إن الأحاسيس الأنثوية المركبة التي تضمنتها رواية رجاء بكرية “إمرأة الرسالة” هي بحد ذاتها رسالة إنسانية تُعيد للرسالة المكتوبة قيمتها وهيبتها التي غيبتها التكنولوجيا، وتبث فيها جملة الحب الأولى المفعمة بالأحاسيس بكل سذاجتها ونقائها وإهتزازاتها المرتبكة، فهاجس الحب الذي يؤرقنا ذكوراً وإناثاً، ويقرع تجاويف قلوبنا كطبل إفريقي، أو يشد أوتار أمعائنا على الجوع ووخزات الألم، هو ذاته الذي يحرك فينا روح الحياة التي تٌقبل فيها نشوة –بطلة الرواية- دائماً روح حبيبها مع التوقيت الذي يزامن فيه رنين صوته عبر الهاتف عند كل صباح (12)، بهذه الجملة المختزلة أعادتني رجاء إلى سطر الحب الذي هويت من على حافته قبل سنوات خلت!!