حتى لو اعتذرت رياح الحزن ، يبقى الغصن مكسورا
فالكسر لا يمحى ، وان عادت اليه الريح معذورا
ما الضرب ينسى ان تهادى فوقه عطر التاسيف ؟ ولا الغيوم تعيد ماء العين مسجورا
الغصن ان مالت عليه جراحه لا ينثني سحقا
له في الترب جذر ، قد حفرنا فيه دستورا
يشقى ويصمت لا يبالي بالردى ان جار او فجرا
فالحب في جوف الجذور … يقيم معذورا
لا يستجير الريح ، لا يرجو سحابا ينسى الجرحا
بل يحتضن الكسر ، ويرجو الليل مسطورا
فالغصن _ ان هبت عليه الريح _ لا ينسى من اقتلعا
لكنه يخفي اللسى … ويعود مخمورا
يسقى الجراح صلاة صمت لا ترى ، لكن تربيها
وفي الاعماق يزهر حلمه الزاهي ، ويثبورا
فلا تغرنكم الرياح فوقها زبد
واما جرح الغصون ، ففي الثبات تراى له نورا .