انطلق يوم الثلاثاء الماضي مهرجان مسرحيد الثاني عشر، ويتخلل المهرجان العديد من العروض المسرحية وفعاليات للاطفال.. وفي الافتتاح تم تكريم الفنان جبر ابو حامد على ابداعاته الفنية في اللوحات النحاسية …ففي ركن دافىء من بستان الباشا، داخل حجرة ليست بالكبيرة وقف الفنان جبر ابو حامد امام لوحاته التي اثقلت كاهله صحيا، ابو حامد والذي تبدو عليه علامات التعب، وقد اكتست بشرته بالبياض كما شعره…التقاه مراسلنا ليطلعنا على هوايته المميزة وهي عبارة عن لوحات معدنية من النحاس وآية في الجمال….
يقول ابو حامد: تصنيع هذه اللوحات ليس بالامر السهل، وهذا العمل قد انهك بدني طوال سنين لان العمل في هذه اللوحات عبارة عن صب مادة الزفت الممزوجة بمواد ومعادن اخرى لها روائح كريهة على لوح من النحاس وتتصاعد منها روائح من مخلفات كيميائية..لكن ومع ذلك احاول الحفاظ على هذا التراث لكي لا يندثر، وحين سافرت الى مصر وشاهدت بأم عيني التراث الفرعوني وكيف عاش الفراعنة قبل الاف السنين ، وحفاظهم على تراث كل هذه السنوات، هذا الامر دفعني اكثر للحفاظ على هذا التراث ،وقد تمسكت اكثر بهذا التراث حين سافرت الى ايطاليا وشاهدت هناك لوحات انجلو وديفينشي ونقشهم على المعدن والحجر، فكان لا بد لي التمسك بهذا التراث العربي رغم الصعوبات…
وردا على سؤال مراسلنا حول تعلمه لهذا الفن قال ابو حامد: بعد النكبة بقليل جاء عدد من المهاجرين اليهود الليبيون الى عكا وكانوا يعملون في صب النحاس، وتعلمت على ايديهم منذ نعومة اظفاري، ومع مرور الايام والسنين اكتسبت خبرة في هذا الفن ..
وردا على سؤال مراسلنا حول الجدوى من هذا العمل وهل هناك مردود مالي قال: ابدا انا لا ابيع لوحاتي وهدفي فقط الحفاظ على هذا الارث، وأحيانا اشعر بتأنيب الضمير لأن هذا الارث ربما لن يستمر بعدي.