قصائد… بقلم الشاعرة العكية عايدة مغربي هنداوي



 

عكا بين الأنينِ والحنين…

على رمالِ شاطئِكِ يا عكا وقفتُ وتأملت

لوحة َ الإله في أرضِك والسماء

داعَبتني عصفورةُ الحنين

وتنشّقتُ زفيرَ بحرِكِ في أوّلِ انسلاخٍ للضياء.

*********

اختلطَ آذانُ الفجرِ برائحة قطرات المطر

استيقظ حارسُ المدينة

بوابة شارع صلاح الدين

تزخر برائحة حزينة…

وصهيلُ أسواركِ يحكي لي قصّة َعشقٍ قديمة

عن وطن ٍما عرف شعبه يوما طعمَ الهزيمة

*********

فلماذا أراكِ عربيّة الملامح وتحزنين؟!

لماذا أراكِ أميرة البلاد وتتوجّعين؟!

أخافُ يا بنيّتي أن ينسى الأبناءُ

حضارتي وعروبتي

أخاف أن يستوطنني الغرباء

ويسلبونني قداسة هويّتي

أخاف من زمنٍ يأتي به أطفالٌ لا يدرون ما قصّتي

أخافُ أن تختفي آلافَ الأعوامِ في لحظةِ غروب

أخاف أن يدمّروا طرقات أزقّتي

مساجدي، كنائسي، متاحفي

وكلّ دربٍ من الدروب

أخافُ عليكم من موتِ الضميرِ

ومن قسوة القلوب…

************

يا عكا.. أغرقَت دموعك المينا

ونزيف صمتي أولدني قصيدة ًحزينة

كيف لي أن أسدَّ فجوةَ العشقِ

بين أسوارِ المدينة؟!

يا بحر عكا، يا بحر السلام!

أنطقني شهادة التاريخ

في وطنٍ لا ينام

وطنٌ يمارسُ طقوسَ الاعتكافِ

اليومّ وغداً

مع حارسِ المدينة

عكا.. شفقيّةُ الحضور أنتِ

وعروسٌ من نور أنتِ

فلا تخافي ولا تحزني

لأنّه بعد الآن

لن تنامَ عيونُك

الساهرة ُالأمينة….

——————————————-

 

 

صلاة في العشق…

لمحتُكَ في أجزائي المبعثرة

تعيدُ لموتيَ الأصغر

ضوءَ اللهيب…

لهيبٌ سرق الخطايا

ونثرها كالورد الأحمر

على جفون قلبي المعطّر.

وبدماءِ حبٍ يأبى الرحيل

غرزتً في جسدي ألف خِنجر.

عجزتُ عن الصراخ

وعجبتُ لحبٍ تسلّلني

في سطوة اللهيب.

تجزّأتُ، تناثرتُ، تألّمت

ثمّ توضّأتُ بحبك المطهّر.

وحملتني غيمةٌ بيضاءُ

إلى نورك الأبدي

وهناك ارتفعت، تأمّلتُ ودعوت…

يا الله! املأ قلبي بحبك فما اكتفيت

وانثرني بلسما أينما ذهبَت الروح

فهي مُلكُكَ يا شافيَ الجروح

واغفر كل ذنوبي

لكي أُبدّلَ ثوبي،

وألملمَ جسديَ المبعثر

ثم أرجعُ إلى طيفي

كي أحبّك أكثر…

———————————————–

 

 

 

 

أحتاجُ إليكَ ربّي…

أحتاجُ إليكَ ربّي…

أحتاجُ أن تُريني دموعي

عندما أبكي…

فالدمعُ بطلٌ يمحو الذنوب

ولقصّتي يسطر ويحكي

حتى موعد الغروب…

أحتاجُ للبكاء

ومن منّا لا يحتاج

لدمعةٍ في التجلّي…

أحتاجُ لوطنٍ يعلّمني احترافَ الصمود

أحتاجُ لقمرٍ يضيءُ خارطتي

كي أبحثُ عنك في الوجود

أحتاج إليكَ ربي

في قلبي

في صمتي

أحتاجُ أن تحرّرني من نفسي

أحتاجُ أن تزرعني عشقاً

لا يخافُ من أمسي

يا ربي..

ألبسني ثوبا

من مسك الإيمان

واهديني عشقاً

لا يمحوهُ أيُّ إنسان…

عشقٌ يغمرني، يُحييني،يُقوّيني

عشقٌ يمنحني رجفة البكاء

في كلّ صلاةٍ ودعاء

عشقٌ ينسج قصيدة حياتي

ويجعلها ترنيمةُ عصفورتي في السماء.

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار