صحيفة الجارديان: ظهور شلل الأطفال في غزة يبرز التكلفة الحقيقية للحرب الإسرائيلية

غزة تطعيم

حذرت صحيفة “الجارديان” البريطانية من قرب معرفة الحجم الحقيقي والمرعب للوفيات والأمراض في غزة، معتبرة أن اكتشاف مرض شلل الأطفال مؤخرا في القطاع يشكل نافذة على التكلفة الحقيقية لحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 11 شهرا.

وفي أغسطس/آب الماضي، أصيب طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر في غزة بشلل جزئي بسبب شلل الأطفال، وهي أول حالة مؤكدة في القطاع منذ 25 عاماً. ومن المرجح أن يكون الشلل دائماً، ولا توجد علاجات لشلل الأطفال.

وذكرت الصحيفة أنه يتوفر لقاح آمن وفعال للوقاية من الأمراض الخطيرة مثل شلل الأطفال، لكن الحرب الدائرة في قطاع غزة تعني توقف حملات التطعيم.

نبهت الجارديان إلى أن تفشي شلل الأطفال قد يبدو أمراً لا مفر منه نظراً لانتشار المرض عبر المياه القذرة والقمامة، التي تحيط بأولئك الذين يعيشون في الخيام في المخيمات ما لم يتم التحرك لوقف الحرب.

وبينما لفتت إلى حملة الأمم المتحدة للتطعيم ضد شلل الأطفال، أبرزت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل هجماتها على المستشفيات والمدارس وشاحنات المساعدات وموظفي الأمم المتحدة.

ولم تعد وكالات الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي ترسل موظفيها إلى غزة بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية النار على شاحنة تحمل علامة برنامج الغذاء العالمي حتى بعد حصول المركبة على الموافقات من السلطات الإسرائيلية.

إن اكتشاف شلل الأطفال في غزة يذكرنا بأن تقييم التكلفة الحقيقية للحرب أصبح صعباً على نحو متزايد. فنحن لا نملك فكرة عن مدى انتشار الأمراض والمجاعة ـ أو ما يسمى “الوفيات غير المباشرة” ـ

وعادة ما يتم جمع البيانات من المستشفيات ومشرحات الجثث، التي تشهد على كل حالة وفاة وتخطر وزارة الصحة. ولكن أنظمة التسجيل المدني هذه انهارت في غزة، وهذا يعني عدم وجود بيانات دقيقة عن عدد الوفيات.

ولقد كانت وزارة الصحة تحاول جمع الأرقام باستخدام التقارير الإعلامية، وهي ليست وسيلة موثوقة لالتقاط الصورة الكاملة.

وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من عشرة آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض (أي أنه لا يمكن إحصاؤها)، فضلاً عن عدد متزايد من الجثث التي لا يمكن التعرف على هوياتها.

نشرت مجلة لانسيت الطبية مؤخرا تقديرا لعدد الوفيات في غزة من قبل العديد من العلماء المرموقين، الذين يحددون عملية تقديرهم (مقارنة بالصراعات المماثلة) والأرقام النهائية.

وهم يقدرون أن حوالي 186000 حالة وفاة إجمالية يمكن أن تُعزى إلى الصراع الحالي في غزة، والتي تمثل حوالي 7.9٪ من سكانها، بحلول منتصف يونيو 2024.

وإذا استمرت الوفيات بهذا المعدل – حوالي 23000 شهريًا – فسيكون هناك 149500 حالة وفاة إضافية بحلول نهاية العام، أي بعد حوالي ستة أشهر ونصف من التقدير الأولي في منتصف يونيو.

باستخدام هذه الطريقة، سيتم تقدير إجمالي الوفيات منذ بدء الحرب على غزة بحوالي 335500 حالة وفاة في المجموع.

من السهل أن نضيع في هذه الأرقام وننسى الاسم والوجه وراء كل منها من ضحايا غزة.

ورغم أن الوضع في غزة قد يبدو ميؤوسا منه، إلا أنه ليس كذلك. إن محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى القطاع، مثل تلك التي أدت إلى توقف إنساني للتطعيم ضد شلل الأطفال، تنقذ الأرواح. إنها تحدث فرقا لمئات الآلاف من الأسر، حتى في ظل الرعب المروع الذي تسببه الحرب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار
  • 52939b2c 6950 4d97 B556 Be9677abaf5c 2
  • 01131