انطلقت في القاهرة أعمال القمة العربية الطارئة، التي دعت لها مصر والأردن لمناقضة القضية الفلسطينية، وتحديدا ملف إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله. وعلى مدى الأسابيع الماضية، شهدت أروقة الدبلوماسية المصرية أنشطة متواصلة من أجل الخروج بخطة تحظى بتوافق عربي ودولي، تطرح ماهية اليوم التالي بعد الحرب، بعيدا عن رؤية ترامب الذي قال إنه سيطرد الفلسطينيين ويتملك غزة.
يبحث القادة العرب الثلاثاء في القاهرة، في إطار القمة العربية الطارئة لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية، مشروع مقترح مصري إجمالا، مضاد لخطة دونالد ترامب بشأن غزة التي قوبلت برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع، وترحيب إسرائيلي “حار”.
وسيتم افتتاح القمة عند الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (الساعة 14,00 ت غ) بكلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كلمة وفق البرنامج الذي وزعته جامعة الدول العربية.
وستكون جلسات القمة مغلقة لوضع اللمسات الأخيرة على إعلان ختامي وإقراره على ما أفاد المصدر نفسه.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي التقى نظراءه العرب الاثنين في القاهرة، “الخطة تم الانتهاء منها وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب في الاجتماع الوزاري وفي القمة لإقرارها”.
وتناقلت مصادر عدة أن هناك توافقا عربيا واسعا على الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي شملت بنودا متعلقة بتمكين ودعم السلطة الفلسطينية ومشاركتها في عملية إعادة الإعمار والمسؤولية الأمنية في القطاع، وإصلاح منظمة التحرير.
كما نقل عدد من المصادر المطلعة على مجريات القمة، أن هناك بندا ضمن الخطة يتحدث عن تدريب مصر والأردن لقوات أمنية فلسطينية في القطاع.
وجاء في مشروع البيان الختامي “اعتماد الخطة المقدمة من مصر، بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية واستنادا إلى الدراسات التي جريت أجريت من قبل البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة، بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، والتأكيد على أن كافة هذه الجهود تسير بالتوازي مع تدشين فق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني”.
وحذر مشروع بيان القمة العربية من أن محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، أو محاولات ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطالب بوقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية بما في ذلك الاستيطان والفصل العنصري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي. كما سيدعو مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة إن الزعماء العرب سيؤكدون على أن قطاع غزة جزء من الدولة الفلسطينية، وعلى ضرورة إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية لتجسيد المشروع. وأضافت أن القمة ستدعو إلى عقد مؤتمر دولي في مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في القريب العاجل.
وكانت رويترز قد نشرت مقتطفات من المقررات المتوقع صدورها عقب القمة، تحدثت عن “بعثة مساعدة الحكم الرشيد” ستحل محل الحكومة في غزة لفترة مؤقتة غير محددة، وتكون مسؤولة عن المساعدات الإنسانية وبدء إعادة إعمار القطاع.
وحسب ما نشرته الوكالة، لا تحدد الخطة من سيُدير “بعثة مساعدة الحكم الرشيد”، لكنها توضح أنها ستستعين بخبرات الفلسطينيين في غزة وأماكن أخرى لمساعدة القطاع على التعافي في أسرع وقت ممكن. كما أنها تنص على أنه لن يكون هناك تمويل دولي كبير لإعادة الإعمار إذا ظلت بقيت حماس مسيطرة على الحكم المحلي.
الخطة تشمل أيضا تشكيل مجلس توجيه وإدارة من دول عربية وأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، يقوم بإنشاء صندوق لدعم الهيئة الحاكمة المؤقتة في غزة، وتنظيم مؤتمرات للمانحين لتوفير المساهمات اللازمة لخطة إعادة الإعمار والتنمية، ويتولى مهام “الترتيب والتوجيه والإشراف” على الهيئات الأمنية والإدارية في قطاع غزة.
إعداد:مونت كارلو الدولية