* عضو الكنيست السابق زكور حمل الشرطة المسؤولية الكاملة عن سلامة العائلات العربية يخيم التوتر على مدينة عكا وسط تحذيرات من أهالي المدينة الفلسطينيين للسلطات الإسرائيلية من انفجار جديد للأوضاع نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهم وأملاكهم من قبل متطرفين يهود, وسط مخاوف من عمليات ترحيل. وتشهد عكا – التي يقطنها نحو 50 ألف نسمة- اعتداءات على منازل ومراكب الفلسطينيين الذين يشكّلون نحو 25% من سكانها، مما يهدد بتفجر مواجهات ساخنة على غرار مواجهات نشبت في 2008، وأدت إلى إحراق منازل وإصابة واعتقال العشرات. وقدم وجهاء وقادة عكا مذكرة لوزير الشرطة الإسرائيلية ورئيس بلدية عكا وأعضاء الكنيست استعرضوا فيها خطورة الأوضاع السائدة مع استمرار الاعتداءات على الأهالي الفلسطينيين. واحتج ممثلو أهالي عكا الفلسطينيين المقيمين بالأحياء التاريخية القديمة المحاذية للبحر في مذكرتهم على تقاعس الشرطة عن حماية المواطنين العرب، خاصة داخل الأحياء الشرقية المختلطة وذات الأغلبية اليهودية. إحراق مراكب وتتزايد حوادث الاعتداءات على بيوت وسيارات المواطنين بالأحياء المختلطة منذ نحو أسبوعين، حيث تتعرض لعمليات إحراق وإتلاف وقذف بالحجارة من جانب متطرفين يهود بعضهم حل على المدينة، كما يؤكد محمد سرحان الذي يشير إلى أن بحوزته شريط فيديو لحادث حرق سيارة وقع ليلاً دون تدخل الشرطة. وبدوره, قال عضو الكنيست السابق الشيخ عباس زكور للجزيرة نت إن اليهود يعززون تمركزهم في المنطقة الشرقية للمدينة، مشيرا إلى أن العرب يستشعرون الخطر على أمنهم نتيجة التصرفات العنصرية من قبل البعض من الأكثرية اليهودية. وينتقد زكور عدم اكتراث الشرطة رغم تسليمها عدة مرات أشرطة فيديو تظهر متطرفين يهودا وهم يحرقون سيارات لمواطنين عرب. صمت اليهود ويتساءل زكور عما إذا كانت الاعتداءات على العرب تمثل أفعالا فردية “أم أنها جزء من الإرهاب اليهودي المنظم الذي يعتدي على المقدسات العربية في كل أنحاء البلاد”. وحمل زكور على الجهات الإسرائيلية الرسمية والقيادات اليهودية بالمدينة لعدم استنكارها الاعتداءات، داعيا الشرطة للقيام بواجبها بشكل فوري، ومعالجة الوضع المتفاقم قبل أن ينفجر. وحمل زكور الشرطة المسؤولية الكاملة عن سلامة العائلات الفلسطينية القاطنة في الأحياء الشرقية ذات الأغلبية اليهودية، وطالبها بتحقيقات جادة ومعمقة وسريعة، وبمقاضاة الجناة. وأوضح زكور أن الأهالي في عكا “يمدون يد التعاون والشراكة من أجل وأد الفتنة، مؤكدا قدرة الفلسطينيين على تنظيم وحماية أنفسهم بأنفسهم إذا اقتضى الأمر”. كما دعا الأهالي إلى التضامن والتكافل مع العائلات العربية التي تتعرض للاعتداءات ومحاولات الاقتلاع من الأحياء الجديدة المختلطة. برميل بارود كما يشير مدير مشروع البيت العكيّ للتخطيط وحقوق السكن سامي هواري إلى أن استمرار الاعتداءات يعني ردود فعل من شأنها إذكاء التوتر, “ويجعل المدينة وربما كل أراضي 48 على برميل بارود”. ويقول هواري للجزيرة نت إن أهالي عكا يتعرضون اليوم لمحاولات اقتلاع وتهجير بطرق “قانونية” والتفافية، مشيرا لفرض شركة الإسكان الحكومية (عميدار) رسوما باهظة لقاء ترميم بيوتهم. ترحيل صامت ويقول هواري إن هناك 650 منزلا عربيا في عكا القديمة يضطر سكانها منذ النكبة عام 1948 لتسديد رسوم استئجار وترميم باهظة لشركة “عميدار” التي تعتبر مالكة للعقارات بحكم ما يعرف بقانون “أملاك الغائبين”. ويؤكد محمد حجازي المقيم في أحد المنازل المذكورة أن شركة “عميدار” رفضت طلب الأهالي القيام بترميم بيوتهم بأنفسهم لتخفيف عبء التكاليف. ويوضح أن الشركة الإسرائيلية تستهدف ترحيل أكبر عدد من العرب، تمهيدا لسيطرتها على الأحياء المحاذية للبحر. يشار إلى أن العشرات من المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنات غزة في 2005 قد استقروا في عكا، إضافة إلى حاخامات متطرفين وفدوا إليها، ويتسببون في توتير علاقات العرب واليهود في عكا. المصدر: الجزيرة نت