أقيمت بعد ظهر اليوم الجمعة في مسجد الجزار صلاة الغائب على روح الراحل المناضل فوزي النمر وبعدها خرج المئات من سكان عكا والمنطقة بجنازة رمزية وقد لف النعش بالعلم الفلسطيني ورفعت الصور تخليدا لذكراه.
وقام الشيخ عباس زكور بالقاء كلمة عن الفقيد في مقبرة النبي صالح بجانب شهداء فلسطين محمد جمجوم، فؤاد حجازي وعطا الزير. وفي النهاية تم قراءة الفاتحة عن روح الشهيد الذي قضى معظم حياته بين السجون الاسرائيلية والغربة بعيدا عن مسقط رأسه عكا التي كان يشتاق اليها دائما…
تقبل التعازي في جامع الجزار على مدار الأيام الثلاثة القادمة… انا لله وانا اليه لراجعون
فوزي النمر في سطور:
قائد مجموعة "778"
هو من مواليد عكا عام 1938، اعتقل في 1969.12.01 لقيادته أول مجموعة فدائية في الأراضي المحتلة عام 48، "المجموعة 778".
قامت هذه المجموعة بعدة عمليات مقاومة عسكرية، منها تفجير قطار يقل جنودا إسرائيليين، وتفجير ميناء "كيشون"، وتفجير خزانات البترول في حيفا وغيرها من العمليات.
21 مؤبدًا
حكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية في "اللد" بالسجن 21 مؤبا و15 عاما، وقد تنقل ما بين سجن عكا، والجلمة، والرملة، وفي داخل السجن كان فوزي قائدا يعمل لصالح الأسرى ويدافع عن حقوقهم.
في سنة 1982 حُرّرَ فوزي النمر من معتقله في إطار صفقة تحرير أسرى، متجهًا إلى الجزائر، ومن ثم إلى تونس، وهناك تزوج من المناضلة الأسيرة الأولى فاطمة البرناوي، التي تحررت هي الأخرى من السجون الإسرائيلية من خلال عملية تبادل أسرى، بعد أن كان قد حكم عليها بالسجن المؤبد.
رئاسة لجنة التواصل مع فلسطينيي الداخل
وتقديرا لتاريخ فوزي النمر النضالي ومجموعته، فقد أوكل إليه الرئيس الشهيد ياسر عرفات في حينه، مهمة رئاسة لجنة التواصل بين فلسطيني الداخل والشتات، والتي كان مقرها مكتب الرئيس في غزة.
لم تسمح سلطات الاحتلال لفوزي النمر من الإقامة أو حتى زيارة الأراضي المحتلة عام 1948 أو الضفة الغربية، حتى مفارقته الحياة في قطاع غزة المحاصر الذي رفض الفقيد مغادرته رغم حالته الصحية التي كانت تتطلب منه العلاج المستمر في الخارج.
توفيق فياض أرخ لتجربته النضالية برواية
كتب عنه الكاتب الفلسطيني الكبير توفيق فياض رواية تجربته النضالية بعنوان "قصة مجموعة عكا 1/778"، روى فيها تجربته النضالية وقصة العمليات الجريئة التي قام فيها داخل فلسطين التاريخية، والتي لم تعترف بها إسرائيل.
كان فوزي النمر يعاني من مرض "بركنسون" (الرعاش) وضمور في العضلات، أدى إلى إقعاده وعدم القدرة على الحركة، وقد أصيب في الفترة الأخيره بتقرحات في جسده، أدت إلى عدم قدرته على القيام بأي نوع من الحركة، وقد أدخل المستشفى عدة مرات بسبب انخفاض الضغط