أعيشك عكا
بقلم: وسام دلال خلايلة
ح (31): حديث صامت
الاتّصالُ البشريّ كان سِمة ذاك الوقت.. ومقاييس الجمال تجسّدت في طبيعة كلّ فتاة وما حباها الله من صورة وتصوير إلهيّ … فكنّا إذا مشيْنا (أنا وصديقتي) في “الغّربِة” – على السور الغربيّ – على امتداد أمواج البحر .. تتراشق المدائح والعبارات الغزليّة على مسامعنا فنشرئب أنوثةً بتجاهل مبتذل .. نتبادل الابتسامات الماكرة بفوقيّة على الجنس الآخر (الشباب).. نواصل السيرَ وهم يتبعوننا.. نغيّر المسارَ وهم كذلك .. تجاهلُنا لمْ يكفِ للتّعبير عن شعورِنا بالاسْتياء .. ولمْ يكن حينها “اضغط حظر” للحدّ دون ازعاج أنوثتنا .. مساكين هم! لقد تغذوْا عقيدة “يتمنّعن وهنّ راغبات”.. ونحن بائسات في التعبير عنِ الذّات الكامنة في الأحاسيس العقلانيّة واللاعقلانيّة .. قد تشرّبنا مفهوم الأنوثة بعقليّة الرجولة الشرقيّة .. لهُ حقّ الكلام ولها حقّ السكوت .. وهكذا كلّما لجَمتُ غضَبي ازداد شموخي ثورةً …وللحكاية بقيّة
ح (32) : هويّة
في محطّة أخرى لم ننتظر حافلة أو سيارة أجرة .. اعتمدنا السيْرَ على الأقدام طريقيْنا إلى مبنى “وزارة الداخليّة” للْحصول على بطاقة الهويّة .. فنحن الآن “بالغات” نُسأل ونُساءَلُ عن الهويّة .. كان أبي قد طلَب مرافقتي لإصدار”هويّتي” الأولى .. لكنّي آثرت صديقتي لمرافقتي – لا أعرف لماذا؟ – دخلنا حيث الموظّف وراء مكتبهِ .. بالعبرية ألقى تحيّتَه وأردف بأسئلتِهِ “ما اسمك؟” .. نكتم ضحكتَنا .. وأجيبُ وهي تجيبُ .. يتابعُ “ما ديانتك؟” وهنا تريّث الزمن بُرهةً فيه تبادلنا النظراتَ معَ ابتسامة كلّها حيْرة .. لثوانٍ خِلنا أنّنا نستطيع أن نختارَ ما يحلو لنا لتسجيل “الديانة “!! .. أو “القوميّة التي نختار”!! .. ثمّ أجبتُ: “مسلمة” .. وهي أجابتْ: “مسيحيّة” .. تلك اللحظة كانت قاسيّة على صداقتنا .. فنحن شبيهتان! حملنا البطاقة الزرقاء وخرجنا وقد انتابنا شعورٌ غريبٌ .. عُدنا أدراجَنا والصمتُ رفيقُنا .. لكنّ مونولوج صاخب دوّى حوْل الهويّة ..
وصلتُ البيت وكان أبي ينتظرني : ” بابا أخذتِ هويّتَك؟ ماذا سجلتِ قوميّتَك؟ ماذا سجّلتِ ديانتَك؟
أجبتُه وكلّي حيْرةٌ من قلَقه: بابا سجلتُ ديانتي: قٌبلتُك في كلّ صباح .. وسجّلتُ قوميّتي : صوتُك حين يناديني.
مرّت أيام وأسابيع معدودةٌ ورحلَ أبي بلا وداعٍ .. فتمرّد قلبي على الهويّة لتبقى روحي مشتّتة … وللْحكاية بقيّة
♦️خدمة “الواتسآب” من #عكانت:
خدمة إخبارية مجانية عبر تطبيق التواصل الاجتماعي “واتسآب” تنقل لكم أبرز الأخبار العكية، وتطلعكم على آخر وأهم أخبار المنطقة والعالم، في السياسة والاقتصاد والرياضة والمنوعات…
للاشتراك في هذه الخدمة، اضغط على الرابط:
https://chat.whatsapp.com/KAvuajqceS49HaRRJBXxAS
?الرجاء ارسال الرابط لاصدقائكم والمجموعات في الواتس اب….
مشكورين سلف….
