نظّمت يوم الأربعاء كل من الحركات الطلابيّة في جامعة حيفا ومعهد التخنيون; مجموعة “جمعتنا” والتجمع الطلابي والجبهة الطلابيّة بالتعاون مع جمعية الثقافة العربيّة وجمعية الشباب العرب – بلدنا، تحت عنوان “جَمعِتنا” نشاط طلابي ثقافي يهدف إلى خلق مساحة للطلاب العرب في حيفا. وقد شارك في النشاط مئات من الطلاب والطالبات الجامعيين في حيفا، وشمل عروض مسرحية، شعرية، بسطات ومبيعات فلسطينية، عروض أفلام، وورشات حوارية في بيت الشباب – الياخور في الحيّ الألماني في حيفا.
يأتي هذا النشاط في سياق مقاطعة “يوم الطالب الإسرائيلي” الذي تنظمه الجامعات الإسرائيليّة سنويًا، ليقدم بديل نقيض لهذا اليوم في الوقت الذي يقاسي فيه شعبنا في غزّة مرارة الحرب والإبادة منذ 9 أشهر، ويجمع الطلاب في أنشطة ثقافيّة فكريّة تهدف لخلق مساحة مستقلّة ووطنيّة وحاضة شعبيّة طلابيّة للطلاب الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيليّة.
افتتح البرنامج بكلمة طلابيّة من الناشطة نور عثامنة والتي أكدّت على أهمية مقاطعة “يوم الطالب الإسرائيلي” والتنظّم معًا والتكاتف في ظل الحرب والإبادة وإسناد شعبنا في غزّة. ومن ثمّ قدم الشاعر علي قادري فقرة شعريّة قرأ فيه نصًا شعريًا معقودًا من نداء الدقيق والدمّ ونصوصًا كتبت في الحرب والإبادة.
عُرض فيلم “بين معبرين” من إخراج الشهيدين ياسر مرتجى ورشدي السراج، إذ يسرد الفيلم حكاية الطالبة نور الغصين الحاصلة على منحة لإكمال دراستها في إحدى الجامعات الأمريكية، ومحاولاتها المتكررة لعبور المعبر بين رفح وغزّة، ومعبر بيت حانون وصولًا إلى الضفّة الغربيّة. وتفاعل الجمهور مع الكلمة التي أرسلتها بطلة الفيلم نور الغصين إلى الطلاب الفلسطينيين في أراضي الـ48.
بعد ذلك انقسم الطلاب إلى مجموعات توجهت كل منها إلى أنشطة ثقافيّة وتوعويّة مختلفة، حيث نُظمت حواريّة عن الحراك الطلابي في العالم أستضيف فيها طالب الدكتوراه والناشط أمير مرشي من جامعة “آن آربور” في ميشيغن للحديث معه عن الحراك الطلابي العالمي لمناصرة فلسطين وتحديدًا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة. إضافة لندوة قانونيّة وقراءة حقوقيّة في ملاحقة الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيليّة قدمها المحامي عدي منصور المتخصص في حقوق الإنسان ومسؤول ملف الطلبة الجامعيين في المركز القانوني “عدالة” منذ السابع من أكتوبر. أمّا الفقرة الثالثة فكانت تجربة مسرحيّة إرتجاليّة قدمتها مجموعة “مشكاة” العكيّة من خلال عرض مبني على قصص من الجمهور جسدها على المسرح طاقم من الممثلين\ات والعازف الموسيقي.
وفي عودة مشتركة للجمهور عُرضت مسرحيّة “طه” للممثّل عامر حليحل عن سيرة وحياة الشاعر الفلسطيني محمد علي طه. المسرحيّة الحائزة على جائزة أفضل عرض آسيوي في مهرجان إدنبرا– اسكتلندا 2017 وسط تفاعل رهيب لجمهور الطلبة تحديدًا في سياق الحرب والإبادة المستمرة. ليختتم النشاط بفقرة موسيقيّة لعازفة العود ليان حاويلا من مقطوعات شرقيّة متنوعّة ومؤثرة.