بركة، إن المؤسسة الحاكمة تريد أن نعيش في زريبتهم، لكن هيهات، نحن شعب تمرد على القهر والتهجير، وعلى المجازر، وهو باق في وطنه
علينا أن نكون موحدين في كل مجال، بما في ذلك في العمل البرلماني المبنى على الالتزام السياسي، وأنا أقول إن المطلوب هو الالتزام بوحدة شعبنا، وجعلها غلابة على أي اعتبار آخر
قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في كلمته، في إحياء الذكرى 69 لمجزرة كفرقاسم، صباح اليوم الأربعاء، عند صرح الشهداء في المدينة، إنه ليس مفروغا منه أن يصر شعب على إحياء ذكرى شهدائه عاما بعد عام، على مدار 69 عاما، وطوبى للشهداء الذين ارتقوا في خدمة الوطن، وضحية للعنف والطغيان، وطوبى لهذه المدينة ولهذا الشعب الذي يرفض أن ينسى وأن يغفر للمجرمين.
فمجزرة كفرقاسم في 29 تشرين الأول 1956، مع بدء العدوان الثلاثي، من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر، كان يهدف الى استغلال دخان الحرب الكثيف من أجل تمرير ما لم يستطيعوا تمريره في عام 1948، خلال التهجير الأكبر، من خلال فرض حظر تجول فجائي، ومحاصرة القرية من ثلاث جهات، مع إبقاء الجهة الشرقية مفتوحة، نحو الضفة الغربية المحتلة، لدفع الناس على الهروب الى هناك واللجوء.
وتابع بركة قائلا، على الرغم من المجزرة، بقيت كفرقاسم وبقي شعبنا، لأنه استخلص الدرس الكبير من نكبة العام 48 ومن التهجير الأكبر، وفي ذلك الوقت وقبله وبعده، كانت مجازر ومجازر، وفي العامين الأخيرين اكتظت الرزنامة بالمجازر، واكتظت الرواية الفلسطينية بالشهداء، فحتى أمس، نتيجة القصف الإسرائيلي المجرم، على قطاع غزة، استشهد أكثر من 60 فلسطينيا وبينهم أكثر من 20 طفلا.
وقال، إن غزة لم تغب يوما عن وجدان شعبنا، وإذا كانت سياسات القهر والملاحقة قد حاولت أن تفعّل كاتم الصوت، لكن قلوب وضمائر شعبنا لم تفرّط للحظة بشعبنا المعذب والمذبوح، في غزة. فعقلية المجزرة والتهجير ما زالت تسكن هذه المؤسسة الحاكمة، ففي العام 48 كان التهجير الأكبر، وغالبية الشعب الفلسطيني تحولوا الى لاجئين، وفي العام 1956، حاولوا الكرّة هنا في كفرقاسم وقرى المثلث الجنوبي، واستمر هذا في عدوان 1967، بتهجير مئات الآلاف من الضفة الغربية المحتلة، حتى وصلنا الى ذروة أخرى، بحرب الإبادة على قطاع غزة في العامين الأخيرين.
سؤال ترفض الصهيونية الإجابة عليه
وأضاف، إن السؤال الذي يجب أن يسأل، وأيضا في تربية وتثقيف أبنائنا والأجيال القادمة: كيف يمكن لدولة وكيان سياسي، أن يبني وجوده على عقلية المجازر، وعلى عقلية التهجير، وهذا سؤال سياسي، وهذا سؤال اجتماعي وأخلاقي وسؤال عقائدي، والصهيونية لا تستطيع أن تجيب عليه، لأنها بنت كيانها على عقلية المجازر والتهجير.
ونحن اليوم أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، واجهنا في السنتين الأخيرتين قهرا وملاحقات واعتقالات من أجل أن يكتموا صوتنا، في محاولة لنزع الشريان عن الشريان، لنزع الانتماء المشترك بيننا وبين سائر شعبنا الفلسطيني، وأيضا استعملوا الجريمة وعصابات الاجرام، وأنا أقول وكررت أكثر من مرّة، أن السلاح الذي يطلق النار في قطاع غزة والضفة الغربية وتستعمله عصابات المستوطنين، هو نفس السلاح والترخيص الذي تستعمله عصابات الاجرام في مجتمعنا. فهم يريدون استنزافنا، يريدون أن لا نذكر أن عندنا قضية قومية كبرى، وحقوق قومية ومدنية ودينية، وأن نبقى مشغولين في السعي وراء الأمن والأمان.
وقال بركة، إن المؤسسة الحاكمة تريد من هذا أن نعيش في زريبتهم، لكن هيهات، فأمس نشرت معطيات التحصيل العلمي في المدارس، ونحن نعتز بأن الوجه الحقيقي لشعبنا برز عندما تفوقت المدارس وطلابنا العرب على المدارس اليهودية، بمعنى أن الخير فينا، لكن هناك فئة ضالة يدسونها بيننا من أجل استنزافنا، ويريدون ايهامنا بأنهم مستعدون أن يعطونا جزءا من خيرات بلادنا، من أجل أن نبقى في هذه الزريبة التي نصبوها وحدّدوها لنا، لكن نحن شعب تمرد على القهر والتهجير، وعلى المجازر، وهو باق في وطنه.
علينا تعزيز الوحدة وصيانتها
وقال، إنه في ذكرى مجزرة كفرقاسم، نحن مطالبون بالوحدة، بالوحدة في لجنة المتابعة العليا، الجسم الجامع لجماهيرنا الفلسطينية في الداخل، ويشرفني أنه قبل عشر سنوات، جئت إلى هذا المكان باسم لجنة المتابعة بعد انتخابي رئيسا للجنة، ويشرفني أن هذه المنصات، إحدى المنصات التي أسلّم فيها أمانة لمن سيأتي من بعدي، فلجنة المتابعة ليس مهما من يقف على رأسها، فمن ينتخب كلنا ومعه وكلنا وراءه، ويجب المحافظة على هذا الاطار، لأنه المكان الوحيد والبيت الوحيد الذي تجتمع فيه كل مكونا مجتمعنا العربي، السياسية والشعبية والبلدية.
ومطلوب أيضا تعزيز الوحدة في اللجنة القطرية للرؤساء لأن هناك قضايا حارقة، وعلينا أن نضع أيدينا بأيدي بعض لمواجهتها وأن لا نسمح باختراقات لإغراء هنا واغراء هناك، من أجل شق الصفوف، علينا أن نكون موحدين في كل مجال، بما في ذلك في العمل البرلماني المبنى على الالتزام السياسي، وأنا أقول إن المطلوب هو الالتزام بوحدة شعبنا، وجعلها غلابة على أي اعتبار آخر



