حُزمَةُ نور… بقلم: حسن عبادي

حُزمَةُ نور

حسن عبادي/ القدسحيفا

.                                         

قرأت قصّة الأطفالحُزمَةُ نورللأديبة نبيهة راشد جبارين، رسومات هيفاء عبد الحسين، عن دار الهدى للطباعة والنشر كريم/ كفر قرع.

تتحدّث القصّة عن الطّفلةنور” (الّتي فقدت بصرها نتاج الاجتياح العسكريّ)، ينقصها اللعب بالكرة في ساحة الحارة مع الأطفال، فتتابع أخبار الحرب مع الأسرة، وفي نومها حلمت بمناجاة القمر، الّذي أهداها حزمة من النور العُلُويّ قائلاً:” فقط آمني بها، واجعليها تُنير قلبك أوّلا، ثمّ ضَعي يدك فوق موضع القلب، واطلبي منها ما شئت عند الحاجة“.  ومن البديهي أن يكون طلبها الأوّلأعيدي لي قوّة بصري كما كانت قبل الاجتياح العسكري، لا أريد أن أضعَ نظّارةً…” وكان لها ما طلبت وتمنّت.

أمّاالطّلبالثّانيفكانأنتعيدحزمةالنّورالبصرإلى كلّ من أُصيب أثناء الحرب، وفقد بصرَه أو ضعُف بصره فاستجابت لطلبها/ أمنيتها وعاد النور لعيون جميع من فقد بصره من أهالي البلد.

وكان الطلب الثّالث فكانتساعدي سالماً وتُبرئي له قدمه لكي يلعب ويشارك أصدقاءه، وفعلا شفت قدمه من إصابتها وعادت سليمة كما كانت.

أمّا الطلب الرابع فكان لشفاء زميلها عادل، دائم الانطواء والتفكير منذ سمع صوت الانفجارات الأخيرة، وشفي عادل وعاد يلعب كرة القدم مع زملائه.

الحروب والقصف أفقدت الجميع الشعور بالسعادة والطمأنينة فكان طلب نور الخامسأريد أن يفرح كل الأطفال في كلّ مكانفعادت الحزمةومعها صورة أطفال العالم وهم فرحون، مبتسمون، مبتهجون، ومحتفلون بالسلامة من كلّ ما كان يؤذيهم“.

وكانالطلبالقادملنور:” ليتك يا حزمتي الطّيّبة تدخلين القلوب، وتمحين منها شعور الحقد، والكراهيّة، والأنانيّة، وتملئينها بالحُبّ، والخير، والتّسامح، فيسود السّلام والاستقرارولا تعود المشاكل والحروب لتسبّب الموت والحزن والدّمار.”

واستيقظت نور من حلمها وفي فمها دعاء إلى اللهربّي حقّق السّلام على الأرض، وبين الناس كلّ الناسفي كلّ مكان“. يا لها من أمنية صادقة طيّبة!

قصّة هادفة تعكس ثقافة المحبّة والتسامح والخير.

قرأت غالبية قصص الأطفال التي نشرتها الكاتبة نبيهة جبارين فوجدتها تحملُ رسالةً واضحةً غايتُها تربيةُ الطفلِ، تحسيسُ الطفل بعالمِه وبشخصيّتِه مراعيةً عمره الزمني وقدراتِهِ العقليّة. مما يلفت الانتباه اهتمام الكاتبة بالرسومات الجميلة المرافقة لكتبها ونصوصها، وكذلك صور الأغلفة، حيث أن هذه الرسومات تمكن الطفل من فهم الأحداث وتسلسلها وتذويتها حتى لو أنه لا يعرف القراءة، وهذه الرسومات تبعث الروح في النصوص وتثريها، فالطفل يهتمُ في مراحلِه الأولى بالصورةِ وتجذبه، حيث تنقلُ له الرسالةَ منذ الوهلةِ الأولى ويذوّتها، وزاد ذلك في عصر اليوتيوب والتيكتوك وغيرها.

استعملَت الكاتبة لغةً بسيطةً، عربيّةً فُصحى، والتزمت بها ليفهمها الطفل، بعكس بعض كتاب القصة الذين يكتبوها باللغة العاميّة المحكيّة مما يشكّل جريمة نكراء بحق أطفالنا ولغتنا، أسلوبها سلس ومشوّق وانسيابي مما يحبّب الطفل بلغته العربيّة ويقرّبه منها وإليها.

ملاحظات لا بدّ منها؛

جاءت نهاية القصّة مبتذلة، فمن غير المعقول أن تردّد نور وجميع أفراد عائلتها: “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السّلام، وبالناس (وليس في النّاس، مع أنها تُلفظ كما كتبت الكاتبة) المسرّة.”(إنجيل لوقا 2: 14) مقرونة بآية من الذكر الحكيم؟

كماوتنقصالقصّةالفئةالعمريةالمستهدفة،

ويتوجّب ترقيم صفحات القصة.

*** مشاركتي لندوة اليوم السابع المقدسيّة يوم الخميس 29.08.2024

.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار