هجرة وطن….
سقط شهابٌ من أبوابِ السما
يغزو البريّة َفي الليل ِاللائل ِ
يلهو ويمرح دون أن يدري
ما الجوى?!
مع صحبه على ضفّةِ نهرٍ راحل ِ
***********************
هبّت ريحٌ من الأرض ِلأخذه
معها، حتّى يموتَ ليولدَ
دعيني مع رفاقي، قال لها
أجري هنا، وهناكَ ألعبُ
قالت: ارتدِ ثوبكَ وهيّا بنا
لا يحيدُ الهوى عن أمرٍ منزَل ِ
***********************
ارتعدَ الثرى من صراخ ِأمّه
واختلطَ الندى بدموع ٍمن أسيل
يرتشفُ الحنانَ من جسدٍ هزيل
يتململُ لينثره للحياة
غنّت له وقلبها يعصفُ
بأجمل ِحبٍ عرفته الأمم
يمسكُ بالجدارِ صامتاً هادئا
ومن وطنه الصغير يأبى أن يرحلا
*************************
أبصرَ النورَ بالبكاءِ الأوّل ِ
والكلُّ من حوله غدا متبسّما…
رسَمَ مملكتَهُ بأحضان ٍ من هوى
وغابت عنه عيونُ المتسائل ِ
*************************
تناغمت الأوتارُ في معزوفةٍ
نثرت عليه سرائرُ من قُبل
وتقلّصت هموم الدنيا في ضحكةٍ
حملت معها ألفُ قطعةٍ من خجل.
*************************
حالة ُالأنام ِ تستصرخُ النوى
وكيف عنها لا يسل؟!
تجمّدت العيونُ
وارتعشت من رمادِ لوحةٍ
فصرخ يا أمي: ما الخوفُ؟ ما الوطنُ؟ ما الأمل؟
قالت: هذي أمورٌ ستبصرها غداً
أمّا الآنَ فعنها لا تَسَل!
**************************
هبَّ نسيمٌ في حلكةِ الظما
حين رآها تلبسُ الأسودا
يا أمي لِما ثوبَكِ هكذا؟!
وعيونُ النساءِ في دارنا تدمعا؟!
آهٍ يا بني!
قد قتلوا أباكَ…قتلوه
في غربةِ وطن ٍ قتلوه
بدمٍ باردٍ قتلوه
بضحكةٍ سافرةٍ تدوسُ أوراقَ الحِما…
**************************
طيورُ الحزن ِترتدي أثواب الردى
قطراتُ تربةِ تفوحُ في الفلا
في قهوةِ الموتِ
انبعاثٌ للسفر
لا تحزني يا أمّي على فراقي وأبي
فالموتُ حياةٌ
وأنا وطنٌ يأبى أن يرحلا….
بقلم الشاعرة عايدة مغربي هنداوي- عكا.