أفادت وسائل الإعلام العبرية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، بأن حزب الله قد يرد خلال أيام قليلة مقبلة على اغتيال المسؤول العسكري فؤاد شكر، بمعزل عن صفقة حماس ورد إيران.
وبحسب التقديرات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن هجوم حزب الله سينفذ بمعزل عن نتائج جولة المحادثات التي تعقد في القاهرة، في محاولة لإحراز تقدم في المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، وكذلك بشكل منفصل عن إيران.
وتترقب إسرائيل منذ نهاية الشهر الماضي هجوما متوقعا من حزب الله وآخر من إيران، للرد على اغتيال شكر في بيروت وكذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في طهران ليلة 31 يوليو الماضي، خلال زيارة له للعاصمة الإيرانية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية عن المصادر ذاتها قولها: “التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حزب الله عازم على مهاجمة إسرائيل قريبا انتقاما لاغتيال شُكر”.
ووفقا للمسؤولين الإسرائيليين فإن “حزب الله لم يتخل عن رغبته في الهجوم، وهذا يمكن أن يحدث في أي لحظة، بغض النظر عن المفاوضات الجارية في القاهرة”.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين فإن الولايات المتحدة رفعت حالة التأهب في المنطقة وأرسلت رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، في زيارة مفاجئة إلى الشرق الأوسط، وذلك بعد مؤشرات وصلت إلى الغرب على نوايا حزب الله بالهجوم قريبا، ولو بشكل منفصل عن إيران، وكذلك على خلفية المفاوضات بشأن غزة.
وفي إطار التقييمات الإسرائيلية للوضع والتي بموجبها يعتزم حزب الله شن هجوم على إسرائيل قريبا، أجرت القيادات الرفيعة في الأجهزة الأمنية مداولات خاصة لإعادة تقييم للوضع خلال نهاية الأسبوع، بمشاركة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي.
وذكرت “كان 11” أنه “خلافا لهجوم مباشر من إيران التي تبعد عن إسرائيل نحو 1500 كيلومتر، بالنسبة لحزب الله، فإن الرد يمكن أن يكون فوريا”، وبالتالي فإن المداولات التي أجرتها القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب تناولت إمكانية تعرض إسرائيل لهجوم واسع من لبنان.
ولفتت إلى أن الاستنفار الأمني، خاصة في منظومات الدفاع الجوي “بلغ ذروته منذ ثلاثة أسابيع، منذ الاغتيالات في طهران وبيروت”. وأشارت إلى أن إسرائيل تستعد لعدد من السيناريوهات المحتملة منذ أسابيع، بما في ذلك هجوم من إيران، أو من لبنان، أو هجوم مشترك من إيران والمجموعات المتحالفة معها في المنطقة.
بدوره، زعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت، أن القوات الإسرائيلية “تواصل عملها الحازم والقوي ضد حزب الله. لقد استهدفنا على مدى الأيام الأخيرة نحو 70 هدفا، بينها مستودعات ومخازن للأسلحة والذخيرة التي كانت موجَّهة ضد إسرائيل. كما قمنا بتصفية أكثر من 20 عنصرا بعضهم من قيادات كبيرة في وحدات القذائف الصاروخية الخاصة بحزب الله”.
وادعى أنه “نعتمد أسلوبا مُمَنهجا ومنتظما في العمل الهجومي ونضرب حزب الله. أما فيما يتعلق بالدفاع، فإننا نركّز جل اهتمامنا في إزالة التهديدات، إلى جانب استهداف دوائر المخربين الذين كانوا قد شاركوا في إطلاق النار أو خرجوا من مناطق تم التحقق من استخدامها في الممارسات الإرهابية، علمًا بأن بعضهم من القادة الكبار”.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، إن طهران سترد على جريمة اغتيال هنية على نحو يمنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة الأمر الذي اعتبره هدفا إسرائيليا، مشيرا إلى الهجوم الإيراني المباشر على مواقع في إسرائيل، في منتصف نيسان الماضي ردا على استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.
وأضاف عراقجي في معرض رده عن سؤال بشأن الرد على اغتيال هنية، أن الخارجية الإيرانية “في تنسيق كامل مع القوات المسلحة لأن الدبلوماسية والميدان يكملان بعضهما، ومعاً سنتحرك بشكل يحقق المصالح الوطنية وأمن البلاد والعزة الوطنية”، مشددا على أن بلاده “ستوظف جميع قدراتها في دعم محور المقاومة، وبخاصة غزة”.