رحلة مكوكيّة
حسن عبادي| حيفا
غادرت حيفا صباح الأربعاء باكراً، في طريقي للأردنّ؛ للمشاركة في معرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الثالثة والعشرين ورافقني صديقي د. نبيل طنوس.
كانت الإجراءات الحدوديّة بطيئة على غير عادتها عقب إلغاء إمكانيّة السفر بالسيارات الخصوصيّة.
حال وصول فندق كورب (كويّس ورخيّص في شارع الملكة علياء) كان السائق مجدي أبو سنينة (عقب ترتيب مع اتحاد الناشرين) بالانتظار وأقلّني إلى المركز الأردني للمعارض الدوليّة/ مكة مول، لأشارك في ندوة نظّمتها اللجنة الثقافية لاتحاد الناشرين الأردنيين ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الثالثة والعشرين حول أدب الحريّة بعنوان “أدب الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني”، بمشاركة الروائي الأردني عبد السلام صالح، وأدارتها القاصّة الأردنية حليمة الدرباشي وفي ختامها تم تكريم المشاركين من قبل اتحاد الناشرين الأردنيين، ممثّلا برئيسه ومدير المعرض السيد جبر أبو فارس، ورئيس اللجنة الثقافية الكاتب جعفر العقيلي والفنان الملتزم كمال خليل.
بعد الندوة مباشرة توجّهت لجناح دار الرعاة وجسور ثقافية لألتقي بالأحبّة نقولا عقل ومحمد الحواري، ولأحتضن إصداري الجديد “يوميات الزيارة والمزور – متنفس عبر القضبان”، وبعدها جولة خاطفة في رحاب المعرض للقاء الأصدقاء. وبعدها إلى مطعم (راجعين) تلبية لدعوة الصديق رمضان الرواشدة وزوجته.
بعد العشاء مباشرة، حوالي الحادي عشر مساءً، ذهبنا إلى مقهى (الريدز) لنلتقي الأعزاء أحمد أبو سليم وصلاح أبو لاوي وجمعة الرفاعي وآخرين.
وفي صبيحة الخميس عدتُ إلى معرض الكتاب، لجولة مكثّفة ولقاء كتب الأصدقاء، وألتقي بأصدقاء ناشرين، ومن ثَمّ إلى مطعم (فخر الدين) تلبية لدعوة الصديق رشيد النجاب ورافقنا صديقه عدنان بدوان.
وبعد الغذاء كانت وِجهتنا رابطة الكتّاب الأردنيين للمشاركة بندوة نظمتها مجموعة ملف “أسرى يكتبون” في لجنة فلسطين في الرابطة خصّصتها لمناقشة رواية “حكاية جدار” للأسير ناصر أبو سرور، بحضور عائلته، أدارها صديقي الشاعر صلاح أبو لاوي لأشارك بمداخلة، رفقة الدكتورة مها القصراوي، والناقد الأدبي والفلسفي مجدي ممدوح، والشاعر والروائي أحمد أبو سليم والمحامية نادية دقة (ممثّلة الأسير والعائلة) وختامها مسك؛ تحيّة مزيونة أبو سرور (والدة ناصر) عبر الهاتف، وكلمة شكر للدكتور عيسى أبو سرور نيابة عن ناصر والعائلة، وفي نهاية الفعالية كرمت الرابطة الكاتب ناصر أبو سرور، ممثّلة بنائب رئيسها الدكتور رياض ياسين بتقديم درع الرابطة لأسرة الكاتب، وتسلمته أخته منى.
توجّهنا بعدها إلى مقهى (شوكوهوليك) (شارع الفرزدق/ جبل اللويبدة) بإدارة الأعزاء سماهر وصلاح أبو وهدان، برفقة أصدقاء، ومن ثم إلى مطعم “الخال” ومعنا صلاح وأحمد وحليمة وممدوح ونبيل.
تجوّلنا صباح الجمعة وسط البلد، والتقيت الفستق الحلبي النيّئ للمرة الأولى، والبامية على أنواعها، وكان لا بدّ من كنافة (حبيبة) ع الواقف، ومن السوق إلى مطعم “أبو الخير” لنتذوّق الكروش والكوارع للمرّة الأولى في عمان.
وفي عصر الجمعة أتممت جولتي مع الكتب في المعرض، ولإجراء بعض المقابلات الصحافية، وكان حفل إشهار وتوقيع كتابي، وكذلك توقيع كتاب “اقتفاء أثر الفراشة” لصديقي نبيل، وسعدت بحضور الأصدقاء لمشاركتي فرحتي بالإصدار.
التقيت بعد التوقيع بأصدقاء وناشرين، ورافقنا بعدها الصديق صالح حمدوني لتناول شاورما (ريم) وكنافة (حبيبة) لنصل الفندق بعد منتصف الليل.
حضر صباح السبت الصديق عبد السلام صالح ليرافقنا إلى معرض الكتاب، وبعد جولة كتب دسمة ذهبنا إلى مطعم (الكبابجي) تلبية لدعوة الصديق عبد العزيز اللبدي، ومن هناك إلى متحف التراث/ بيت الذاكرة (شارع حسني فريز 20 اللويبدة/ عمان) بإدارة الصديق جودت مناع لزيارة معرض القدس العتيقة (رافقني الدكتور عبد العزيز اللبدي والروائي عبد السلام صالح والدكتور نبيل طنوس) للفنان المقدسي شهاب قواسمي، بمشاركة الفنانة دعاء البشيتي وآخرون وشاهدنا رسومات توثّق معالم القدس بمقدّساتها وتاريخها: عقباتها وطرقاتها بأقواسها وقبابها (الشكر لسارة عيسى قواسمي التي وثّقت الجولة بعدستها).
عدت مرّة أخرى لجولة ختاميّة في رحاب المعرض وتوجّهت بعدها إلى مقهى (الريدز) برفقة الأعزاء عبد السلام وجمعة وفاتن ووليد وصلاح وآخرين.
صبيحة الأحد تناولنا الفطور برفقة الصديق زياد الجيوسي في مطعم (حمادة) وأقلّنا مجدي في طريقنا مغادرين الأردن إلى حيفا.
جزيل الشكر لكلّ من استضافنا والمعذرة ممّن لم أستطع تلبية دعوته على أمل أن يجمعنا لقاء قريب في رحاب الوطن.
كانت رحلة مكوكيّة دسمة.
16-20 أكتوبر 2024 (حيفا/ عمان)