مدينة اللد… إعداد الأستاذ: عبدالله قزموز

مدينة اللد
إعداد الأستاذ: عبدالله قزموز

.

1. الموقع الجغرافي ونشأة المدينة:

من أقدم مدن فلسطين التاريخية. تبعد عن يافا 16 كم (جنوب شرق يافا)، وأقل من 5كم شرق الرملة، وعلى بعد 38 كم شمال غرب القدس. كانت اللد محطة للقوافل التجارية منذ أقدم الأزمنة. وهي اليوم عقدة مواصلات برية تلتقي عندها خطوط السكك الحديدية والطرق المعبدة. تبلغ مساحة اللد 12.2 كم مربع، ويسكنها اليوم خليط من العرب واليهود. تأسست المدينة على يد الفلسطينون وسميت “ليدا“، (lydda) في العهد الإغريقي. ويقال إن القديس بطرس زارها مبشرا بالدين الجديد. ويذكر أن القديس جاورجيوس ولد فيها من أب ثري، وكان من كبار رجال الجيش الروماني. ولما شب جاورجيوس تنصر واعتنق المسيحية وجاهر بها. فأمر الإمبراطور الروماني ديوكليتيانوس بقتله سنة 303 م. ولما أعتنق الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير المسيحية، بنى على قبر هذا الشهيد كنيسته تذكارا له. وهي اليوم من أملاك الروم الارثوذكس. وقد شيد على قسم منها في العهود الاسلامية جامع المدينة الحالي. بعد الفتح الاسلامي أتخذها عمرو بن العاص عاصمة لجند فلسطين عام 636 م. واستمرت كذلك حتى تأسيس مدينة الرملة. في عام 1900 م. انتشر في اللد وباء الكوليرا وأودى بحياة الكثير من سكانها.

بلغ عدد سكان اللد عام 1948 حوالي 22 ألف نسمة تقريبا. وفي عام 1892 افتتح خط القطار الأول في فلسطين من يافا الى القدس عبر اللد والرملة.

وفي عام 1937 افتتحت حكومة الأنتداب البريطاني،” مطار فلهيلما ” قرب اللد والذي أصبح المطار الدولي لفلسطين حتى بعد قيام دولة أسرائيل، حيث غيرت السلطات الاسرائيلي ة أسمه ليصبح مطار اللد.

وفي عام 1973 تغير أسمه ليصبح مطار بن غوريون الدولي.

وصل عدد سكان اللد عام 1946 الى حوالي 19000 نسمة. ونتج عن الاحتلال الاسرائيلي لمدينة اللد في 11.7.1948 طرد معظم السكان العرب من مدينتهم واجبارهم على الرحيل عنها. ولم يبق من السكان العرب فيها سوى 1052 نسمة. تحولت اللد بعد عام 1948 الى مركز صناعي ضخم حيث يوجد بها مصانع للطائرات الحربية والمواد الغذائية والسجاد والورق والالات والالكترونيات.

يعيش في اللد حوالي 70 ألف نسمة من بينهم 27% من العرب، يعيشون في أحياء فقيرة وفي ظروف انسانية صعبة. ومن الأحياء العربية المهددة بالهدم حي ” بيارة شنير ” الذي يقع غربي المدينة (3000 نسمة).

2. أسطورة التنين:

تتلخص هذه الأسطورة أن تنينا هائلا كان يخرج من البحر ويفترس كل ما يصادف من حيوان أو أنسان. ولكي تبعد المدينة هذا الخطر عنها أخذت ترسل له نعجتين كل صباح. وبعد مدة من الزمن كان التنين قد أتى فيها على كافة النعاج، وأصبح من المحتم استبدال النعجتين بشاب أو فتاة يختارهما سوء الحظ بالقرعة.

وأخيرا وقعت القرعة على وحيدة الملك، الذي ألبس أبنته أجمل ثيابها وزينها بالجواهر واللؤلؤ، ثم أرسلها الى البحر بانتظار خروج التنين ليفترس وليمته. وفي تلك الأثناء ظهر جاورجيوس على الشاطئ مستغربا وجود هذه البنت وحيدة على ذلك الساحل الخالي من المارة والناس. فلما حدثته عن التنين طلبت منه بالحاح ان يهرب خوفا عليه من مداهمته له. وبعد برهة خرج التنين من الماء، ثم فتح شدقيه الكبيرين وتقدم نحو البر، وإذ ذاك وثب جاورجيوس الى ظهر جواده، وعاجل التنين بطعنة من رمحه الطويل فسقط صريعا.

دخل جاورجيوس والفتاة البلدة ووراءهما جثة التنين المارد. فحياه الملك وأهل المدينة أجمل تحية شاكرين له انقاذهم من بطش التنين.

أبرز المعالم الأثرية في اللد:

1. المسجد الجامع:

وهو يعتبر من المعالم المقدسة ومن أقدم المساجد. ويقوم على عدة آبار كلها كبيرة، كانت تستخدم في القديم لجمع المياه، وأشهر هذه الأبار “بئر الطلاق“.

2.المسجد العمري الكبير:

وهو معلم تاريخي أسلامي بارز. بني بأمر من السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري بعد استعادة اللد من الصليبيين عام 1268 م. سمي بهذا الاسم نسبة للخليفة عمر بن الخطاب. وللمسجد قبة واحدة ومئذنة.

يقع المسجد في وسط اللد بالقرب من كنيسة القديس جوارجيوس، ويعتبر من المساجد الأثرية المهمة في فلسطين. هذا المسجد يشبه من الناحية المعمارية المساجد في صدر الاسلام. فيه مدخل وساحة مكشوفة يحدها رواقان من الجهة الشرقية والغربية. ويشكل بيت الصلاة فيه الواقع في الجهة الجنوبية أكبر وحدات الجامع.

في 12 أيار 2021 وخلال الاقتحامات الاستيطانية التي وقعت في مدينة اللد بالتعاون مع ما يحدث في حي الشيخ جراح في القدس، والحرب الاسرائيلي ة على غزة، هاجم مستوطنون اسرائيليون المسجد بأطلاق النار عليه وحاولوا أحراقه.

3. جسر جنداس:

ويقع شمال المدينة، بني في عهد المماليك بأمر من الظاهر بيبرس، بحيث يبلغ طوله 30 م وعرضه 13م. وارتفاعه 6 أمتار ونصف.

4. خان الحلو:

وهو عبارة عن فندق التجأ أليه النزلاء من التجار والأعيان فتحول الى مركزا تجاريا وأدبيا. وبقي يستخدم فندق في عهد الانتداب البريطاني. وعلى ضوء سياسة الهدم من قبل بلدية اللد، لم يبق من الخان سوى بعض الحانات والغرف والبوابة الرئيسية.

5. كنيسة القديس جاورجيوس (مار جريس أو الخضر):

وفيها ضريح الشهيد المسيحي القديس جاورجيوس، وقد شيدت الكنيسة الحالية في عام 1870م. وتقع بجوار الجامع الكبير.

في نهاية القرن الخامس عشر حصلت بطريركية القدس الروم الأرثوذكس على أذن من السلطات العثمانية لبناء كنيسة على موقع كنيسة سابقة فوق بناء من القرن الخامس عشر على الجزء الشمالي من الصحن والجانب الأيسر من الكنيسة السابقة، والتي بقي منها محرابان يتجهان نحو الشمال بدلا من الشرق كما هو معتاد.

اشترطت السلطات العثمانية على أن يخصص جزء من الأرض لبناء مسجد. لذلك تغطي كنيسة جاورجيوس الحالية الركن الشمالي الشرقي من الكنيسة البيزنطية فقط.

أما قاعة الصلاة في المسجد المجاور، فتحتوي على عامود كان جزءا من صحن الكنيسة. وفي داخلها يقع قبر القديس جاورجيوس تحت أرض الكنيسة ويتم النزول أليه بواسطة عدة درجات

القديس جاورجيوس أو مار جريس أوجرجس أو جورج: (280- 303م.)

كان جنديا في الجيش الروماني. من أصل يوناني كابادوكي وعضوا في الحرس الإمبراطورية للأمبراطور ديوكليديانوس. ولد سنة 280 م. في مدينة أللد لأبوين مسيحيين من النبلاء. ولما بلغ سن السابعة عشرة دخل في سلك الجندية وترقى الى رتبة قائد ألف في الحرس الأمبراطوري.

كان الرومان يضطهدون المسيحيين في تلك الفترة، لكن جوارجيوس لم يخف عقدته المسيحية فتعرض للتعذيب وأعدم وقطع رأسه ودفن في مدينة اللد.

أبرز عائلات اللد:

أل صبح، الشافعي، أبو كويك، هارون، الكيالي، أبو سكر، حسونة، أبو لبن، عبد القادر، حبش، منير، الرفاعي، القزعة، الحلو، مغنم، أبو أصبع، أبو جابر، أبو دبوسة، أبو دقة، أبو الروس، أبو الرويس، أبو الشامات، دهمش، شموط، الزمر، البابا، أبو زر، العلمي، الزين، الكرتون، سابا، عازر، الرنتيسي.

أبرز شخصيات أللد:

1. علي حسن سلامة:

أبن القائد حسن سلامة أغتيل على يد المخابرات الاسرائيلي ة عام 1979.

2. د. جورج حبش: (1926-2008)

مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقي رئيسا لها حتى عام 2000. درس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، ولذلك لقب “الحكيم “. وكان من بين مؤسسي حركة ” القوميين العرب” ويعتبر من أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية. تعرض لعدة محاولات أغتيال من قبل جهاز المخابرات الاسرائيلي ة الموساد. توفي ودفن في عمان عام 2008.

3. الحاج أبراهيم أسماعيل هارون: أحد أعلام المدينة ومن أول المؤسسين لجمعية أللد الخيرية في عمان.

4. الحاج خليل دهمش: أقام مسجدا في اللد من ماله الخاص، وأنشأ حوله حواديت أوقفوا للأنفاق عليه.

خان الحلو : اللد

صورة للقديس جاورجيوس وهو يقتل التنين : مدينة اللد

الجامع العمري وكنيسة القديس جاورجيوس : مدينة أللد