أعيشك عكا
بقلم: وسام دلال خلايلة
ح (19) :
السبتُ صباحًا .. هدوءٌ يخيّم على شارعنا، لا سيّارات، لا فيشر وشاحنة امداداته.
إنّه الهدوء بعد عرس عربيّ .. نظرت إلى مرآتي فردّت بأبراقة مشعة .. حيّيتها وأثنيتُ على ما تبدو عليه من مَكياج وهِندام بألوانِ التّراب المُتفاوتة .. نزلتُ ثماني وأربعين درَجة ترفعُ بيتَنا عن الشارع .. مَشْي الغزلان مشيتُ على الرّصيف طريقي إلى حيثُ جَديدٍ من البهجةِ .. فالمللُ نصيبي ونصيبُ صَديقتي في يومٍ نهارُه أطولَ من ليلِهِ .. والأحكامُ واضحةٌ وضوحَ شمسِ يومٍ قائِظ، كلّ ما هو مسموح ل “ياعيل” لنا ممنوعٌ .. زياراتٌ بعيدةٌ، مَمنوعٌ! سهَرٌ خارجَ البيتِ مَمنوعٌ! حفَلاتٌ ليليّة، مَمنوعٌ! لا خَيارَ إلّا المَشي على الرّصيف ..
أمشي وأمشي مُتجنّبةً كلّ عَثرةٍ قدْ تُعرقلُ وُصولي إلى صَديقتي .. بيْن الْمارّة رجلٌ وسيمٌ يُمسك يدَ طفلتِهِ الجميلةِ العيْنين والخدّيْن .. التفتتْ تنظرُ إليّ وابتسمتْ فابتسمتُ بأحسن منها .. تقدّم أبوها في خطواته وهي تباطأتْ .. ضاعفَ سرعتَه وهو يشدّها إلَيه بقوّة وتوتّرٍ .. مدّت كفّ أصابعها نحوي كدعوة لأُمسك بيدِها البريئة.. صرَخَ بصوته المُرتجفِ مُنبّها إيّاها بلُغته “لا!! احْذري! احذري منها! هي عربيّةٌ ممنوعٌ أن نُمسكَ إيد عربيّة .. ممنوع نمسك أيد عربيّة”.. وللحكاية بقيّة
