أعيشك عكا … بقلم: وسام دلال خلايلة

 

أعيشك عكا
بقلم: وسام دلال خلايلة

ح (35) الأرض
إنْ أحببتِ فالقناعةُ كنزٌ.. وإن عشقتِ أحببتِ كلّ ما يملكُ.. نعم .. أحببتُ “حماتي” (والدته)، فلا أترك فرصةً متاحةً إلّا أجالسها وأحادثها .. “وسام الكنّة المنيحة” ليس يسيرا الفوْز به .. إن نظّرتْ وأسهبتْ أومئُ بالموافقة والإعجاب .. وإنْ أجزمتْ كنتُ لها مبايِعة متماهية .. في خلافها مع فُلانة أكونُ حليفتها وفي محبّتها لأخرى أكون كذلك .. وهيهاااات “وسام الكنّة المنيحة”!..
هي الّتي في المجلس النّسائي تُباهي بزرعها فتقول ” يدايّ خظرا” وتزيد في التّباهي ليصلَ ذُروته في شرائها قطعة أرضٍ ممّا ادّخّرته من بيْع الزيت في موسمه .. فإن زارتها تلك الجارة التي باعت الأرض يكون حوارها خشنا علقما ترافقه لغة جسد فاضحة وفنجان قهوة خال من السكّر .. أشاركها تباهيها بحفاظها وعملها في الأرض وأعرض ابتسامة فخر بها – مجبرة أختك لا بطلة – .. وهيهات وسام الكنّة المليحة…
جارتها تستشف ما بين السطور ولغة الجسد وتختصر الزيارة .. ونبقى لوحدنا (أنا وهي) تستمرّ السيمفونيّة بسلاسةٍ رومانسيّةٍ وأردفُ: “الصراحة يا حماتي العيشة في مدينتي أحلا ” قلتُها والشوقُ قد نال مني .. تغيّرت نبرةُ صوتِها وبدتْ تخلو من اللحن الجميل … “ليش شو في بعكا؟؟؟!! .. شو إلكو بعكا؟؟!!”..
حينها وفجأةً عصفت بي رياحٌ غربيّة معطّرة بنسائمَ رطوبة حجارة السور والبيوت .. وحينها فاتني عشقي له استجمعت قوايَ ووثبتُ : ” وليش انتو شُ الكو؟؟ ..
اهتزّ جسدها ورفعت يدها كجندي دفاع تغمره نشوة معركة الدفاع عن الوطن ً وجهرتْ : هذه الأرضُ لي مشيرة بسبّابتها إلى الأرض هنا وإلى الأرض في الجبل والسهل وما صودر من هنا وهناك ..وتكررها ثلاث : “هذه الأرض لي .. هاي أرضنا .. هاي أرضي وك بعت ذهباتي وشريت أرض” وأردفت بكلمات تجاهلتُها.
أجيبُها مفاخِرةً كما فعلتْ: “هذا البحرُ لي” .. فتردّ: ” هذه الزيتونةُ لي” فأجهر “هذا السورُ لي”.. تستمرّ المناظرة حتى يهرول ابنُها كالمسعف .. وأطلقُ تسديدة الفوْز مع ابتسامةِ المنتصرة أشيرُ إليه: “هذا القلبُ لي .. هذا الرجلُ لي” .. تضحكُ وتتنهّدُ تنهيدة طويلة وتسبّح “الأرض بخير والزتونات بخير وما في بيع”.. وللحكاية بقيّة

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار