قال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، إن “حديث المجرم نتنياهو عن تخصيص أماكن ومربعات معيَّنة داخل قطاع غزَّة من أجل إتاحة الفرصة للتطعيم ضد شلل الأطفال، ليس موافقة على هدنة إنسانية طالبت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وإنما هو تلاعب جديد ومراوغة مكشوفة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية والقتل المُمنهج ضد شعبنا، والإمعان في الموت البطيء لأطفال غزَّة”.
وأوضح الرشق مساء الأربعاء، في تصريح صحفي أن “هذه الطريقة المشبوهة التي يحاول نتنياهو وحكومته فرضها، من شأنها إفشال خطوة الأمم المتحدة، وحرمان مئات الأطفال من التطعيم ضد شلل الأطفال”.
وشدد على أنَّ المطلوب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط بكل الوسائل على نتنياهو لقبول هدنة إنسانية شاملة في قطاع غزَّة، للتمكّن من تنفيذ التطعيم لكل أطفال القطاع، وفق دعوة الأمم المتحدة، وليس انتقاء أماكن معيّنة تختارها حكومة الاحتلال الفاشية كما تشاء، لتواصل ممارسة جرائمها الوحشية بحقّ المدنيين والأبرياء العزَّل.
وجدد الرشق دعم الحركة لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بضرورة “البدء الفوري والعاجل في هدنة إنسانية شاملة في كامل قطاع غزَّة، تسمح بتنفيذ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، لكل أطفالنا في القطاع، الذين يعيشون مأساة حقيقية جراء تفشي الأمراض والأوبئة، بسبب استمرار الاحتلال في عدوانه وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ أكثر من عشرة أشهر”.
وكانت (القناة 13) الإسرائيلية، أفادت في وقت سابق الأربعاء، أن إسرائيل وافقت على “هدنة إنسانية” في قطاع غزة لتطعيم السكان ضد شلل الأطفال، وذلك في ظل الضغط الأميركي الذي مارسه وزير الخارجية، أنتوني بلينكن.
وفي تعليقه على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الحديث ليس عن هدنة، وإنما مُجرّد “تخصيص أماكن معينة داخل القطاع من أجل إتاحة الفرصة للتطعيم ضد شلل الأطفال”.
وأضاف أن القرار “عُرض على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (كابنيت) وحظي بدعمٍ من الوزراء”، خلافا للتقرير الذي قال إن القرار اتخذ من قبل نتنياهو والأجهزة الأمنية، دون إخطار أعضاء (كابنيت).
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أميركي واسع، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، ونزوح متكرر، وتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية والصحية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد طالب بـ”هدنة فورية” لتسهيل حملة تطعيم كبرى لمكافحة شلل الأطفال في قطاع غزة، فيما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعمها للمقترح الأممي.
وفي 16 آب/ أغسطس الجاري، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في القطاع، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
وأمس، الثلاثاء، أشار الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إلى استمرار الجهود لتعيين وتدريب أكثر من 1000 عامل صحي ومتطوع في 11 مركزا صحيا من أجل لقاحات شلل الأطفال. وأفاد أنهم يهدفون في الجولة الأولى من حملة التطعيم للوصول إلى 95% على الأقل من أصل أكثر من 640 ألف طفل تحت سن الـ10 في غزة.
وقال غوتيريش إن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال في غزة سيتطلب جهودا ضخمة ومنسقة وعاجلة. وتابع “دعونا نكون واضحين: إن اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار فورا لأسباب إنسانية”.
وأضاف: “لكن على أية حال، فإن هدنة من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه، فمن المستحيل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في ظل الحرب الدائرة في كل مكان”. وقال إن الأمم المتحدة “تخطط لإطلاق حملة حيوية للتطعيم ضد شلل الأطفال، تستهدف أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة”.
وأشار إلى أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي من مدينتي خانيونس جنوب قطاع غزة، ودير البلح وسط القطاع، زاد من المخاوف، حيث “يتعرض مئات الآلاف من الأطفال في غزة للخطر”.
كما طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية، في بيان مشترك، بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة سبعة أيام بهدف تنفيذ حملات تطعيم ضد شلل الأطفال.
وأكدت أنه دون فترات التوقف الإنسانية فلن يكون تنفيذ حملة التطعيم ممكنا. وأضاف البيان الأممي أن الحملات ستوفر لأكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة لقاحا ضد شلل الأطفال. وأكد أنه يجب تغطية التطعيم بنسبة 95% على الأقل خلال كل جولة من الحملة بهدف منع انتشار شلل الأطفال.