جامع سنان باشا (الميناء) عام 1940

جامع سنان باشا (الميناء) عام 1940
  

مسجد الميناء 
يُعدّ مسجد الميناء من أهم المساجد في عكا، وذلك لموقعه على شاطئ البحر المتوسط، شمال فلسطين، وهو أول دار عبادة للمسلمين في عكا. وقد أطلقت على المسجد عدة أسماء في فترات مختلفة وحسب الدولة الحاكمة، فقد حمل اسم جامع البحر، ومسجد سنان، نسبة إلى بانيه، وجامع الميناء، وجامع الجرينة.

وقد بناه سنان باشا عام 1515م، ولما تهدم ولم يبق منه إلا مئذنته، جرى تجديده وترميمه، كما ورد في تاريخ ولاية سليمان باشا العادل لإبراهيم العورة: “أقيم على يد سليمان سنة 1806 في نفس موقع مسجد سنان باشا القديم، ويقع هذا المسجد على شاطئ البحر المتوسط في مدينة عكا شمالي فلسطين، والذي بني أثناء الحقبة العثمانية. والمسجد يشبه جامع الجزار -الذي يقع بالقرب منه- في تصميمه الخارجي والداخلي”.
***
صمم بناية مسجد البحر في موقعه الحالي المهندس التركي “سنان باشا العادل” في ولاية سليمان باشا العادل، وتبلغ مساحته نحو 448 مترا مربعا، ويشمل قاعة الصلاة والغرف المرافقة والمراحيض والساحة الداخلية.
بُني المسجد بطراز معماري عثماني، وتحتوي قاعة الصلاة على قبة ضخمة بلغ ارتفاعها نحو خمسة أمتار، وقطرها 8.05 متر، بالإضافة إلى القبة في المدخل مع ثلاثة أقواس إضافية أمامها، وكذلك أماكن للوضوء في ساحة المسجد بجانب المراحيض، ودرج يؤدي إلى المئذنة والسقف، وما زالت المئذنة شامخة وبوضع جيد، بالإضافة إلى الأقواس الداخلية في الواجهات التي تضفي الطابع المعماري المميز، وذلك لدقة صناعتها وضخامتها، علما أن المسجد بني في موقع إستراتيجي قرب الميناء.

 

صيانة المسجد
يصون الأهل في عكا مسجد البحر بشكل يومي، لكن ترميمات وصيانة المبنى تنفذ في أوقات متباعدة وحسب الحاجة، وقد بادرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” إلى ترميمه بشكل شامل في معسكر التواصل مع مقدسات عكا، وشملت أعمال الصيانة طلاء داخل المسجد بكل مرافقه، وتغطية السطح بمادة الإسفلت (زفتة) وترميم المئذنة ودهان القباب بالأخضر.

 

المهندس سنان باشا
ترك المهندس سنان باشا أثرا على مئات الأبنية في عكا وإسطنبول ودمياط وبلغاريا.
ولد سنان باشا في قرية “آغير ناص” التابعة لولاية قيصرية في الأناضول سنة 896هـ 1490م في عهد السلطان بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، وعرف منذ صغره بحبه لشق قنوات المياه في الحدائق، وشغفه ببناء الأكواخ وحظائر الحيوانات.
ومن أروع الروايات أن سنان يُعدّ أعظم مهندس معماري في القرن السادس عشر، وقد بزَّ مهندسي أوروبا، وكان يعلـّم الهندسة المعمارية الإسلامية، وبنى أكثر من 441 بناء، منها جسور كان أحدها على نهر الدانوب، وكان يحمل التراب على ظهره حتى قال له أحد قادة الجيش: “يا سنان نحن في حاجة إلى عقلك وليس لجسدك”. فقال سنان: هل تريد أن تحرمني الأجر والثواب؟
وكانت نقطة البداية لظهور سنان المعماري سنة 948هـ1534م، حين اشترك في الحملة العثمانية على إيران تحت قيادة لطفي باشا الصدر الأعظم، الذي كلفه ببناء سفن للنقل العسكري لاجتياز “بحيرة وان”، فأنجز سنان هذه المهمة على أحسن وجه.
وامتدت حياة سنان باشا حتى اقترب من المائة، وعاصر خمسة من سلاطين الدولة العثمانية، هم بايزيد الثاني، وسليم الأول، وسليمان القانوني، وسليم الثاني، ومراد الثالث، وبعد حياة مليئة بجلائل الأعمال توفي سنان باشا في 12 من جمادى الأولى سنة 996هـ 9 من نيسان سنة 1588م، تاركا ذكرى لا تضيع.

 

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار