سيكوي-أفق تحتفل بثلاثين عاما من النشاط من أجل المساواة والشراكة

بمشاركة العشرات من النشطاء والشركاء
سيكوي-أفق تحتفل بثلاثين عاما من النشاط من أجل المساواة والشراكة

عقدت جمعية سيكوي-أفق للمساواة والشراكة، يوم الأربعاء الماضي، أمسية احتفالية بثلاثين عاما على تأسيسها وذلك بمشاركة واسعة من النشطاء العرب واليهود الذين التأموا بأجواء احتفالية بهيجة في قاعة بيت الكرمة في حيفا تقديرا للجمعية ودورها المهني والجماهيري بالتصدي لسياسات التمييز ووضع البرامج المهنية لتعزيز المجتمع العربي ومكانته في البلاد.

وبرز بين الحضور، محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية، ووفد رفيع عن اللجنة القطرية للرؤساء العرب، مكون من رئيس اللجنة ورئيس مجلسي عارة عرعرة المحلي، المحامي مضر يونس، والسادة رؤساء المجالس المحلية: ادغار دكور، فسوطة، فؤاد عوض، المزرعة وفراس بدحي، كفر قرع. كما شارك كل من النائبة عايدة توما عن القائمة المشتركة والنائب موسي راز عن ميرتس إلى جانب العشرات من مدراء ونشطاء المؤسسات المدنية الفلسطينية والعربية اليهودية المشتركة.

افتتحت الأمسية، الرئيستان المشاركتان للجنة الإدارية لسيكوي-أفق، ميسم جلجولي وأفيراما جولان اللتين شكرتا كافة المشاركين في الحفل كما عبرتا عن فخرهما بعمل الجمعية وتطورها تنظيميا وسياسيا، وهو ما انعكس بالتسمية الجديدة للجمعية من “سيكوي لدعم المساواة المدنية” إلى “سيكوي-أفق للمساواة والشراكة” وبدء اهتمام الجمعية بشكل أكبر بالحقوق الجماعية للمجتمع العربي في البلاد.

ثم تم عرض فيلم قصير يلخص تاريخ الجمعية في ثلاثة عقود، ومسيرة عطاء وتطور الجمعية وخطابها من مؤسسة عملت على “تطوير الفرص” إلى “دعم المساواة المدنية” ومن ثم إلى الدفع نحو المساواة القومية والمدنية والشراكة العربية-اليهودية الندية، كما استعرض الفيلم أهم المحطات في تاريخ الجمعية، من رصد الفجوات من خلال الإصدار السنوي لمؤشر التمثيل إلى تطوير نموذج من “العوائق إلى الفرص” وحتى تأسيس قسم المجتمع المشترك للتأكيد على أهمية الاعتراف بلغة وحضارة وهوية المواطنين العرب.

وكذلك تطرق الفيلم إلى دور الجمعية بتحليل الأسباب العميقة لأحداث أكتوبر 2000 وبمتابعة توصيات لجنة التحقيق الرسمية، أور، من ثم مساهمتها ببلورة وتنفيذ الخطط الحكومية الاقتصادية 922 والخطة الأخيرة 550. وتضمن الفيلم حوارات مع المدراء العامين المشاركين السابقين للجمعية، وهم بروفيسور فيصل عزايزة الذي أسس الجمعية إلى جانب الراحل ألوف هار ايفن، وكافة من تولوا هذا المنصب فيما بعد: بروفيسور أسعد غانم، شولي ديختر، علي حيدر، رون غيرلتس، جابر عساقلة، رونق ناطور، عوفر دجان وأمجد شبيطة. وكذلك رؤساء اللجان الإدارية: يتسحاك غال نور، بروفيسور خالد أبو عصبة، محمد أمارة، ميسم جلولي وأفيراما جولان. وتضمن الفيلم أيضا شهادات من النائب أيمن عودة الذي سبق أن عمل في سيكوي-أفق، والنائبة عايدة توما، العضوة السابقة في الهيئة الإدارية للجمعية وكلاهما أكدا على أهمية وتأثير عمل سيكوي-أفق على الحلبة البرلمانية.

في تحيته إلى الجمعية، عبّر بركة عن اعتزازه بالدور الذي تقوم به الجمعية وبالأخص في السنوات الأخيرة، مشددا على أن العمل من أجل المساواة والشراكة الحقيقتين والكاملتين يتطلب أيضا انهاء الاحتلال الإسرائيلي للمناطق المحتلة وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وانتقد ما تقوم به الحكومة الحالية من خطوات لترسيخ الاحتلال والاستيطان.

كما أكد بركة على أن تحصيل الميزانيات حق للمواطنين العرب وليس منة وحذّر من التهويل للمخططات الحكومية المخصصة للمجتمع العربي، وتوقف عند عدد من القضايا الحارقة التي يواجهها المواطنون العرب وعلى رأسها قضية العنف مؤكدا أنها تتطلب علاجا للمسببات العميقة لها وأن تدخل جهاز المخابرات مرفوض على قيادة الجماهير العربية.

هذا واستعرض المديران العامان المشاركان، أمجد شبيطة وعوفر دجان، رؤيتهما لمفهوم المساواة والشراكة، فقال شبيطة: “أنا أنظر إلى المستقبل بأعين طفلتي، فأنا في المدرسة الثانوية حفظت تشارنوحوبتسكي غيبا لكنني لم أتعلم كلمة واحدة عن محمود درويش وفي الجامعة كانت لغتي العربية وأنا معها مغيبين تماما، وأريد لابنتي أن تكبر في واقع آخر لا تضطر الواحدة فيهما إلى إخفاء هويتها لتفادي الصراع الناجم عن حقيقة أن الدولة التي تسكن فيها تحتل أبناء شعبها، أريد لها أن تتعلم عن ثقافتها وهويتها في الثانوية والجامعة وأن يتم الاعتراف بأعيادها وبمناسباتها الوطنية كيوم الأرض والنكبة وأريد لها أن تتمكن من العيش والعمل دون أن يخيم على بيتها خطر الهدم أو على مكان عملها الفصل لأسباب عنصرية، فهل أبالغ؟”
شبيطة، أشاد بهذا الصدد بما تتضمنه الخطة الاقتصادية الاجتماعية الجديدة 550، من فصل يؤكد على أهمية بلورة الهوية الجماعية للطلاب العرب قائلا بأن هذا انجاز هام للجنة المتابعة لشؤون التعليم العربي ولسلطة التطوير الاقتصادي برئاسة حسان طوافرة.

أما دجان فقال: “أنا أسكن في بئر السبع وقبل فترة قصيرة انتقلت من شقة قديمة إلى جديدة ودافئة، لكنني عندما أخرج من المدينة أرى كيف أن عشرات الألوف من المواطنين، جيراني وشركائي يسكنون القرى غير المعترف بها تحت خطر الهدم. وكمواطن يهودي يسكن النقب، واضح بالنسبة إلى بأن قدرتي على العيش بطمأنينة ومجتمع عادل مرتبطة باعتراف الدولة ليس فقط بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب كالميزانيات والخدمات إنما بالحقوق الجماعية، بما تتضمن أيضا الحق بملكية الأرض وإقامة البلدات الجديدة والاعتراف بالقائمة وتطويرها كما يجب”.

كما استعرض دجان الخطة الاستراتيجية الجديدة للجمعية والتي تتضمن مشاريع عدة، من بينها الدفع للاعتراف بالقرى مسلوبة الاعتراف في النقب، البرامج للتطوير الاقتصادي في البلدات العربية وإقامة المناطق الصناعية والتشغيلية ودعم الحياة الثقافية الفلسطينية في البلاد.

ليلي شطيرن، مديرة صندوق “شوكن” والناشطة في مجال التربية قدمت مداخلة استعرضت من خلالها أهمية التربية للحياة المشتركة، من خلال اللقاء المباشر للطلاب والهيئات التدريسية العربية واليهودية متوقفة عند تجربتها كمدرّسة سابقة في مدارس عربية وكأم لأطفال في مدارس مشتركة، وأكدت على ضرورة أن يتم الاعتراف بهوية وثقافة الآخر بشكل ندي ومتساو وعبرت عن اعتزازها بالدور الهام الذي تقوم به سيكوي-أفق في هذا المجال، إلى جانب مؤسسات أهلية أخرى.

كما قدمت الفنانة ياعيل ميسر نبذة عن برنامج فني مرئي سيعقد في العام القادم بالمشاركة ما بين سيكوي-أفق وبيت الكرمة، بمشاركة ثماني فنانات عربيات ويهوديات وسيتمحور بالعلاقات ما بين المواطنين العرب واليهود في البلاد.

وبعد مسابقة ضمن تطبيق “كاهوت” أعلنت رئيستا اللجنة الإدارية للجمعية عن انهاء الحفل موجهتين عميق الشكر لكل من شارك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار