أردوغان، طبّاخ السمّ سيذوقه… بقلم: زهير حليم أندراوس

زهير حليم أندراوس

أردوغان، طبّاخ السمّ سيذوقه

زهير حليم أندراوس

.

أولاً، لا يُمكِن دراسة الحاضر وتحليله دون العودة للسياق التاريخيّ، وعندما نُريد الكتابة عن تركيّا يتحتّم علينا التطرّق لأفعال الاحتلال التركيّ لبلاد الشام، والذي حكمنا بالحديد والنار ومنع التعليم، وأدّى ذلك فيما أدّى إلى تراجع الأمّة العربيّة وتخلّفها مئات السنين إلى الوراء. بكلماتٍ أخرى، تركيّا آنذاك كانت عدوًّا لذودًا لأمّة الناطقين والناطقات بالضاد.

 

ثانيًا، وهنا المكان وهذا الزمان للتذكير بـ (سفر برلك)، وتعني: النفير العام. وهو فرمان أصدره السلطان العثماني محمد رشاد بتاريخ الثالث من آب (أغسطس) 1914، وكان الفرمان يعد كل شخص من مواليد ما بين (1869 ـ 1882) بأراضي الدولة العثمانية من المسلمين وغير المسلمين، مطلوبًا للخدمة العسكرية، ويجب عليهم الالتحاق بالجيش من تلقاء أنفسهم دون انتظارهم التبليغات.

 

ثالثًا، لم يكُنْ إصدار وعد بلفور المشؤوم عام 1917 مفاجئًا، وجاء اتفاق سايكس-بيكو الذي ينظر الكثيرون إليه على أنّه نقطة تحولٍ في العلاقات الغربية العربية. فقد ألغت لندن وعودها للعرب فيما يتعلق بوطنٍ قوميٍّ عربيٍّ في منطقة سوريّة الكبرى مقابل دعمهم لبريطانيا ضدّ الدولة العثمانيّة. وكتبت صحيفة الجارديان البريطانية في 26 نوفمبر 1917 “كان البريطانيون محرجين والعرب مستائين والأتراك مسرورين”، ولا يزال إرث الاتفاقية يلقي بظلاله على النزاعات الحالية بالمنطقة.

 

رابعًا، تركيّا كانت أوّل دولةٍ إسلاميّةٍ تعترف بإسرائيل بالأمم المتحدة، وذلك في العام 1949، أيْ بُعيد جريمة النكبة التي حلّت بشعبنا الفلسطينيّ وما زالت تبعاتها حتى يومنا هذا.

 

خامسًا، تركيّا، التي يتفاخر رئيسها الحاليّ أردوغان، بلقب “أمير المؤمنين” (!)، انضمّت لحلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، الذي لم يترك فرصةً إلّا وقتل فيها العرب والمسلمين بالجملة والمفرّق.

 

سادسًا، أردوغان هو المتآمر الرئيسيّ ضدّ الدولة السوريّة، زوّد وما زال يُزوّد الإرهابيين بالأسلحة والعتاد ويسرق النفط، ولم يتوقّف عن هذا الحدّ، بل أنّه بعد إسقاط الرئيس السابِق، د. بشّار الأسد، بدأ يحيك المؤامرات، لتحقيق مطامعه ومطامع أسياده في واشنطن وتل أبيب.

 

سابعًا، مزاعمه الكاذبة عن قطع العلاقات مع إسرائيل هدفها إسكات الرأي العّام ببلاده، علمًا أنّ المعارضة لديكتاتورية نظام حكمه غدت منتشرةً كالنار في الهشيم. وغنيٌّ عن القول إنّ النفط الأذربيجانيّ، الذي تستورده إسرائيل، يصِل إلى موانئ دولة الاحتلال عبر مناء جهينة التركيّ، فيما زال التبادل التجاريّ بينهما قائمًا.

 

أخيرًا، طبّاخ السّم سيذوقه يقول المثل، وهذا ينسحِب على أردوغان وعلى مَنْ لفّ لفّه.

ترشيحا في الرابع من أيلول 2025

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

جديد الأخبار
  • اعلان مربع اصفر
  • عكانت مربع احمر