ولاء رمال علي… اول امراة تحتل منصب عضوة مجلس بلدية عكا منذ الانتداب

541

 

ولاء رمال- علي اول امراة عربية تحتل منصب عضوة مجلس بلدية عكا منذ الانتداب

 

«المرأة هي الوحيدة التي يمكنها ان تفهم وتقدر احتياجات امرأة اخرى»
«شبابنا بحاجة الى دائرة تلبي حاجاتهم وتتواصل معهم بشكل مستمر».

«مدينة عكا غنية بابنائها المعطائين والمساهمين في دفع مجتمعها العربي قدمًا».
«قائمة “الوحدة العكية” هي اول قائمة عربية تستطيع قطف ثلاثة مقاعد في مجلس البلدية».
«نسعى في المركز الاول، للعمل على بناء وتطوير الانسان».

 

السيدة ولاء رمال-علي من مواليد وسكان مدينة عكا، متزوجة وام لطفلة عمرها سنتان. حصلت على اللقب الاول في العلوم الاجتماعية وعلم الانسان من جامعة حيفا. وتابعت دراستها في كلية سخنين للحصول على شهادة تدريس في اللغة الانجليزية. تعمل حاليًّا على التحضير للالتحاق بمقاعد الدراسة مرة أخرى، لتباشر دراسة اللقب الثاني او الماجستير في الاستشارة التربوية.
السيدة ولاء رمال- علي التي لم تتعد خمسة وعشرين ربيعًا، بدأت اولى خطواتها نحو احراز انجاز تاريخي لها ولمدينتها العريقة، في مشوار فريد من نوعه. فقد حازت السيدة ولاء على مقعد عضوية في مجلس بلدية المدينة في الانتخابات الاخيرة. لتكون اول امرأة عربية تحصد منصبَ عضوة في مجلس بلدية عكا منذ قيام الدولة.

 

 

عكانت: ما الذي حملك على خوض التجربة السياسية؟
ولاء: لقد نمت في داخلي الرغبة، لمد يد المعونة والعطاء لاهالي مدينتي خلال سنوات دراستي. اذ كنت اتطوع في مركز جماهيري، تحت مظلة مشروع “شباب في خطر”. كنت المس في نفوس شبابنا الرغبة العارمة في التقدم الى الأفضل، وحاجتهم الى اطر تحضنهم وتساعدهم على التقدم والتطور. ليس كافيًا ترحيب بعض المراكز الجماهيرية، بهذه الشريحة من الشبان الذين لم يحظوا بالامكانيات والوسائل الخاصة، التي تساعدهم في الالتحاق بمقاعد الدراسة والتعليم العالي، مرة واحدة في الاسبوع. فهم بحاجة الى دائرة تلبي حاجاتهم وتتواصل معهم بشكل مستمر.
هذا من جانب، ومن جانب اخر، امهاتنا العكيات كسائر الامهات في كل مكان، ترغب الواحدة منهن ان تكون موردًا ومرجعًا لابنائها في العلم والتعليم. الا ان كثيرًا منهن، لسبب ما، لم تتمكن من حصد مراتب تعليمية عالية. ولكن هذا لا يمنع من تنامي رغبتهن في تقديم الافضل لاولادهن، ومساعدتهم على تحقيق ما لم يستطعن تحقيقه بانفسهن.
هؤلاء الشبان وهؤلاء الامهات والنساء، بحاجة الى من يمد لهم يد العون والتوجيه. الامر الذي جعلني احلم بان افتتح، يومًا ما، مركزًا جماهيريًّا بنفسي.
الا انني لم اكن بحاجة الى السعي منفردة نحو تقديم المساعدة. فمدينة عكا غنية بابنائها المعطائين والمساهمين في دفع مجتمعها العربي قدمًا. وعلى رأس هذه القائمة كان السيد ادهم جمل الذي افتتح مركزًا جماهيريًّا في عكا القديمة، تحت اسم (الامريكان). وكانت لدي الرغبة والاستعداد التام لتقديم المساعدة والتطوع فيه. السيد ادهم جمل صاحب تاريخ حافل بالانجازات والعطاء لاهالي مدينتنا. فمن خلال عمله في البلدية على مدار ما يناهز خمسة عشر عامًا، تمكن من معرفة كل بيت فيها، فهو يعرفه بأهله ومشاكله، افراحه واحزانه.
كان شرف عظيم لي، إذ عرض عليّ السيد ادهم جمل الالتحاق والانضمام الى قائمة “الوحدة العكية” وخوض الانتخابات. فقد وجدت اخيرًا الحلقة او الدائرة التي تمكنني من العطاء والتقديم لبلدي. كان يشرفني الالتحاق بنخبة من الخبراء واصحاب التجربة والتفوق كل في مجاله. فقد جمعت القائمة هذه المجموعة المتنوعة من خيرة المرشحين والمعطائين تحت سقف واحد، ليعملوا يدًا بيد لتحقيق المعونة لاهالي بلدنا.
عكانت: ما هي اهداف القائمة وكيف يمكنكم تحقيقها؟
ولاء: لقد اثبتت قائمتنا، قائمة “الوحدة العكية” جدارتها من خلال الانتخابات الاخيرة. فهي اول قائمة عربية تستطيع قطف ثلاثة مقاعد في مجلس البلدية بسهولة، اذ كنا قريبين جدًّا من احراز مقعد رابع، ما يشير الى قوة القائمة ودعم اهالينا لها. لقد تنافست قوائم عربية أخرى، منها الجبهة بوجوه ومرشحين جدد، وقائمة النهضة وهي قائمة جديدة. ولكن اهالي مدينتنا اختاروا اصحاب الخبرة والتاريخ الزاخر بالعطاء والوجوه المعروفة بانجازاتها.
ان قوة “الوحدة العكية” تظهر باحرازها 3 مقاعد منفردة، فيما قام رئيس البلدية المنتخب بالائتلاف مع قائمتين واحراز ستة مقاعد فقط.
ان اهدافنا ومطالبنا تسعى في المركز الاول، للعمل على بناء وتطوير الانسان. فاليوم لدى نسائنا الوعي الكافي للتطلع نحو الأفضل، والرغبة بتحسين ظروفهن المعيشية؛ اقتصادية كانت او تعليمية او اجتماعية. ونأمل ان نكون سببًا في توفير الامكانيات والوسائل والاطر التي تساعدهن على تحقيق هذا.
ثانيًا، من الاهمية بمكان، تحسين الاوضاع الاقتصادية ومجالات العمل، وتقليل نسبة البطالة في صفوف شباننا، رجالنا ونسائنا على حد سواء. وذلك من خلال تشجيع المشاريع، تجارية وسياحية.
ثالثًا، نسعى الى العمل على تجديد وترميم بعض المدارس والاماكن التاريخية في المدينة القديمة.
اما في مجال التعليم، فنحن نريد زيادة عدد الغرف المحوسبة في المدارس. كذلك هنالك مخطط لبناء مدرسة ابتدائية قريبة من المدينة القديمة.
طاقمنا متنوع وخبير في مجالات عديدة، ويستطيع التقديم لهذه المدينة في كثير من الجوانب.
عكانت: ما أهمية دور المرأة في خوضها العمل السياسي؟
ولاء: بنظري المرأة هي الوحيدة التي يمكنها ان تفهم وتقدر احتياجات امرأة اخرى. ووجود امرأة عربية داخل بلدية عكا، سيلفت الانظار والانتباه نحو هذه الشريحة من سكان المدينة. نساؤنا تريد ان تعمل وتتقدم وتتطور، سواء كن من المتعلمات ام لا. وانه لشرف عظيم ان احصل على مقعد في مجلس البلدية، ليتسنى لي ان امثلهن واعرض مشاكلهن. ان مساهمتي في عرض مشاكل النساء العربيات في المدينة، والعمل على ايجاد حلول لها تمكِّنُني بطريقة غير مباشرة من مساعدة جميع افراد اسرتها بالكامل. ففي النهاية الام هي المحرك والدافع والحافز في كل بيت. ايجاد فرص تأهيل وعمل لها يعني دخلاً اضافيًّا للاسرة، مما قد يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي والمادي للعائلة. اعادة تأهيلها قد تنعكس على مستوى اولادها التعليمي، وهكذا..
ان ادراك قائمتنا لمثل هذه الحقائق حملها على تقديمي كأول سيدة تحتل مركزًا رفيعًا نسبيًّا وهو المركز الثالث في القائمة.
عكانت: كيف يمكنك التوفيق بين عملك ودورك كزوجة وام؟
ولاء: حسنًا، لقد حظيت، بحمد الله، بأم مساندة وزوج متفهم ومشجع، وهما يقدمان لي المساعدة التي تسهل علي التوفيق بين عملي واسرتي. ويسعيان الى دفعي نحو تحقيق احلامي. فقد كان دور زوجي واضحًا وبارزًا في الانتخابات الاخيرة. فقد شجعني كثيرًا جدًّا على خوض هذه التجربة.
لقد ساعدني زوجي ووالدتي كثيرًا في السابق، لاوفّق بين عملي كمعلمة ودوري كزوجة وام. ولا شك لدي انني سالاقي الدعم الكافي منهما في التوفيق ما بين عملي كمعملة وكعضو في المجلس البلدي، ودوري في المنزل.
ودعيني اقدم شكري وامتناني من على هذا المنبر، لامي الحبيبة وزوجي الغالي على مساندتهم لي. ولا انس ان اشكر والدي المتوفى منذ عشرة أعوام، والذي كان سببًا مباشرًا واساسيًّا لانجازاتي حتى اليوم وفي المستقبل. فقد ترعرعت في اسرة مستورة ذات صعوبات اقتصادية. الا ان والدي عمل على توفير مبلغ خصَّصه لتعليمي. فلطالما قال لي ان” تعليمك هو سلاحك”. وكان هو الذي غرس في نفسي حب التعليم منذ نعومة اظافري. وبعد وفاته زاد اصراري على ان احقق حلمه في حصولي على شهادة جامعية يفخر بها.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار