كانَت…
عَروس رائِعَة , فاقَ جَمالها كلَّ جَمال..
أم , تعبت وَأنجَبَت أطفال وَ أطفال..
أطعَمَتهم وَأسْقتهتم لِكي يُصْبحوا رِجال..
زَرَعَت بهم حُبها , حُب الله وَحُسنَ المَقال..
أرْضَعَتهم , لِكي لا يَنسوا مَلامِحَها!
أرْضَعَتهم لِكي لا يَستطيع عَدُوُّهُم مِنهم أن يَنال!
كانَت تعيشُ بطمأنينة , تنعَم براحَة البال,
وَفي يَوم هوجمَت , نزفت , وَكانت قَريبَة مِن الاغتيال!!
تشرَّدت , ظلمت ظلم يَفوق التصور وَالخيال,
حُمِّلت أعباءًا لا تقوى عَليها الجِبال,
هُجرَت وَفارَقت الأحْباب , وَنُعِتَ يَومها ب ِ (يَوْمُ الاسْتِقلال)!!
وَأصبَحت قيدَ الاحْتلال,
باتت مَنكوبَة , حَزينة , خالية مِن الجَمال,
تناشدُ أيُّ أحَد مارٍّ وَلكنها!
تُقابَلُ بالإهْمال!!
وَأطفالها الذينَ لم يَعودوا أطفال,
كبروا وَ أصْبَحوا رجال,
مِنهم مَن دافعَ عَنها وَكانَ مِن الشُّهَداء الأبطال,
ف َبَكتهُ بِدَمْع حارِق , وَصَرْخة أُعْتُبِرَت في الدّين حَلال!
وَليسَت "عَورَة" كما تعَلمنا خِلال الأجيال,
وَمنهُم مَن تركها تنزف حَتى الآن!!
نزيفُ قَيْدها , وَنزيف ابنها الذي لم يَسأل عَنها حَتى سُؤال!
وَمنهُم مَن تذكر أمه وَفضلها عَليهِ وَقامَ بالجدال..
وَأخذت تُقوّيه مِن بَعيد بَعيد , مِن خلف الظِلال!
وَمنُهم مَن سَلَّمَ أمرَه لرَبهِ وقال:
"هذا قضاء وَقدَر وَالقضاء ليسَ فيهِ جِدال"
وَمنهم مَن.ظنَّ أنهُ أراحَ نَفسَهُ!!
فَ باعَ أمه , أخوته وَنَكَرَ كل الأفضال!!
وَنسِيَ أنَّ الله خلقَ أمه , وَبَعَث لها أعظم الأقوال..
التي تهز عَرش السَّماء , تزعزع ما في الماء , تُذيبُ في وَقت ما التلال وَالجبال..
نَسِيَ أنَّ الله أوْصى بالقرب وَالوصال..
نَسِيَ أيْضًا , أن الله مَنَحَهُ العَقل وَقال لهُ:"أعقل وَعَليَّ الأتكال".
وَتناسى , خلقَ الله لهُ وَأخوتهُ مِن رَحم حَنون , تألم في المَخاض وَذاقَ الأهْوال..
وَنَسِيَ أهَمَّ شيء…
أنَّ الإنسان يفنى وَتبقى مِنه فقط الأعْمال!!
التي سَيُحاسَب عَليها…!
أزهار (أبو الخير) شعبان.