على مدى أكثر من 70 عاماً ظلت “إسرائيل” تروّج لاقتحام عصاباتها سجن عكا حين كان تحت السيطرة البريطانية على أنه إنجاز، ليتبيّن اليوم ومن خلال تقريرٍ لصحيفة “غارديان” البريطانية أنّ العصابات الصهيونية حصلت على خرائط السجن ومخططاته من المهندس الذي وضعها.
بعد أكثر من 70 عاماً، تكشف صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مذكرات للمهندس الذي صمم سجن عكا، وتفضح أنه هو من سرّب خرائط السجن للجماعات الصهيونية قبل اقتحامها إياه عام 1947.
وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة، فإن المهندس بيريز إتكز، الذي صمم السجن كان يعمل مهندساً لدى الحكومة البريطانية للمساعدة في بناء السجن، لكن نواياه الحقيقية كانت التمهيد لقيام ما سيصبح مستقبلاً “دولة إسرائيل”.
ووفق مذكرات المهندس البريطاني، فإنه قام شخصياً بنقل أسلحة من مستودعات الأسلحة، التي كانت تديرها بريطانيا في يافا في 1921 إلى العصابات الصهيونية إبان الثورة الفلسطينية.
ولم ير إتكز أي تناقض من خلال العمل مع الجانبين البريطاني والصهيوني، مشيراً إلى أن الإمبراطورية البريطانية والحركة الصهيونية “كانتا تسيران في الاتجاه نفسه”.
وكشفت المذكرات أيضاً أن القوات البريطانية اكتشفت هذه الخيانة وعلمت بأن “إتكز” نقل الأسلحة، ولكن لسبب ما “غير معروف” فقد تم تجاهل القضية.
وبعد عقدين من الزمن، حصل إتكز على وسام الملك لبناء ميناء عميق في مدينة حيفا المحتلة وبناء شبكة واسعة من الطرق.
ماذا يعني ما كشفته الصحيفة في السياق التاريخي؟ وهل يغير من الرواية الاسرائيلية التي قامت دائماً على تزوير التاريخ؟
وعلى مدى أكثر من 70 عاماً ظلت “إسرائيل” تروّج لاقتحام عصاباتها سجن عكا حين كان تحت السيطرة البريطانية على أنه إنجاز، ليتبيّن اليوم ومن خلال تقريرٍ لصحيفة “غارديان” البريطانية أنّ العصابات الصهيونية حصلت على خرائط السجن ومخططاته من المهندس الذي وضعها.
الجدير بالذكر أن سجن عكا عام 1947 اقتحمته العصابات الصهيونية يوم كان خاضعاً للسيطرة البريطانية آنذاك، ووصف مناحيم بيغن الهجوم الذي قاده بأنه كان الأكثر أهميةً من ناحية تفكيك هيبة الحكومة البريطانية.
منذ ذلك الحين أي قبل أكثر من 70 عاماً، والاحتلال يقدّم روايته عن اقتحام سجن عكا على أنه “إنجاز وأسطورة” إلى اليوم.
فما عدّته “إسرائيل” إنجازاً لعصاباتها عشية عام النكبة، يبدو أنه ليس سوى صنيعة مهندس روسي إسمه بيريز إتكز دغدغه حلم “دولة إسرائيل” المزعومة فسرّب خرائط السجن الذي قام بتصميمه للعصابات الصهيونية.
هذا ما تكشفه “الغارديان” في تقريرها نقلاً عن أحد أفراد عائلة “المهندس الخائن” كما تصفه، فالعصابات اليهودية وفق إبن شقيقه، كانت لديها مخططات ومعلومات دقيقة عن السجن بشكل كامل من الشخص الذي وضع المخطّط بنفسه.
إتكز الذي وثّق فعلته في مذكرات كشفها إبن شقيقه لم يقتصر دوره على المساهمة في اقتحام سجن عكا، بل قام شخصياً وفق شهادات موثّقة بنقل أسلحة من مستودعات كانت تديرها بريطانيا في يافا عام 1921 إلى العصابات الصهيونية إبان الثورة الفلسطينية.
ما قام به إتكز سواء في عكا أو يافا لم يبق بعيداً عن علم القوات البريطانية، وما وجب اعتباره خيانة تمّ تجاهله لسبب غير معروف، بل إنه حصل بعد عقدين من الزمن على وسام الملك لبناء ميناء عميق في مدينة حيفا المحتلة وبناء شبكة واسعة من الطرق.
ربما تنتهي مذكرات إتكز عند سجن عكا، لكن ما يكشف اليوم يفتح الباب على فصول ومحطات لا تنتهي من رواية إسرائيلية قامت على الكذب وتزوير التاريخ.
المصدر: الميادين
