الشيخ محمد زهرة: نعم لصمود الحاجة ام احمد زيدان والتضامن مع قضيتها

 

نعم لصمود الحاجة ام احمد زيدان والتضامن مع قضيتها
ولا والف لا للمزايدة على اوقافنا ومقدساتنا ولجاننا

 

لجنة امناء الوقف الاسلامي في عكا هي اول من فتح ملفات الاوقاف قبل اربع سنوات ويصدق فيهم القول ( وان خير من استأجرت القوي الامين)

 

لا يختلف اثنان في مدينة عكا ولا خارجها بان قضية الحاجة ام احمد زيدان هي قضية عادلة ، بل وتمثل هذه القضية رمز الصمود في هذه المدينة الحبيبة التي كل شئ فيها من زقاق وشوارع وخانات ومساجد ومقابر يذكرنا بامجاد اجدادنا وابائنا ، وان الحفاظ على هذا التراث العظيم لهو اكبر عبادة يتقرب من خلالها العبد لربه سبحانه وتعالى.
ان التعامل مع قضية الحاجة ام احمد زيدان ينبغي ان يكون مُجَمِّعا لجميع شرائح المجتمع العكي بكل تياراته السياسية والدينية والاجتماعية ، بالاضاغة الى انه ينبغي ان يكون عملاً ونضالاً خالصا لوجه الله تعالى وخالصا من اجل تحقيق الاهداف المرجوة منه والمتمثلة ببقاء الحاجة وعائلتها في بيتها الذي تشهد السنين والعقود على حقهم بالعيش فيه بامن وامان وسلام دون التعرض للتهديد بالطرد والاقتلاع وسلب الحقوق .
الا اننا وللاسف الشديد نرى بان البوصلة التي اعتمد ويعتمد عليها بعض المؤازرين لهذه القضية العادلة بدأت تنحرف عن جادة صوابها وبدأت تأخذ منحىً فيه نوع من انواع الانتفاعية والوصول الى مآرب سياسية وكل ذلك على حساب شرف وامانة وعفة غيرهم ، الامر الذي لا يمكن باي حال من الاحوال ان يعود بالمنفعة لهذه القضية العادلة.
فقد بدأنا نسمع في الاونة الاخيرة اصواتا تُخوِّن لجانَ الاوقاف وتتهمها بالتقصير تارة والتخاذل والخيانة تارة اخرى ، طالبين في الوقت ذاته وعبر وسائل الاعلام فتح ملفات الاوقاف الاسلامية من جديد .
ان هذا البيان كان ينبغي ان يخرج الى النور مساء الخميس من خلال صحيفة «صوت البلد» ومواقع الانترنت العربية ، الا انني آثرت ان أؤجل نشره الى يوم الجمعة ، وبالتحديد الى ما بعد المظاهرة التي انطلقت من بيت الحاجة ام احمد الى مكاتب شركة التطوير ، وكان هدفي من التأجيل هو ان اتأكد من صحة ما بدأت به بياني هذا ، وهو انحراف بوصلة كثير من المؤازرين لهذه القضية ، حيث ان المشاركين في هذه المظاهرة لاحظوا بان ثمة خلط واضح ومقصود بين هذه القضية المبدئية وبين موضوع الوقف الاسلامي الذي يصر بعضهم ان يقحموه في هذه القضية ، مخونين تارة ومتهمين تارة اخرى ، وكوني واحد من متولي الوقف الاسلامي في عكا نأيت عن نفسي بان اخرج هذا البيان الى حيز التنفيذ ، الا ان الذي دفعني وبقوة الى اخراجه هو صمت الجميع ازاء ما يجري ويحدث من توزيع اتهامات وتخوينات الى لجنة امناء الوقف الاسلامي ، وان الذي تفاجأت منه اثناء هذه المظاهرة ان هناك العديد ممن شاركوا في هذه المظاهرة اقدموا في يوم من الايام على بيع عقارات مهمة في داخل عكا القديمة لتتحول الى فنادق مع انه عرض عليهم انذاك من قبل الحركة الاسلامية شراء عقاراتهم لتكون مجمعا تربويا الا ان ردهم كان بالسلب متذرعين انهم بحاجة الى المال للخروج من ازمة مالية ، واليوم نراهم ممن يشاركون في مثل هذه المظاهرات .
ومن هنا فانني اود ان اضع النقاط على الحروف من خلال بياني هذا واترك امري الى الله سبحانه وتعالى فهو ولينا الذي يتولى امرنا وامر الحاجة ام احمد زيدان ، ومن كان وليه الله كفاه .

فتح ملفات الوقف الاسلامي في عكا
ان من ابرز الامور التي عالجتها مظاهرة اليوم من خلال الخطابات التي تخللتها والى جانب قضية الحاجة ام احمد هو موضوع الاوقاف الاسلامية حيث طالب المحامي جهاد ابو ريا بفتح ملفات الوقف الاسلامي في عكا من جديد ، وهنا ينبغي علينا ان نكون منصفين وموضوعيين في طرح قضايانا ومعالجتها ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل كان ينبغي ان تخرج مشكلة ومأساة الحاجة ام احمد زيدان ليطالب البعض بفتح ملفات الوقف الاسلامي ، ثم اما يعلم هؤلاء المطالبين ( والمتغاضين عن الحقيقة) بفتح ملفات الوقف الاسلامي ، ان هذه الملفات بُدء بفتحها قبل حوالي اربع سنوات وعلى يد اعضاء لجنة امناء الوقف الاسلامي وعلى رأسهم السيد سليم نجمي ، هذه اللجنة التي تقذفونها بالتهم العارية عن الصحة ، الا يعلم القاصي والداني ان اللجنة الحالية والتي بدأت بتسلم زمام ادارة الاوقاف الاسلامية في عكا بدأت ومنذ حوالي اربع سنوات بفتح اكثر من جبهة في آن واحد وبشكل متوازي لمعالجة جميع القضايا العالقة والمتعلقة بالاوقاف الاسلامية ، وحتى نسمي الامور باسمائها اود ان اوجه العديد من الاسئلة الى كل المتقاعسين في الدفاع عن الحق وعن الاخوة الذين يقومون بادارة لجنة الاوقاف الاسلامية تطوعا ولوجه الله تعالى :
– اين كان هؤلاء قبل سنوات طويلة يوم ان كان مسجد اللبابيدي تبكي جدرانه ويئن منبره وتشتكي ارضه الى الله تعالى اغلاقه المجحف امام المرتادين والمصلين ، اين كان كل هؤلاء يوم ان اعتبرت المؤسسات الحكومية كل من تسمح له نفسه ان يدخل الى هذا المسجد بانه غاصب لمكان تابع للدولة وكانت تعتبره السلطات بانه خارج على القانون ، لماذا لم يتحرك كل هؤلاء من اجل تحريره واعادة البسمة الى محرابه وحجارته ، ومع هذا التقصير فاننا لم نر ولم نسمع احدا ينادي باعلى صوته ويقول بوركت تلكم الايادي الشريفة والامينة التي وقفت امام كل هذه التهديدات بارادة قوية واصرت على افتتاحه بعد ان رصدت لترميمه مئات الاف الشواقل ، واصرت على افتتاحه حتى بعد ان كان هناك امر من وزير الداخلية بحظر افتتاحه .
– اين كان هؤلاء يوم ان كانت مقابر المسلمين تئن وتبكي على اوضاعها الصعبة التي كانت تعاني منها ، يوم ان كانت هذه المقابر مهملة وكثير من قبورها آيل للسقوط والاندثار ، اين كان هؤلاء يوم ان كان الواحد منا يقف قبالة مقابر غير المسلمين وكان يقول مناجيا ربه : متى يمكن للمسلمين وامواتهم ان ينعمون بمثل هذه المقابر بنظافتها وترتيبها وادارتها ، ثم اين كان هؤلاء قبل اربع سنوات يوم ان اصر اعضاء لجنة امناء الوقف الاسلامي وعلى رأسهم السيد سليم نجمي على ان يحدثوا انقلابا عمرانيا في مقابر المسلمين وكل ذلك انطلاقا من شعورهم بهذه المسؤولية وهذه الامانة ، وما التغييرات الجذرية التي شهدتها مقابر المسلمين عنّا ببعيدة حتى وان جحدها الجاحدون وانكرها المنكرون .
– ثم اين كان كلُّ هؤلاء المتهمون يوم ان كان مسجد البرج حزينا ويرثى لوضعه فباشرت انا العبد الفقير الى الله بترميمه مع مجموعة من الشباب الغيورين على هذا الدين وبالتنسيق الكامل مع لجنة امناء الوقف الاسلامي ، حيث اننا جمعنا نصف المبلغ المطلوب لترميم المسجد ورصدت لجنة امناء الوقف الاسلامي القسم الاخر من المبلغ . في الوقت الذي توجهنا فيه الى الجمعيات الاسلامية التي تُعنى بالاوقاف والمقدسات الاسلامية والتقيت بهم يومها وقبل ترميم المسجد ، وفوجئت بردة فعلهم انهم لا يمكن ان يشاركوا بترميم مسجد البرج لوجود السقف الذي يفصل بين القبة والمسجد ، وعندها قلت لهم انني ساذكركم في يوم من الايام يوم ان يتعرض هذا المسجد لاي مشكلة من المشاكل ستكونون اول من يتضامن ويتظاهر من اجل قدسية هذا المسجد وحمايته .
وبحمد الله تعالى فقد تم ترميم هذا المسجد المبارك وجعله مقرا لمؤسسة الفرقان لتحفيظ القران الكريم ، ليكون هذا المسجد صرحا عظيما من صروح العلم التي يتخرج منها حفظة لكتاب الله تعالى ، علما باننا وبحمد الله تعالى نقيم فيه الصلوات اثناء البرامج التربوية التي يشهدها مسجد البرج . اما بالنسبة لمطالب كثير من المتضامين باقامة صلاة الجمعة بشكل دائم فاننا نقول بانه لا يجوز تعدد اقامة صلاة الجمعة من الناحية الشرعية الا اذا دعت لها الحاجة كسعة البلد، وتباعد أقطاره، وبعد الجامع أو ضيقه ، اما مدينة عكا فبحمد الله تعالى هناك اربع مساجد تقام فيها صلاة الجمعة ، وفي الوقت ذاته لا تقام صلاة الجمعة في مسجد الميناء الذي يؤمه عدد كبير من المصلين وهو موجود في منطقة مأهولة بالسكان بخلاف مسجد البرج.
– اين كان كل هؤلاء يوم ان جاءت «ميري» من شركة التطوير وبصحبتها العديد من المستثمرين لتشرح لهم عن موقع سينما بستان ، حيث عرفت مسجد البرج بانه مدرسة للاولاد وليس مسجدا ، فاتصلت مباشرة مع السيد سليم نجمي وقام على الفور بالرد من خلال الاعمال لا الاقوال والتصريحات ، فامر بتحضير لافتات مكتوب عليها « هنا مسجد البرج ومؤسسة الفرقان لتحفيظ القران « ليقطع الطريق على كل من تسول له نفسه بان يقترب من هذا المسجد او ان يقلل من قدسيته ، ثم انه وبعد كل ذلك عمل على وصل مسجد البرج بمكبرات صوت لتنقل الاذان من مسجد الجزار ليعطي هذا المسجد دوره الحقيقي والطبيعي .
– اين كان كلُّ هؤلاء يوم ان تبنت لجنة امناء الوقف الاسلامي مشروعا مقدسا لتحفيظ القران الكريم ، واخذت على عاتقها بتحمل كل مصاريف هذه المدرسة ، نعم هذه المدرسة التي خرجت حتى هذا اليوم اربعة حفاظ للقرآن الكريم بالاضافة الى العديد من الذين يحفظون اجزاء متعددة من القران الكريم ، لماذا خرست اصواتكم عند كل هذه الانجازات المباركة .
– اين كان كل هؤلاء يوم ان انتهت لجنة امناء الوقف الاسلامي من مشروع ترميم الغرف المحيطة بمسجد الجزار ليعيد لهذه الغرف ذكريات الماضي وعبقه ، حيث كانت المدرسة الاحمدية التي خرجت العديد من علماء المسلمين الذين ينتشرون في اسقاع الارض الى هذه الايام .
– ثم اين كان كل هؤلاء يوم ان وقعت المأساة في عكا بسبب انهيار المبنى الذي ذهب ضحيته خمسة شهداء ، عندها وقف السيد سليم نجمي وضرب على صدره قائلا سنقف الى النهاية الى جانب المتضررين ، وسنقف الى جانب الوقف الصادقي والشعبي ( وهو وقف متواضع الميزانيات ) فاخذ على عاتقه حمل المسؤوليات الجسام وقام بتنفيذ جميع وعوده في الوقت الذي وعد فيه الكثير ولم نرَ منهم الا الاقوال والخطابات ، الا من رحم ربي .
نعم ايها الاخوة الاحباب لو اردنا ان نتحدث وبشكل واسع عن انجازات هذه اللجنة المباركة فاننا لا نستطيع من خلال هذا البيان ان نحصيها ، الا انني اقولها والله شهيد على ما اقول ، بان هذه اللجنة يصدق فيها قول الله تعالى ( ان خير من استأجرت القوي الامين ) وكما قيل من لا يشكر للناس لا يشكر لله .
واخيرا فانني اوجه نصيحة الى كل من يقف مع الحاجة ام احمد مساندا لها ولقضيتها العادلة عليكم ان تجعلوا جلّّ اهتمامكم في هذه القضية ، دون ان تلجأوا باتهام الاخرين بامور لم يكونوا في يوم من الايام مسؤولين عنها وعن تبعاتها ، فعلينا ان لا نلوم هذه اللجنة ونحملها اخطاء اللجان السابقة على مر السنين ، علما بان الاوقاف التي تم بيعها وتأجيرها لـ 99 عاما قد تم بيعها على يد لجان سابقة جميعهم الان بين يدي الله تعالى ولا دخل لهذه اللجنة واللجنة التي قبلها برئاسة الاستاذ كمال جيوسي ، وعلينا ان لا ننسى قول الله تعالى ( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (*) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (*) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (*) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى‭}‬ [سورة النجم).
والله من وراء القصد.

الشيخ محمد زهرة
مدير مؤسسة الفرقان لتحفيظ القران – مسجد البرج
وامام مسجد اللبابيدي

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار