أعمال فنية متألقة لفنانات وفنانين عرب في معرض “آلام الولادة”

0 9

نردين سروجي، مي دعاس، سومة قعدان، وسناء فرح بشارة  يتألقن في معرض  آلام الولادة” 

آلام الولادة” هو معرض جماعي يضم 50 عملًا فنيًا من إبداع 27 فنانًا، ضمن صالة العرض في چڤعات حبيبة يقدمون من خلاله رؤى عميقة ومؤلمة وواعية عن مفاهيم الولادة، الحياة، الموت، الشفاء، والتغيير. هذه المواضيع تتجلى بوضوح خاص في ظل الواقع الأليم الذي نعيشه اليوم.

منذ السابع من أكتوبر والأحداث التي أعقبته، بات من الصعب فصل الفن عن سياق الحرب والواقع المؤلم الناتج عنها. الألم لا يزال حاضرًا، ومع كل يوم تضرب مأساة الحرب بقوة أكبر، تقتل وتدمر بلا هوادة. نسمع يوميًا عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ونعلم أن المختطفين لا يزالون هناك، ونُصدم من تزايد الجرائم داخل المجتمع العربي. في ظل هذه المآسي، نجد أنفسنا غير قادرين حتى على تخيل إمكانية بناء مجتمع صحي ومستقر.

مجتمعنا في هذه البلاد، وفي هذا الوقت تحديدًا، هو مجتمع يعيش فيه الجميع حالة من الألم. الأزمات النفسية اليوم ليست فقط فردية، بل تمتد لتشمل البعد الاجتماعي-النفسي. نحن نعاني من غياب التماسك والارتباط، ومن شعور متزايد بالعزلة وانعدام الانتماء.

في العام الماضي، عشنا لحظات صعبة جعلتنا ندرك، نحن في صالة العرض والمركز المشترك للفنون في چڤعات حبيبة، أن هذه الدولة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى صوت نسائي يحمل رؤية مختلفة؛ صوت لا يتحدث عن القتال، بل عن التغيير والشفاء. هذا الصوت يمكن أن يساهم في ولادة مجتمع جديد أكثر إنسانية وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.

آلام الولادة” هو انعكاس لهذه الرؤية. إنه معرض يحمل مشاعر الإلحاح، الفقدان، والصدمة التي يمكن أن تتحول إلى طاقات هائلة للشفاء والإصلاح، مسلطًا الضوء على الطريق الطويل نحو التعافي، بينما لم تعالج الجروح بعد.

يتحرك المعرض بين ثلاثة محاور رئيسية: الخوف، التغيير التحولي، والولادة، وكلها تدور حول محور الحياة والموت. بعض الأعمال تركز على محور واحد، وأخرى تعالج اثنين أو الثلاثة معًا. وتتنوع زوايا النظر في الأعمال بين الشخصي والاجتماعي، السياسي والجندري، العلاجي والنفسي-الاجتماعي، مما يخلق تداخلات معقدة تعكس تشابك حياتنا.

نحن في لحظة تحولالصفائح التكتونية تتحرك. نحن على أعتاب مرحلة جديدة، حيث يمكننا، وفقًا للعديد من الرؤى، خلق توازن جديد بين الأدوار النسائية والرجالية التي شكلت المجتمع عبر العصور.

في هذا السياق، سعينا من خلال المعرض إلى تقديم سردية معقدة وشاملة. تلقينا 70 طلبًا من فنانين وفنانات للمشاركة في المعرض من خلال نداء مفتوح. هذا الإقبال الكبير يعكس التعطش في إسرائيل إلى أصوات تتأمل بجرأة وتعمق في تقلصات الولادة الجماعية التي نعيشها.

“آلام الولادة” ليس مجرد معرض، بل هو دعوة للتفكير والعمل نحو مستقبل أفضل.

المعرض مفتوح حتى 14.12.2024 في غاليري  چڤعات حبيبة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

جديد الأخبار