صور نادرة لبعض ما كتبه السجناء على الجدران بالفحم والكلس تقع قلعة عكا، والتي بنيت في فترة الحكم العثماني بمبادرة ظاهر العمر، أمير الجليل، وهي محاطة بسور قوي وبقناة ماء، في البلدة القديمة.
ففي عهدالانتداب وقع اختيار الحاكم البريطاني على هذه القلعة لكي تصبح السجن المركزي في فلسطين، والمركز الذي يتم فيه تنفيذ حكم الإعدام. وكان الانتداب البريطاني يعتقل في عكا ثوار فلسطين الذين قاتلوا لأجل إنهاء حكم الانتداب البريطاني وبعض مقاتلي الحركات الصهيونية الذين قاتلوا لأجل إقامة الدولة اليهودية معاً. وكان عدد المعتقلين الفلسطينيين يفوق عدد الصهاينة، وخاصةً بين الأعوام 1936 – 1939 حينما نشبت الثورة الوطنية الكبرى، حيث أعتقل مئات الفلسطينيين وقد أعدم العشرات منهم في سجن عكا.
من أهم الأسماء اللي قضت سنوات اعتقال أو أحكام بالإعدام في سجن عكا الشهير .. طبعاً سجن عكا ما كان يدخله إلا الأبطال اللي رهنوا حياتهم فدوى للوطن السجناء في سجن عكا وقت “الثورة” ونذكر هنا بعض الثوار والسجناء السياسيين الذين اعتقلوا في سجن عكا، ويعتبر الشعب الفلسطيني هؤلاء الثوار أبطالاً ورموزاً وطنيةً:
خليل بيدس:
محررمجلة النفائس الحيفاوية – قاد أول مظاهرة عربية عام 1920 قامت في القدس ضد وعد بلفور،فحكمت عليه السلطات بالإعدام ولكن الحكم تبدل إلى السجن 15 عاما ًقضاها في سجن عكا.
محمد جمجوم، فؤاد حجازي وعطا الزير:
سجنوا إثر أحداث “ثورة البراق”- “أحداث عام 1929” والتي كانت أول هبة جماهيرية فلسطينية في البلاد ضد حكم الانتداب الانجليزي، وازدياد قوه الحركة الصهيونية. الخلفية المباشرة لهذا الصراع كانت مسألة السيطرة على ساحة حائط البراق أو حائط المبكى، والذي اعتبره الطرفان رمزًا للسيطرة على البلاد. قتل خلال الأحداث 133 يهودي و 116 عربي. حكومة الانتداب حكمت بالإعدام على 26 فلسطيني وشخص يهودي واحد، لكن في نهاية الأمر حصل معظمهم على عفو ما عدا ثلاثة فلسطينيين أعدموا بعد اتهامهم بقتل يهود والاعتداء على جنود إنجليز في الخليل وصفد. إن حملة التضامن الواسعة التي نظمتها القيادة الوطنية الفلسطينية ضد إعدام الشبان الثلاثة، وضد سياسة عدم المناصفة تجاه العرب الفلسطينيين، حولت الشبان الثلاثة إلى رمز وطني. ومن الجدير بالذكر أن القصيدة التي كتبها الشاعر المعروف إبراهيم طوقان، بالإضافة إلى الأغنية الشعبية التي غنتها الفرقة الفلسطينية المشهورة “فرقة العاشقين”، ثبتّوا أسماءهم في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.
نجاتي صدقي:
عاد إلى فلسطين عام 1929 واسهم في الحركات السرية الوطنية إلى أن تم اعتقاله في القدس حيث شجع على عصيان مدني نقل على أثره إلى سجن عكا.
من سجناء وشهداء سجن عكا خلال ثورة 1936 – 1939:
عوض النابلسي:
الذي أعدمته سلطة الانتداب البريطاني سنة 1936، وكتب، قبل لحظة إعدامه وبالفحم الأسود على جدران زنزانته في سجن عكا القصيدة “يا ليل خلّي الأسير تايكمل نواحو..”. (وبعض المصادر تقول أن الشاعر الشعبي نوح إبراهيم هو الذي أنشدها، تكريمًا لذكرى زميله عوض).
يوسف حافظ يوسف نزال:
من قباطية، أعدمَ في سجن عكا بتاريخ 26/9/1937 إثر اغتيال لويس أندروس حاكم لواء الجليل في الجيش البريطاني أمام إحدى كنائس مدينة الناصرة.
الشيخ فرحان السعدي:
من أوائل القساميين ويُقال أنه أول من أطلق رصاصة في ثورة الـ-1936، حكمت عليه سلطات الانتداب، دونما إثبات أو دليل، بالسجن ثلاثة أعوام، قضى بعضها في سجن عكا.
الشيخ نمر السعدي:
وهو ابن عم الشيخ فرحان السعدي، انضم إلى حركة القسام، شارك في معركة يعبد وأصيب برصاصتين في قلبه وثالثة في موضع آخر، وكانت حياته في خطر بعد المعركة، فبقي في المستشفى حتى 27/ 12 / 1935 حيث تماثل للشفاء فنقل إلى مستشفى سجن القدس المركزي ومنها إلى سجن نابلس وسجن عكا ليكون على مقربة من الناصرة حيث كان يجري التحقيق مع القساميين الأسرى، وبقي السعدي في السجن إلى أن حوكم مع باقي الأسرى من أفراد المجموعة في 20/11/1936 فحكم بالسجن سنتين، وبعد انقضاء المدة جدد اندوز حاكم لواء الجليل سجنه سنة أخرى تحت ستار قانون منع الجرائم وقانون الطوارئ (الاعتقال الاداري) .
شاعر الثورة الشعبي نوح إبراهيم:
ارتبط بحركة الشيخ عز الدين القسام حتى أطلق عليه لقب تلميذ القسام، و كان يشارك بنفسه في الكثير من المعارك ضد حكم الانتداب الإنجليزي. اعتقل عام 1937، في سجن المزرعة ثم في سجن عكا وقضى فيهما خمسة أشهر.
محمد محمود حسين زيدان:
حكم عليه بالإعدام أثناء الثورة على الاستعمار الانجليزي . أعدم في سجن عكا 25/7/1938. رحمة الله على أرواحهم أجمعين نفتقد أمثالهم اليوم