الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار لوحات عصر النهضة
أحد وجوه لوحة “مادونا ديلا روزا” الشهيرة لرافائيل فنان عصر النهضة الشهير ليست من رسمه، وفق ما كشفت عنه دراسة حديثة نشرت بدورية نيتشر وذلك من خلال الاستعانة بالقدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي.
منذ فترة طويلة ناقش دارسوا الفن ما إذا كانت اللوحة لرافائيل بالفعل أم أنها منتحلة، وفي حين أن الأمر في السابق كان يتطلب أدلة فنية وتاريخية متنوعة لاستنتاج مصدر العمل الفني، إلا أن طريقة تحليل أحدث تعتمد تحليل اللوحات الفنية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد انحازت إلى الرأي القائل بأن بعض أجزاء اللوحة على الأقل كانت بيد فنان آخر، حيث قام فريق من الباحثون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة بتطوير خوارزمية تحليل مخصصة قائمة على أعمال موثوق من نسبتها إلى فنان عصر النهضة الإيطالي رافائيل.
تعود أهمية الكشف إلى كون رافائيل (1483-1520) أحد أهم فناني عصر النهضة الإيطالي والذي تحظى لوحاته وجدارياته بشهرة وتقدير كبيرين
تحتاج عمليات التعلم الآلي عادة إلى التدريب على مجموعة كبيرة من البيانات، وهو أمر غير متاح دائما عندما يتعلق الأمر بالأعمال الفنية، وفي هذه الحالة قام الفريق بتعديل بنية مدربة مسبقا تم تطويرها بواسطة مايكروسوفت تسمى ResNet50، إلى جانب تقنية تعلم آلي أخرى تسمى آلة دعم المتجهات.
ثبت في السابق أن تلك الطريقة تتمتع بمستوى دقة مرتفع يبلغ 98%، عندما يتعلق الأمر بتحليل لوحات رافائيل عادة ما يتم تدريب الخوارزمية على لوحات كاملة ولكن في حالتنا تلك طلب الباحثون النظر في الوجوه الفردية للوحات وهنا كانت المفاجئة، أحد الوجوه باللوحة الشهيرة ليست لرسام عصر النهضة الشهير.
أوضح عالم الرياضيات والحاسوب حسن عجيل من جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة في بيان صحفي قائلا “استخدمنا صورا للوحات رافائيل الموثقة لتدريب الكمبيوتر للتعرف على أسلوبه بدرجة مفصلة للغاية، من ضربات الفرشاة ولوحة الألوان والتظليل وكل جانب من جوانب العمل”.
في مناقشات سابقة للخبراء حول اللوحة وأصالتها، كان يعتقد أن وجه القديس يوسف أقل إتقانا من الوجوه الأخرى باللوحة، وبالفعل خلصت خوارزمية الذكاء الاصطناعي إلى أن العذراء والمسيح والقديس يوحنا من صنع يد رافائيل ونفت ذلك عن الجزء الخاص بوجه القديس يوسف، لتحسم جدلا استمر طويلا بين خبراء الفن.
يعتقد الخبراء أن لوحة مادونا ديلا روزا قد رسمت على القماش فيما بين عامي 1518-1520، وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأ نقاد الفن في إلقاء الشكوك حول نسبتها لرافائيل وطرح احتمال قيام أحد تلاميذه برسم أجزاء من اللوحة (جوليو رومانو) ليأتي الذكاء الاصطناعي بعد عشرات الأعوام ليحسم جدلا كان مثارا لتلك الفترة الطويلة.
وليد خطاب، صحفي علمي مصري مستقل