مسرحية الزاروب للفنانة العكية سامية قزموز بكري… مونودراما فلسطينية تروي ألم النكبة

 

* الفنانة حاولت نقل رسالة الألم من خلال المسرح

  

 

من أمام بحر عكا نقلتنا الفنانة الفلسطينية سامية قزموز بكري.. مشت بنا عبر زواريب أزقتها العتيقة من خلال أدائها في مسرحية “الزاروب”.. أطلت بنا من شرفة منزل غسان كنفاني الذي كان يطل على البحر في ذاكرتها.. ومن الفاخورة مرت على منزل نجوى قعوار وسميرة عزام.. بترانيم صوتها المثقل بالحزن كما هو موج بحر عكا تروي ما حملته أمواجه وقت الرحيل.

 

تتذكر بحركاتها الطفولية كيف كانت تلتقط سمك البحر في تنكة حديدية، وزيارات فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب لقهوة “الازاز” في عكا..وعندما يزدان شارع صلاح الدين بجريد النخيل والورود والشرايط الملونة في المولد النبوي.

 

كل ذالك اختصرته الفنانة سامية بكري من خلال مسرحيتها عن نكبتها ونكبة شعبها واوجاعه وآلام رحيله عن وطنه.. تبين كيف تحولت حجارة حمام الباشا إلى متحف إسرائيلي تعلو فيه الأكاذيب ويزيفون به الحقائق، وكيف شطب شط العرب الذي كان يؤمه مختلف الجنسيات وكان ملتقى للتجار العرب إلى شط الأسوار بعد الاحتلال الإسرائيلي له، وكيف اندثرت معالم المدينة الدينية والتاريخية وحولوا وزوروا وزيفوا حقائق ذالك التاريخ وشوهوا بوجودهم المكان.

 

لم يحفل الحضور عن لجم دموعهم عندما روت الفنانة ما آل إليه منزل الطبيب الجراح احمد الشقيري، أو منازل آل خليفة وقميش وحقي، ولم تنس ذاك اليوم عندما رأت خالتها وهي تحمل الوسادة بعد أن نست ابنها رضيعا في يافا وتركته خلفها من شدة الخوف..مشاعر وذكريات هزت الجميع وما زالت تنكأ جراح كل فلسطيني أينما حملته أمواج البحر وأينما حطت به رحال النكبة.

 

 

حياتنا متاهة

تقول الفنانة سامية قزموز بكري لـ”نافذة الخير” عن سبب تسميتها للمسرحية بالزاروب ” لقد عشت بزواريب عكا وتنقلت بها، والزواريب هي الأزقة القديمة وهي متاهة تماما كما حياتنا ونكبتنا، فهو يوحي بالعمق والطول وتروي عراقتها فتحكي بحجارتها التاريخ وحكايات المدينة سواء عكا أو القدس أو نابلس أو غيرها”.

 

فأي مدينة هي شريحة عن كل مدن فلسطين وأي إنسان فلسطيني عاش ومر ما مررت به في عكا ومرت به عائلتي، فالمسرحية هي حكاية كل فلسطيني، فهي ما نشعر وما نحس به، وأركز فيها على الإنسان الفلسطيني، فهي قصة كل واحد فينا بالداخل والشتات.

 

وعن المسرحية، تقول قزموز أنها من تأليفها وتوليفها بحيث قامت بها من خلال تجربتها وعائلتها في النكبة وعن قصص قامت بالبحث عنها وشهادات حية ممن عايشوا النكبة، وجهد بحث طويل على مدار عامين، ومن تمثيلها وإخراج ورؤية الفنان فؤاد عوض.

 

والمسرحية تعرض منذ عام 1992، وقد أكدت الفنانة أن استمرارها حتى اليوم دليل أنها ما زالت نابضة بما نعيشه، فهي تعكس ما تمر به القدس والشيخ جراح وما تمر به كل مدينة فلسطينية، وتحكي مخططات إسرائيل بتهويد المدن العربية بالداخل، وكيف تقوم بتوطين المهاجرين اليهود في كل حي عربي حتى تسلخه عن تاريخه وماضيه وذكرياته.

 

 

 

حقائق باقية

وقد أكدت قزموز، أن محاولات المحتل ستبوء بالفشل، لان ما تراه هي في عكا لا يراه المهاجر الصهيوني، لان لها تاريخ وذكريات في ذلك المكان، وما تشاهده بعينها لا يراه هو.

 

وأضافت ” المسرحية رغم أعمالي الأخرى التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والنكبة إلا أنها بطاقتي الشخصية، وهي ملخص لعمر عشته في هذه المدينة العريقة الصامدة، وتتحدث عن جرح ما زال ينزف نورثه للأجيال القادمة، فهي قول داخلي وعمل نثري وقصصي بقدر ما هو مسرحي”.

 

يذكر أن الفنانة سامية قزموز بكري هي فنانة وكاتبة فلسطينية تقيم في مدينة عكا، ولها العديد من المسرحيات والأعمال الدرامية ومن أشهرها مونودراما “الزاروب” ومنها أيضا “فاطمة” و ” رومولوس العظيم” وغيرها، وكانت مؤسسة مسرح تل الفخار الذي في مدينة عكا، وشاركت بتأسيس مسرح الناهض في حيفا، ولها عدة مؤلفات من القصص القصيرة أهمها “بوابة سجن الظاهرية” و “دمعتان ودمعة”، كما وتم تكريمها من قبل وزارة الثقافة التونسية خلال دورة مهرجان قرطاج المسرحي لعام 2003.

 

من جانبها أبدت سناء شبيطة عن إعجابها الكبير بالمسرحية وأداء الفنانة قزموز، وقالت ” أن المسرحية عكست واقع النكبة بكل تفاصيلها وهي شهادة حية بأداء مبدع، وقد أتت على تفاصيل مدننا ونكبتنا ورسمت لنا عبق تلك الذكرى بأسلوب بسيط ومميز، وقد أثرت في كثيرا”

 

نابلس- رنا خموس- إنسان اون لاين

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار