أعيشك عكا… بقلم: وسام دلال خلايلة

 

أعيشك عكا
بقلم: وسام دلال خلايلة

ح (20): شارع الغَربِي
كنّا إذا سِرنا (أنا وصديقتي) وقْتَ الجزْر على الصّخورِ لِنسابقَ الغروبَ .. نقفزُ من صخرةٍ إلى أخرى قفَزاتٍ ثابتةً لا تتردّد .. نُرافق الشمسَ حتى تودّعنا فيستأذننا البحرُ ويباشرُ بالمدّ .. فنلْجأ إلى درجاتِ السور ونتّخذُ حافّتَه مَقعدا ..
فللمكان ذكرياتٌ تنبضُ .. نتأمّلُ البَحر ومعَ أمواجِه تتقاذفُ آمالُنا وأحلامُنا الورديّةُ بيْن اعجابٍ وحبٍّ عُذريّ والحقيقةُ أنّه حبٌّ من طرفٍ واحدٍ .. وهذا هو الحبُّ المشروع حينها…. معَ كلّ فِكرة قيْدٌ.. ومعَ كلّ مشروعٍ عقَبَةٌ – رغم ذلك – كان الضحك سيّد الموقف .. تغوصُ الشمسُ تحتَ الأُفق ونغوصُ في أحاديثنا ونسهِبُ .. نمشي ونتحفّظ من أن تعلوَ أصواتُنا .. الرصيفُ لنا…الشارعُ لنا…الهواءُ لنا…السّماءُ لَنا…لا سيّارات ولا حركةَ سيْر تُعيق حريّتنا…فنرفع راياتِ الحرّيّة من قيود القوانين ونغني “نزلنا عالشوارع رفعنا الرايات غنينا لبلادي أحلا الأغنيااات”…
انتشينا العشوائيّة في المشي والركض .. نعَم أحببتُ “يوم الغفران” يومَ صيامِهم ولي يوم حرّيّتي …
كانت عاداتهم في الصوْم أن يناموا النهارَ بساعاته .. فما أن تغيبَ الشمسُ حتى تستيقظَ “ياعيل” وأهلُها ليكفّوا عن الإمساك عن الطعام .. يتجمّعون حول مائدتِهم يتوسّطها شمعٌ ونبيذٌ، يتلون صلاتَهم يباركون الطعام ويباشرون …
في “يوم الغفران” وليوم واحدٍ فقط هم نيامٌ، ونحن في صومِنا شهرٌ واحدٌ فقط شعبٌ يقاظى … للحكاية بقيّة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار