أعيشك عكا
بقلم: وسام دلال خلايلة
حلقة (29) : فريضة الدهر
كنّا نمشي ونتحفّظُ من أن تعلوَ أصواتُنا (أنا وصديقتي)…نمرحُ نضحكُ …الرّصيفُ لَنا…الشارعُ لَنا…الْهواءُ لَنا…السّماءُ لَنا…لا سيّارات لا حركةَ سيْرٍ تُعيقُ حرّيّتَنا … لا صوتا إلّا صوْتَ النّسيم وزُرقةَ السّماء وابتسامةَ الأشجارِ ؛ فنرفعُ راياتِ الحرّيّة مِن قيْدِ القوانين ونُغني بأعلى صوْت: نْزِلنا عالشوارع رَفَعنا الرّايات غنّينا لِبلادي أحلا الأغنيااات … انتَشيْنا العشوائيّة في المشيِ والركْضِ .. نعَم! أحببتُ “يوم الغفران أو سبت الأسبات” هذا يومُهُم المُقدّسُ فيه محظورٌ عليْهم مُمارسةُ كلّ نشاطات الحياةِ والتمتّع .. فقط لا غيرَ، صوْمٌ وصلاةٌ .. إنّه يوْم غسْلُ الخطايا الفرصة الأخيرة لتغيير المصير.
واحتراما لصوْم صديقتِنا “ياعيل” وتشجيعا لها وتضامنا معها في “الحظر” افتعلنا الصوْمَ فإذا أكلْنا استترنا.
صوْمُهم يومٌ واحدٌ، قهروه بالنوم .. فما أن تغيبَ الشمسُ حتى ينتهي الحظرُ عن مُتع الحياةِ مِن أكلٍ وشُربٍ ومِن دَغدغةِ الشعوبِ المُستضعَفة … لتستيقظ “ياعيل” وأهلُها وشعبُها المحظورون فيجلسون حوْل مائدةِ الإفطار ويأتون على الطعام بنشوة الفائزِ بالجنّة.. وللْحكاية بقيّة