• מגן
  • 8545141
  • 8714564

صحيفة “هآرتس”: جمعية غامضة أخرجت مئات الغزيين من القطاع

Screenshot 2025 11 17 At 7.09.33

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، الأحد، أن الجهة التي تقف وراء الرحلات الغامضة التي تنقل فلسطينيين من قطاع غزة عبر مطار رامون، هي جمعية يديرها شخص يحمل جنسية مزدوجة إسرائيلية – إستونية.

وذكرت الصحيفة لقد تبين أنها مجرد واجهة لشركة استشارات مسجلة في إستونيا.

وقالت “هآرتس” في تحقيق لها، إن الجمعية تعرض على الفلسطينيين دفع نحو 2000 دولار مقابل حجز مقعد على رحلات طيران مستأجرة تتجه إلى دول بعيدة مثل إندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا.

وأضافت أن مديرية الهجرة الطوعية في وزارة الدفاع الإسرائيلية أحالت نشاط هذه الجهة إلى منسق أعمال الحكومة لتنسيق خروج الفلسطينيين من القطاع.

وأشار المصدر نفسه إلى أن عدة رحلات استأجرتها هذه الجهة أقلعت خلال الأشهر الأخيرة من مطار رامون قرب إيلات، وعلى متنها مجموعات من الغزيين، في مؤشر على مسار شبه منظم لخروج أعداد متزايدة، وليس مجرد حالات فردية.

ويزعم موقع الجمعية الإلكتروني، أنها جمعية أسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس الشرقية غير أن التحقيق الصحفي أظهر أن التسجيل الفعلي يتم في إستونيا وأن النشاط يدار عبر تلك الشركة الاستشارية.

كما أن الموقع الإلكتروني للمؤسسة لا يتضمن أرقام هواتف أو عناوين، وقائمة شركائها فارغة رغم أنها تعمل مع 15 هيئة دولية.

وتعمل هذه المؤسسة التي تأسست في 2010 على تهجير الفلسطينيين من القطاع بذريعة “المساعدة”، كما تزعم أنها “تساعد المجتمعات المسلمة في مناطق النزاع”، وفق الصحيفة التي لم تقدم تفاصيل أخرى بشأنها.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الروابط المؤدية إلى صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي لا تقود إلى أي صفحات حقيقية.

ولا يظهر في موقع الجمعية أي معلومات تعريفية عن إدارتها، ولكن في نسخة قديمة منه ظهر شعار شركة مسجلة في إستونيا تدعى “Talent Globus”.

وتفصل صفحة في الموقع “شروط الهجرة الطوعية من قطاع غزة”، وتذكر صراحة أن شركة “Talent Globus” هي التي تنظم تلك الرحلات.

وبحسب الموقع، فإن الشركة تعمل ظاهريا في مجال الاستشارات وتجنيد القوى العاملة إلا أن الموقع يعرض صورا عامة مأخوذة من الإنترنت.

ويظهر البحث في السجل التجاري الإستوني أن شركة “Talent Globus” أسسها قبل عام تومر يانار ليند.

وبحسب السجل التجاري في بريطانيا، فقد أسس ليند خلال العقد الماضي أربع شركات في البلاد ثلاث منها لم تعد نشطة.

وتشير وثائق الشركات إلى أنه من مواليد 1989 ويحمل الجنسية الإسرائيلية والإستونية، وفي صفحة “لينكد إن” الخاصة به ذكر ليند أنه يساعد الغزيين.

وأكدت صحيفة “هآرتس” أنها عند اتصالها برقم هاتفه في لندن، لم ينكر ليند تورطه في تنظيم خروج الغزيين، لكنه رفض الكشف عن الجهة التي تقف وراء الجمعية، حيث قال: “لست مهتما بالتعليق في هذه المرحلة، ربما لاحقا”.

طريقة العمل
وحسب التحقيق انتشر عنوان موقع “جمعية المجد” خلال الأشهر الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي في غزة.

ويدعو الموقع الفلسطينيين الراغبين في مغادرة القطاع إلى تعبئة بياناتهم، وبالفعل قدم كثيرون طلبات للمغادرة.

وفي السياق، قالت “هآرتس” إنه بعد الحصول على الموافقة الأولية، يتلقى كل مرشح للمغادرة تعليمات لتحويل المال إلى الجمعية ما بين 1500 و2700 دولار.

ومن ثم يضم المرشح إلى مجموعة “واتس آب”، حيث ترسل التحديثات المتعلقة بموعد الخروج، ويتم التواصل بين الجمعية والغزيين عبر رسائل “واتس آب” فقط من رقم هاتفي يبدو إسرائيليا.

وأوضحت الصحيفة أن المجموعة الأولى المكونة من 57 غزيا، غادرت القطاع في 27 مايو.

وأردفت بأنه مساء اليوم الذي سبق المغادرة، تلقى عشرات الفلسطينيين رسالة تحتوي على عنوان دقيق داخل القطاع كان عليهم الوصول إليه، ومن هناك انطلقوا بالحافلات إلى معبر كرم أبو سالم.

وأضافت “بعد خضوعهم لفحص أمني إسرائيلي، توجهت القافلة إلى مطار رامون، حيث صعد الغزيون إلى طائرة مستأجرة تابعة لشركة Fly Lili الرومانية”.

وحلقت الطائرة إلى بودابست ومن هناك واصل المسافرون رحلتهم إلى إندونيسيا وماليزيا، مشيرة إلى أن المجموعة الثانية التي ضمت 150 فلسطينيًا، خرجت في 27 أكتوبر.

وكانت العملية مشابهة، ثلاثة حافلات انطلقت من وسط القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.

وفي صور من المعبر تحصلت عليها “هآرتس”، ظهر عدد من الغزيين يرتدون قمصانا وقبعات تحمل شعار “المجد”.

وهذه المرة أقلعت المجموعة بطائرة مستأجرة تابعة لشركة FlyYo الرومانية إلى نيروبي عاصمة كينيا، وفق التحقيق.

وأضافت أنه في نيروبي انتقلوا إلى طائرة مستأجرة تابعة لشركة Lift، والتي أقلتهم إلى جوهانسبورغ.

وأكدت أنه بخلاف رحلة هذا الأسبوع، سمح للغزيين آنذاك بدخول البلاد دون أي مشكلة، ونشر بعضهم لاحقا منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر حياتهم الجديدة في جنوب إفريقيا.

بدورها، أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت أن “منظمة تدعى “المجد” ومقرها في القدس، كانت مسؤولة عن إخراج أكثر من 150 فلسطينيا من القطاع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي (لم تسمه) قوله إن “إسرائيل رافقت الحافلات التي نقلت المسافرين من نقطة التقاء في غزة إلى معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة تل أبيب، ومن هناك نقلتهم حافلات أخرى إلى مطار رامون (النقب)، الذي أقلعت منه الطائرة”.

وتابعت الصحيفة قائلة: “أثارت سرية الرحلة مخاوف منظمات حقوق الإنسان، التي حذرت من أنها قد تكون جزءا من مسعى إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من القطاع”.

ونقلت عن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان قوله: “إن الفلسطينيين غادروا القطاع بعد أن حصلت تل أبيب على إذن من دولة ثالثة لاستيعابهم دون تسميتها”.

ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أن نحو 40 ألف فلسطيني غادروا القطاع منذ بدء الحرب على غزة في 8 أكتوبر 2023.

وكانت إسرائيل التي تسيطر على أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، بحثت سابقا مع دول بينها جنوب السودان، إمكانية تهجير فلسطينيي القطاع إليها، وفق ما أوردته “أسوشييتد برس” في أغسطس الماضي.

ومرارا تحدث وزراء بالحكومة الإسرائيلية عن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها تل أبيب على مدار عامين.

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

جديد الأخبار
  • اعلان مربع اصفر
  • عكانت مربع احمر