العكية سوسن عبيد عطر: “أشجع المرأة على تعليم قيادة السيارات”

* وظيفة السياقة مسؤولية كبيرة وليست سهلة كما يعـتـقد البعض

* مسؤوليتنا كبيرة في منح الطالب رخصة للقيادة الآمنة وليس قتل الأبرياء

* الأسباب التي تــفشل الطالب العربي في الامـتـحـان هي الـضـغـط الاجتماعي

 

 

 يبدو أن مقولة “صراع الحياة وسبل النجاح، ليست بحاجة لقوة السلاح، إنما ينجح الفاعل المثابر والذي يؤمن بأنه قادر” – ليست لسان حال قائلها فحسب، فقد تمكنت المربية سوسن عبيد عطر، من كسر كل قيد كان من الممكن أن يعيق تقدمها أكاديميًّا واجتماعيًّا، لتضع بصمتها واضحة في عدة مجالات. فبالاضافة الى التدريس وتعليم السياقة والاهتمام بشؤون العمل والدراسة وإدارة مدرسة القيادة، فهي حاصلة على لقب أول في موضوع الإدارة والتسويق من جامعة حيفا، ولقب آخر في التربية وشهادة تدريس من كلية أورانيم.

بدأت حياتها المهنية معلمةً في وزارة التربية والتعليم، وبعدها عملت بتدريس السياقة، لتقرر خوض معركة أخرى، حيث واصلت تعليمها الأكاديمي بموضوع الإدارة المهنية وافتتحت مدرسةً لتعليم السياقة في مدينة عكا، تضم 12 معلمًّا وصفوفًا خاصة لتعليم السياقة نظريًّا وعمليًّا، بحسب الطريقة المحوسبة الحديثة، فيما حصلت مؤخرًا على وظيفة إضافية جديدة، حيث عينت مرشدة للمعلمين والمركزين بموضوع الحذر على الطرق التابع لوزارة المعارف، ومحاضرة لدورات للسائقين في وزارة المواصلات، في وزارة المعارف. سوسن: فـــــي وظيفتي مدرسة للسياقـــــــــة، هنالك مسؤولية كبيرة جدًّا، فهذه الوظيفة ليست سهلة كما يعتقد البعض، إلا أنني أحبها، وأعمل فيها لأنني واثقة أني سأتمكن من دعم المجتمع، خاصة الفتيات اللواتي يرغبن في تعلم السياقة ويستصعبن ذلك، كون معظم المعلمين العرب هم من الذكور. إن حــــــــقيقة وظيفتي هي أن نمكن الطالب الذي لا يعرف كيف يشغل السيارة، لنضعه في مكان يكــــون فـــيـــــــهــا هو السائق (القبطان)، والذي يتحكم بكل أمـــر. سوسن: إن كون وظيفة “معلم السياقة” هي وظيفة تعد للرجال، وظيفة ذكورية، هو أحد الأمور الذي دفعني لأن أخوض هذه التجربة، خاصة كوننا نعيش في مجتمع محافظ، لذا قررت أن اكسر الحواجز وأتخطاها مهما طالت أو علت، وهذا هو الدافع لدعم المجتمع والفتيات، وما يؤكد ذلك أنه عندما بدأت العمل بعد أن حصلت على رخصة مزاولته، كانت نسبة المتقدمين لتعلم السياقة 90% من الإناث. غير أني أعتقد أنه بوظيفتي هذه يمكن أن أشجع الكثير من السيدات لخوض تجربتي والحصول على رخصة لمزاولة هذه المهنة لهن أيضًا، وكلما رأيت معلمة سياقة أشعر بنشوة كبيرة في داخلي، وأشعر ولو بنفسي أنني كنت من ساهم في تشجيع هذه أو تلك.  بشكل عام، للشباب هنالك ثقة عالية بالنفس في السياقة، وعلى الشارع، على عكس الفتيات يتملكهن نوع من الخوف على الشارع. سوسن: إن كون تعليم السياقة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المعلم، يجب علينا (عليّ وعلى زملائي في المهنة)، أن ندرك مدى هذه المسؤولية، لذا فيجب أن نحسب خطانا ونتأكد منها قبل أن نسمح لأشخاص باقتحام الشارع، وهم ليسوا على القدر الكافي من القدرة. لقد وضعت بأيدينا مهمة ومسؤولية كبيرة وهي أن نمنح الطالب رخصة للقيادة الآمنة وليس لقتل الأبرياء على الشارع! لذلك فعلى كل معلم أن يتأكد بشكل كبير من كفاءة الطالب، قبل أن يسمح له بالتقدم للامتحان النهائي. سوسن: باعتقادي، إن أحد الأسباب المركزية التي تؤثر على الطالب العربي وتساهم في إفشاله في الامتحان، هو الضغط الاجتماعي والعائلي، فنحن نعيش في مجتمع يهمه النتيجة النهائية فقط، دون الالتفات لأمور أخرى، إن كانت القدرة على السياقة فيما بعد الامتحان، وبأي مستوى سياقة يتواجد الطالب، أعتقد أن ما يجب أن يحدث هو العكس تمامًا، فعلى العائلة والمجتمع والأصدقاء تشجيع الطالب الذي يسقط في الامتحان، لكي تكون دفعة أمام له، تقويه ولا تكسره كما يحدث حاليًّا. سوسن: أنا أتوجه لجميع العاملين في مجال التربية، الذين وضعت بين أيديهم وظيفة التربية في مشروع الحذر على الطرق، أو تثقيف أو تعليم السياقة، كما أتوجه لأفراد العائلة وخاصة الوالدين، ولكل واحد من بين أفراد المجتمع، وأؤكد أن كل واحد منا هو قطعة من سلسلة، ويمكننا أن نؤثر على تربية أولادنا، فنحن نتحدث عن حياتنا وحياة أولادنا وحياة جيراننا وأصدقائنا، لقد حان الوقت أن نفهم أن هذه رسالة ويجب أن نسعى بكل قوانا لإيصال هذه الرسالة. سوسن: بودي أن أشكر شخصين، اعتبر نفسي أسيرة شكر لهما، لأنه بدعمهما وتشجيعهما ولأجلهما وصلت إلى ما أنا عليه، حققت نجاحاتي الكبيرة في الحياة، في المجال المهني، هما يوسف أبو مخ وعائلتي الكريمة، والأكثر اعتزاز أبي الحنون الطيب.




           

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار
٣٤٤٣٢