صوره من الارشيف
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن ثلاثة من أسراه كانوا محتجزين في قطاع غزة، قتلوا في غارة إسرائيلية على موقع في القطاع، قبل أن يتم استعادة جثامينهم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. بحسب ما أفادت (القناة 12) الإسرائيلية.
وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، انتشل جيش الاحتلال من نفق في جباليا شمال قطاع غزة، جثث الإسرائيليين الثلاثة الذين أسروا واقتيدوا إلى قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهم الجنديان رون شيرمان، وإيليا توليدانو، وبايز الذين كان يشارك في حفلة “نوفا” في (كيبوتس ريعيم) الذي يقع في محيط قطاع غزة.
وبعد أكثر من تسعة أشهر على الواقعة، أبلغ جيش الاحتلال، اليوم الأحد، عائلات الأسرى الثلاثاة، بنتائج التحقيق الذي كان قد أعده منذ عدة أشهر، مما يشكل أول تأكيد رسمي على أن القتلى سقطوا بسبب قصف الجيش، وليس على يد آسريهم من عناصر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأشارت القناة أن قتلهم جاء نتيجة قصف استهدف قائد كتائب القسام في شمال قطاع غزة.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت لاحق اليوم، أنه تم الانتهاء من التحقيق في ظروف وفاة الأسرى بايزر وشيرمان وتوليدانو في الأيام “بعد استنفاد الجهود الاستخباراتية والعملياتية، واعتبارات تتعلق بأمان الأسرى”.
وقال إن التحقيق أجري “بواسطة ضباط في قسم الاستخبارات وقادة عملياتيين في سلاح الجو وضباط من قيادة الأسرى والمفقودين في قسم الاستخبارات العسكرية، وتناول ظروف وفاة الأسرى الثلاثة والمعلومات الاستخباراتية المتاحة منذ اختطافهم”.
وقال إن نتائج التحقيق “تشير إلى احتمال كبير بأن يكون الثلاثة قد قتلوا نتيجة ‘أثر جانبي‘ لغارة جوية إسرائيلية خلال استهداف قائد كتائب القسام في شمال قطاع غزة، أحمد الغندور، في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023. ورغم هذا التقدير القوي بناءً على جميع البيانات، لا يمكن الجزم بشكل قاطع بشأن ظروف وفاتهم”.
وقال إن “هذا الاستنتاج يعتمد على موقع العثور على جثثهم مقارنة بموقع الضربة، وتحليل أداء الغارة، ونتائج الاستخبارات، وكذلك التقارير المرضية وتقارير معهد الطب الشرعي”.
وأضاف أن “التحقيقات كشفت أن الأسرى الثلاثة كانوا محتجزين في شبكة الأنفاق التي كان يعمل منها الغندور. أثناء الهجوم، لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي معلومات حول وجود أسرى في الموقع المستهدف، بل كانت هناك معلومات تشير إلى وجودهم في مكان آخر، وبالتالي لم يُحدد الموقع كمنطقة يشتبه في وجود أسرى بها”.
وزعم أنه “خلال الحرب، لم يهاجم الجيش الإسرائيلي مناطق كان لديه شكوك أو إشارات حول وجود أسرى فيها. كما يُدير الجيش آلية خاصة بقيادة الأسرى والمفقودين لضمان تقليل خطر إصابة الأسرى خلال الهجمات الهجومية، ويبذل جهودًا كبيرة للحصول على معلومات عنهم”.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، طالبت عائلات القتلى بالحصول على توضيحات، وفي أيار/ مايو صدرت نتائج التحقيق التي قدمت إجابة واضحة: الأسرى الثلاثة قُتلوا نتيجة ضربة للجيش الإسرائيلي، وتم اتخاذ قرار بعدم نشر نتائج التحقيق. الشهر الماضي، زارت ممثلة من الجيش العائلات وأبلغتهم أنهم قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي، ولكن اليوم تم إبلاغ العائلات بواسطة إعلان رسمي.
وكانت والدة الجندي القتيل شيرمان قد شاركت منشور على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) اتهمت من خلاله الجيش الإسرائيلي بـ”قتل ابنها عبر ضخ الغاز السام إلى النفق الذي كان الأسرى محتجزين فيه وكانوا بمثابة دروع بشرية لأحمد غندور، أحد كبار قادة (حماس)”، على حد تعبيرها.
وكتبت شيرمان عن ابنها: “رون قُتل بالفعل، ليس من قبل حماس، ولا برصاص طائش وليس في تبادل لإطلاق النار. كان هذا قتلا عمدا، قصف بالغاز السام”. وأضافت أن “ابنها اختطف بسبب الإهمال الإجرامي من جانب جميع كبار الشخصيات في الجيش وهذه الحكومة الفاسدة، التي أعطت الأمر بقتله لتصفية الحسابات”.
دنيا الوطن