أعيشك عكا… بقلم: وسام دلال خلايلة

 

أعيشك عكا
بقلم: وسام دلال خلايلة

ح (18) : حمّودي الفوّال
شمس صباح الجمعة مغايرة .. إنّها دائمة الابتسام .. نسير (انا وصديقتي) من شارعنا خارج الأسوار، إلى بيت جدّتي داخل الأسوار، في طريقنا المعهود وأصابعُنا تتحسّس حجارةَ السور على امتداد الطّريق مرورًا بالخندق .. وال “الحكي” بيننا وتوقّعاتنا من الجدّات عمّا سيطلبن لا ينتهي .. فما أن نصلَ حتّى تناولني جدّتي صحنًا زجاجيًا مقعّرا واسعًا.
– “روحي يا ستّي عند “حمودي الفوّال” وقوليلُه ” بتقلّك ستّي عبّيلي الصحن فول لَجِدّي” ويتكرّر المشهد عند جدّتها.. فنمضي من زُقاق –زاروب العتمة – إلى آخر حتى نصلَ السوق .. موسيقى إلياس الرحباني “عازف الليل” تعمّ الأجواء يرافقها المذيعُ يلقي شعرًا لم أذكرْ منه غيرَ كلمةٍ واحدةٍ: “غاليتي” بصوته الناعم العاشق …
الرّجالُ يملأون المكانَ حول طاولات “الشيش بيش” والأراجيل والدخان .. وكأنّ السوق ملتقاهم وناديهم وملاذهم ليرّفهوا عن عبء الحياة.. وضحكاتهم كانت تملأ الأجواء فيخيّل إليّ أنّهم في قمّة السعادة ورغد العيش رغم شحوب الوجوه وتجاعيد النفوس وبحّة الأصوات وهم شاب.. نصل “حمودي الفوّال” وننتظر في الطابور الممتد إلى زقاق ملتوٍ آخر .. يملأ الصحن بالفول ثمّ يباشر سؤاله:
-مين جدّك؟
-أبو خليل.
فيزيد فولا ويضيف كلّ منكّهات الفول وما أدراك!
ويسأل صديقتي…فتجيب: -أبو إلياس.
وتكون حبات الفول نصيبها لتزيّن صحنَ الحمّص.
ونرجع أدراجنا والابتسامة ملء وجهيْنا فخورات نافشات ريشنا بأننا سنحصل على “جائزة”… فما أن يصلَ صحنُ الفول حتّى يلقى توبيخا ومَلامة…قد تأخرتم في العودة.. تأخّرتم بالعودة وراحت عليكم .. وللحكاية بقيّة

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار