاتينية بترميمها.

.

كنيسة القديس إندراوس:

وهي كنيسة كاثوليكية، بنيت أيام ظاهر العمر عام 1760 م، وتقع في مكان مرتفع في حي الفاخورة غربي المدينة، شُيِّدَت على أنقاض كنيسة القديسة آنا الصليبية، وعلى الجدار الخارجي للكنيسة يوجد تمثال حجري على شكل رأس إنسان شبيه بيوحنا المعمدان.

.

الكنيسة المارونية:

تقع هذه الكنيسة على بعد نحو 20 مترا من كنيسة القديس إندراوس. شيدت عام 1750 م، وعلى مدخل الكنيسة توجد لوحة رخامية حفر عليها شعار المملكة الفرنسية، وعام تشييد الكنيسة.

.

كنيسة ودير الفرنسيسكان (اللاتين):

تقع هذه الكنيسة في وسط السوق الشعبية، وتمتاز بمنارتها الشاهقة )برج الأجراس(، وبجمالها ولونها البني. شيدت هذه الكنيسة في أوائل القرن السابع عشر، وبمحاذاة الكنيسة أنشأ رهبان الفرنسيسكان ديرًا لهم، ودير الفرنسيسكان يشرف على إدارة مدرسة التيراسنطة )الأراضي المقدسة(.

.

الكنيسة البروتستانتية:

وتقع في عكا الجديدة، وهي حديثة البناء من الحجر، بناها المعماري إبراهيم اللحام/ أبو خليل عام 1947 م.

.

الخانات في عكا

• خان العمدان:

ويقع قرب مدخل الميناء تم بناؤه في القرن التاسع عشر على يد احمد باشا الجزار، وقد جُلِبَت عمدانه من خرائب قيسارية وعتليت، ويطلق عليه اسم )خان الجزار(. ويقع فوق مدخله الشمالي برج الساعة الذي بني سنة 1900 م تخليدًا لذكرى مرور خمسة وعشرين عاما لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش السلطنة العثمانية.

.

خان الشاوردة:

انشأ خان الشاوردة– على ما يبدو – ظاهر العمر، في القرن الثامن عشر. الخان مبنيّ من ساحة مربّعة محاطة بالدِّعامات )العمدان(، وفي وسطها بقايا حوض ماء لسقي البهائم. يقع في الطّرف الشّرقي من المدينة، وفي زاويته الشّرقية- الجنوبية يقع برج السلطان.

.

خان الافرنج:

قام بإنشاء خان الإفرنج في النصف الثاني من القرن السادس عشر تجّار فرنسيّون، في الموضع الذي كانت فيه الساحة الرئيسة لحيّ البندقيّة في الحِقبة الصليبية.

إنّه الخان الأقدم في عكّا، الذي بقي حتى يومنا هذا، وهو معروف باسم خان التجّار نسبة 67 الى التجار الفرنسيين الذين أنشأوه وسكنوا فيه. وقد وصل نشاط التجّار الفرنسيين في عكّا إلى ذروته في نهاية القرن الثامن عشر؛ إلى أن قام احمد باشا الجزار بطردهم من المدينة عام 1791 .

وبعد طردهم قام الجزّار بالاستيلاء على تجارة القطن التي كانوا يحتكرونها حتى ذلك الحين. في بداية القرن الثامن عشر سكن حاكم عكّا خان الإفرنج، وكان قد انتقل إلى هناك لدواعٍ أمنية؛ ليتمكّن من مراقبة التجّار الفرنسيين، ولجباية الضرائب منهم بصورة ناجعة أكثر. تنشط، اليوم، مدرسة التيراسنطة في أحد أجنحة الخان.

.

خان الشونة:

يقع هذا الخان على بعد 30 مترًا تقريبًا شَمال-غرب خان العمدان، ولا يزال قائمًا، وهو من أقدم نُزُل عكّا )نُزُل: صومعات محاصيل الحبوب(. ويحكي العُنوان بالعربيّة المرسوم على المدخل، عن تجديد النُّزُل وإصلاحه أيّام ظاهر العمر.

يتميّز هذا النُّزُل بأنّ أجزاء معتبَرة منه – وخصوصًا في الطبقة الأرضية – هي أجزاء أصلية من الحِقبة الصليبية.

.

خان الحمير

لا يوجد اليوم لهذا الخان أي أثر ، والذي أقيم في عهد سليمان باشا سنة 1810 بالقرب من بوابة البر )بين سور ظاهر العمر وسور الجزار(.

وفي أثناء قصف الأسطول الانجليزي عكا سنة 1840 أصيب الخان بقذيفة أدت إلى انفجار الذخيرة وتدمير الخان والمباني القائمة حوله.

.

القلعة:

تقع القلعة في وسط أسوار المدينة الشمالية، وتعتبر أضخم مباني المدينة الشمالية، وأكثرها حصانة .

شيدت هذه القلعة على أنقاض قلعة حي الأسبتارية الصليبية في عهد ظاهر العمر الذي جعلها سراياه الخاصة, ثم أعيد ترميمها وتحصينها في عهد خلفه من ولاة المدينة، أحمد باشا الجزار وسليمان باشا العادل وعبد الله باشا الخازندار وابراهيم باشا. تتألف قلعة عكا من ثلاثة أقسام أساسية، وهي:

• برج الخزنة – وهو عبارة عن برج ضخم وشاهق يبلغ ارتفاعه نحو 50 مترا.

وتتألف أبنيته السفلية من قاعات معقودة يعود تاريخها الى الحقبة الصليبية، في حين شيدت أقسامها العلوية في عهد ظاهر العمر وأحمد باشا الجزار. وفي عهد الجزار شغل البرج المقر الرسمي لولايته , وفيه خزن الجزار أموال المدينة ) ومن هنا جاء اسم البرج( .

• الجبخانة- وهي دار الأسلحة، و تقع شرقي البرج، وهي عبارة عن ساحة واسعة أحيطت بأبنية معقودة خزنت فيها الأسلحة والذخائر. 68

• القشلة- تقع جنوب غرب البرج، وهي عبارة عن ساحة واسعة مربعة الشكل تحيط بها الأروقة والغرف المعقودة . وشغلت القشلة في العهد العثماني ثكنة عسكرية حُظر الدخول اليها لغير الجنود.

وفي أواخر العهد العثماني تحولت القلعة الى سجن، وممن تم اعتقالهم في هذا السجن الشيخ علي نور الدين اليشرطي مؤسس الطريقة الشاذلية عام 1851 م، وبهاء الله مؤسس الطريقة البهائية سنة 1868 م.

وفي عهد الانتداب البريطاني تحولت القلعة الى سجن مركزي، سجن فيها أعضاء من حركتي الايتسل والليحي الصهيونيتين، وأعدم فيها عام 1930 م نشيطو ثورة البراق: عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي. ومع قيام الدولة تحول السجن الى مستشفى للأمراض العقلية، وفي عام 1981 تحول الى متحف البطولة لسجناء عكا والقدس.

.

اسوار ظاهر العمر ) 1750 – 1755 (

قام ظاهر العمر بتشييد سور حول المدينة من البر والبحر، وقد شيدت هذه المباني على أنقاض مبان وأسوار، صليبية. الا أن هذه الأسوار كانت ضعيفة لم يتعد عرضها المتر الواحد، في حين بلغ ارتفاعها بين ) 7- 12 م(، ولم تشمل الأنفاق والخنادق، وكان الهدف من هذه الأسوار حماية المدينة من قراصنة البحر وسطو عصابات البدو وليس حماية المدينة من الجيوش النظامية.

وكان للمدينة بوابتان، وهما: بوابة السباع )الأسود( أو بوابة دمشق في الجنوب – الشرقي للمدينة، وبوابة السرايا في الزاوية الشمالية- الغربية للمدينة بمحاذاة البحر.

.

اسوار الجزار:

تمشيا مع السياسة التوسعية التي انتهجها الجزار حرصا على تحصين المدينة للصمود امام كل حصار يفرضه عليه أعداؤه، قام الجزار -و منذ بداية عهده- بتحصين المدينة، وشيد حولها أسوارا ضخمة شملت مرابض لمدفعية) في اثناء الحصار الفرنسي بلغ عدد المدافع نحو 250 مدفعا(، وخندقا حول الأسوار وصل عمقه الى ثمانية امتار ، واقام على الأسوار تسعة أبراج لرصد طرق البر والبحر ، اضافة الى الحصون والقلاع .

وعلى برج السلسلة القائم على مدخل الميناء أقام سرية عسكرية خاصة مزودة بالمدافع والزوارق، كما وأقام في داخل الأسوار مخازن خاصة لتخزين الذخائر والمؤن.

واستغلت الخنادق للتدريبات العسكرية، واعتبرت الأسوار منطقة أمنية يُحظَر دخولها لغير الجنود.

.

اسماء حارات البلدة القديمة هي:

المبلّطة، الرمل، الدبسي، اليهود، الشيخ عبد الله، النمرود، دراع الواوي، الخرابة، , الجديدة, المعاليق، المجادلة، القلعة، البصّة، الشيخ غانم ، الشراشحة، الفاخورة ، الخمامير.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار