عكا: هل تستوف حقها ودورها في السياحة؟

541

 

 

لا يختلف اثنان على ان مدينة عكا وخاصة البلدة القديمة داخل الاسوار هي من اجمل المدن الساحلية في حوض المتوسط .فأسوارها وبحرها ومساجدها وكنائسها ومتاحفها وأزقتها وحاراتها ومينائها لخير دليل على جمال هذه المدينة..والسؤال المطروح ؟هل تستوف عكا حقها ودورها في السياحة كما يجب؟!..مراسل بكرا التقى اليوم بعدد من المسؤولين واصحاب المحال التجارية ليسلط الضوء اكثر على هذه القضية..

 

"كثرت الطباخين" وشاطت الطبخة

المرشد السياحي والحكواتي عبدو متى قال لمراسلنا:لا شك ان مدينة عكا تستنهض بعض المشاريع السياحية،وجزء منها له علاقة مباشرة بالمواطن العكي،لكن ومع ذلك فنحن لا نستفيد من السياحة كما يجب ويبقى الفتات فقط،ويبدو لي اننا لم نستوعب بعد الكنز السياحي في بلدنا،مع ان هناك بشائر خير اولية وان كانت في هذه المرحلة سطحية،فبعض الاهالي بدأوا يستوعبون اول بأول اهمية السياحة في التخطيط لمشاريع صغيرة تعود عليهم بالفائدة المالية،فالبعض بدأ بانشاء "غرف ضيافة" لاستقبال الزائرين والسواح..وعن المطبات والعوائق في تطور السياحة بشكل يكفل لاهالي عكا الاستفادة منها تابع متى:هذه القضية اشبة بكثرة الطباخين الذين يحاولون اعداد"طبخة"،فالقضية هي معركة مؤسسات بين بعضها البعض،وكل جهة تحاول ان تستثمر السياحة في مصلحتها،وعدم وجود برامج موحدة تلزم هذه المؤسسات في العمل الجدي يعرقل تطور السياحة في عكا،لكن هناك ضوء صغير في نهاية النفق وهو مدرسة حلمي الشافعي التي ادخلت ضمن منهاجها الدراسي في الثانوية موضوع السياحة،وهذا بحد ذاته يذوت الانتماء الحقيقي في نفوس الطلاب وتعلم اختصاصات في السياحة ما يعود بالفائدة عليهم مستقبلا

 

 

المظاهرات السياسية تلحق ضررا بقضية السياحة

اما عنان حجازي صاحب محل تجاري فقد قال:الحركة السياحية في عكا وخاصة في السنة الاخيرة كانت جيدة،ويلاحظ تحسن كبير في الحركة السياحية مع العلم اننا مدركون ان يحصل هبوط في السياحة بشهري 7-8 في العطلة الصيفية لقضاء الناس اوقاتهم في البحر وخارج البلاد،مع ذلك فنحن مع ان المردود الاساسي لاهالي عكا هو من مدخولات السياحة لذلك لا بد لنا ان نحافظ على وتيرتها بشكل افضل،من جانب اخر هناك عوامل مؤثرة على الحركة السياحية وفي راسها الامور السياسية،فاصحاب المحلات التجارية على اختلافها يعنيهم بالمحصلة ارتياد الزبائن الى محالهم ،لكن في السنوات الاخيرة شهدت عكا العديد من التظاهرات السياسية وخاصة في ايام السبت واعياد اليهود ما عاد بالخسارة على المحلات التجارية بسبب عدم الامان وتخوف الزائرين،من جهتنا تحدثنا في هذا الموضوع مع بعض السياسيين ولبوا طلبنا بعدم اقامة التظاهرات في ايام السبت والاعياد لان عكا تعج بالزائرين والسواح في هذا التوقيت،وفي الختام نحن نامل ان تف البلدية بوعودها وتنهي انشاء وافتتاح مواقف السيارات ليتسنى للزائرين التوافد الى عكا بشكل يسير

 

 

مشاريع حيوية تساهم في النهضة السياحية

أما ادهم جمل نائب رئيس البلدية فقال:دائما هناك حاجة للتطور اكثر،ولا ندع المثالية،لكن الوضع الحالي في الجانب السياحي جيد وهناك تقدم ملحوظ،ومن يتجول في البلدة يرى بأم عينه اعداد السواح الاجانب والزائرين من عرب ويهود في احياء وازقة عكا،وهذا الامر ليس محض صدفة،لأن عكا معترف بها كمدينة سياحية من قبل منظمة اليونسكو،وهذا ما شجع السواح من خارج البلاد الى زيارتها والتجول بين حاراتها وازقتها ومساجدها وكنائسها واسوارها،من جانب اخرى هناك عامل اخر في تطور السياحة في المدينة وهو الدور الذي تقوم به البلدية في تطوير الساحات والشوارع والاحياء والمشاريع العديدة التي تساهم في استقطاب السواح،فعلى سبيل المثال تم انشاء وافتتاح عدد كبير من مواقف السيارات التي تسهل على الوافدين الى البلدة ايقاف سياراتهم بيسر،وكذلك ترميم متنزه السور الشرقي والمتنزه الغربي وصيانة الشوارع والازقة،كل هذه الامور تصب في خانة تطوير السياحة ما يساهم ويعود بالفائدة على اهالي عكا العرب،وفي السنوات الاخيرة تم انشاء عدد من الفنادق في البلدة القديمة الامر الذي ساعد الزائر او السائح في قضاء عدة ايام في عكا دون ان يتركها للمبيت خارجها،لكن هناك ايضا امور سلبية تدفع بعجلة السياحة الى الوراء احيانا وهي قضية العنف في البلدة القديمة،لذلك طالبنا وما زلنا نطالب الشرطة بتكثيف تواجدها داخل الاسوار لحماية وحفظ الامن والامان للزائرين وتم نصب كاميرات مراقبة،وبالفعل ففي الفترة الاخيرة بدأنا نلمس انخفاض بحدة العنف بسبب التواجد المكثف لرجال الشرطة داخل البلدة القديمة

 

 

الشرطة والمراقبين يحررون المخالفات للزائرين

أما خالد اسدي صاحب محل تصوير استوديو الاهرام فقال:لا شك ان هناك جوانب عدة لموضوع السياحة في عكا،فمنها سلبية واخرى ايجابية، فمن جهة يزور عكا بشكل يومي اعداد كبيرة من اخواننا من القرى المحيطة وهذا يعود بالفائدة على المحال التجارية،لكن من اجل الدفع قدما بعجلة السياحة اكثر فعلى بلدية عكا الاهتمام بوسائل الراحة للزائرين والسواح على حد سواء،فلا يعقل ان يصل الزائر الى عكا ولدى مغادرته يجد على سيارته مخالفة سير من الشرطة او مراقبي البلدية،هذا الامر يعيق تطور السياحة ويعيدنا الى الوراء،ومن اجل ذلك على بلدية عكا الاهتمام اكثر في انشاء مواقف للسيارات بحيث تتسع للزائرين وباسعار مقبولة
 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار