حرارة الاستعدادات للمعركة الانتخابية في البلدات العربية ترتفع وتدخل مرحلة الحملات الاعلامية والتنظيمية
مقابلة خاصة مع المستشار الاعلامي والتنظيمي وخبير ادارة الحملات الانتخابية سامي هواري: ادارة المعركة الانتخابية والحملة الاعلامية هي علم وفن
انتقلت معركة الانتخابات المحلية الى مرحلة جديدة عندما دخلت تعليمات وزارة الداخلية – والتي تنظم وتحد من تدخل ومساهمة وتورط موظفي السلطات المحلية في الانتخابات قبل 6 اشهر من موعدها- حيز التنفيذ في الاسبوع الماضي.
وتتميز هذه المعركة – كما هي عادتها في المجتمع العربي- بتعدد المرشحين وبالبدء في التفاوض للربط بين المجموعات والاحزاب والعائلات، كما تتميز بتنوع شخصيات المرشحين، فمنهم من هو "المثقف" المتحمس "للتغيير" ومنهم من هو "ممثل العائلة"، ومنهم من يعتبر "دخيلا" او "لاجئا" الامر الذي يدخل نوعا من التوتر والضغط على هذه المعركة، وهو شيء نحن بغنى عنه ونفضل ان نستبدله بمعركة انتخابية نظيفة وهادئة تنتهي على خير، خاصة اذا كان في مقدورنا ان نستفيد من التنوع والتباين وتن نجعلهما مصدرا للوحدة والقوة بدلا من جعلهما مصدرا للفرقة والتشرذم والضعف.
المرشح ليس سوبرمان والحل عند المهنيين والمستشارين
ومن الملاحظ انه في هذه الدورة الانتخابية يأخذ المستشارون على انواعهم والمهنيون من شتى المجالات دورا هاما في ادارة الحملات الانتخابية.
وفي محاولة لقراءة ما بين السطور التقينا المستشار التنظيمي والاعلامي، وخبير ادارة الحملات العكاوي سامي هواري للاستماع منه الى تقييمه للوضع.
وفي ذلك يقول المستشار هواري: "من المفضل – في المرحلة الاولى- أن يتم المبادرة الى التوقيع على "وثيقة شرف" بين المرشحين تنظم مبادئ التنافس وتضع الحدود له، بحيث يلتزم المرشحون جميعا بتنفيذ بنود هذه الوثيقة. وبالطبع سوف يكون السبق لمن يبادر الى طرح هذه الفكرة في بلده."
ويشير سامي الهواري الى انه يلاحظ في هذه المعركة الانتخابية المحلية الى استعانة المرشحين بالمهنيين واصحاب الخبرة والاختصاص، بعد ان توصلوا الى نتيجة انهم سوف يبقون في مؤخرة السباق ان لم يفعلوا ذلك، وتتنوع الخبرات من استشارة استراتيجية واعلامية الى ادارة يوم الانتخابات وتنظيم مراكز ومقار الحملات الانتخابية، ويقول في ذلك:" لقد توصل المرشحون الى نتيجة تقول انهم ليسوا "سوبرمان" او الرجل القادر على كل شيء، ان من يستمر بالتفكير بهذا الاسلوب سوف يواجه الواقع قريبا، اضافة الى ذلك، فقد حصلت تطورات تكنولوجية عديدة نستعين بها، نحن معشر المهنيين، تساعدنا على ادارة الحملات الانتخابية وتساعد على تحليل توجهات جمهور الناخبين وصياغة الرسالة الصحيحة والتي تمثل وتلخص الاهداف والمصالح التي يطمح المصوتون الى التوصل اليها."
ادارة المعركة الانتخابية والحملة الاعلامية: علم وفن
ونستنتج من الحديث مع المستشار هواري ان ادارة الحملات الانتخابية والاعلامية هي علم وفن، يشتمل على فهم عميق للتطورات والصيرورات التي تؤثر على الرأي العام وتبلور اجماعا حول مرشح معين دون غيره، بحيث يدخل في صميم هذه العملية عدد من المجالات، منها – على سبيل المثال – سرعة المرشح في صياغة رسالة واضحة وقابلة للفهم والتماثل من قبل الجمهور، اضافة الى وضع خطة عمل بسيطة وغير معقدة، كما يدخل في هذه العملية فنون مثل التصوير والتصميم الغرافيكي المنبثقان عن رؤيا ورؤية المرشح ومجموعته، وبالطبع هناك امكانيات اخرى منها الاختيار الصائب لوسيلة التوجه للجمهور من بين وسائل الاعلام المتنوعة. ولكن كل ذلك لا يغني عن حصول المرشح على القبول والشرعية من قسم ذا وزن من السكان في البلد، ولا يغني عن جودة التنظيم.
الانتخابات المحلية: ساحة لعب الاحزاب والعائلات
يعتمد المرشحون – في طريقهم لاحتلال كرسي الرئاسة- على اجسام منظمة ومجندة يدين افرادها بالولاء ويعملون من اجل ايصال مرشحهم الى مكتب الرئيس. وقد تنوعت الآراء والتحليلات بالنسبة للأحزاب والعائلات وعن ايهما افضل او هو دليل على التقدم والحداثة، فمنهم من قال ان الاحزاب هي الافضل والبعض قرر ان العائلات – في ساحة اللعب المحلية- هي ذات الافضلية. اما بالنسبة لمحدثنا – المستشار الاعلامي والتنظيمي سامي هواري- فان الاحزاب والعائلات على حد سواء هما وسيلتان عمليتان للوصول الى الهدف، ولا فرق بينهما. قد يكون هناك بعض الاختلافات ولكن النجاعة في الوصول الى الهدف تعتمد جودة التنظيم والولاء للمجموعة، وقدرتها – حزبا كانت ام عائلة- على تجنيد المؤيدين.
خطة عمل استراتيجية متكاملة
وينوه هواري انه يجب ان نتفهم تميز كل مرشح وطروف ترشيحه وظروف البلد التي يترشح بها، من اجل بناء خطة عمل استراتيجية متكاملة تبتعد عن العشوائية وطريقة اطفاء الحرائق وردود الافعال. هي خطة مفصلة الى اقصى الحدود مرفقة بجدول زمني دقيق للتنفيذ. يتم من خلالها اقامة مركو للقيادة وتوزيع المهام على افراد الطاقم – من ذوي الخبرة- والاتفاق على حدود صلاحياتهم ومسؤولياتهم.
هذا غيض من فيض، وما زالت المعركة في اولها لم يستعر أوارها بعد، وسوف يكون لنا – في اثناء السير نحو خط النهاية – لقاءات وتقارير وعديدة، فإلى لقاء