لجنة أمناء الوقف الاسلامي في مسجد الجزار تُتَوّجُ ثلاث سنوات من المشاريع والانجازات المباركة

 

 

ما بين ترميم المادة وتهذيب الروح… لجنة أمناء الوقف الاسلامي في مسجد الجزار تُتَوّجُ ثلاث سنوات من العطاء بباكورة من المشاريع والانجازات المباركة


سليم نجمي رئيس لجنة امناء الوقف الاسلامي : سنبدأ برعاية مشاريع من شأنها تهذيب الروح بعد انتهائنا من العمل في البناء

 

 

 

منذ ان تولت لجنة امناء الوقف الاسلامي في مسجد الجزار مهامها في ادارة شؤون الوقف الاسلامي في مدينة عكا وهي تسعى جاهدة وبكل ما اوتيت من قوة في خدمة الاوقاف الاسلامية بكل مجالاتها وانواعها ، أكانت في مجال المساجد وترميمها ، ومرورا بمقابر المسلمين وصيانتها وانتهاء بمساعدة العائلات الفقيرة ، كلُّ ذلك انطلاقا من فهما الواسع وادراكها بان الوقف الاسلامي وموارده انما أُنشىء لخدمة كلّ هذه المشاريع الخيرية والمقدسة.

وبالاضافة الى كل هذه الاعمال والمشاريع فان اللجنة أخذت على عاتقها بعملية تثبيت وتوثيق للاوقاف الاسلامية من خلال عملية بحث مستمرة ومتواصلة لكل المستندات والوقفيات المتعلقة بالوقف الاسلامي بهدف تثبيتها وتحرير ما تم مصادرته بغير وجه حق من قبل المؤسسات الحكومية ، ولا يغيب عن كل ذي عقل ان هذه العملية ليست بالهينة وتحتاج الى الكثير من الوقت والجهد والاصرار.

لقد مرّ على استلام مهامها لخدمة الاوقاف الاسلامية في عكا ما يزيد عن الثلاث سنوات ، وكانت اللجنة برئيسها السيد سليم نجمي واعضائها السادة الطيب خلايلة والدكتور حسام طافش والسيد مازن حبوش قد وضعت نصب أعينها سُلّما من الاولويات في ادارة شؤون الوقف الاسلامي ، لا سيّما وأنها تقف أمام العديد العديد من العقبات الكؤودة التي أُلزمت بالتعامل معها ولم تُخيّر بذلك خاصة ما يتعلق بالاوقاف الاسلامية التي تخضع لادارة شركة التطوير والتي قامت باستئجار العديد من مالكانات الوقف الاسلامي ولمدة تصل الى 99 عاما ومن خلال شروط مهينة وارباح زهيدة تعود على الاوقاف الاسلامية .

وكانت لجنة امناء الوقف الاسلامي قد وضعت برنامجا منظما لاعمالها ومشاريعها معتمدة في تنفيذ هذه المشاريع على الميزانيات الموجودة في صندوق الوقف ، هذا بالاضافة الى وضع خطة اشفاء لعملية معالجة القضايا المتعددة والمتعلقة بكثير من المستأجرين من الوقف الاسلامي والذيين قصروا في الماضي في دفع مستحقات الوقف الاسلامي التي في ذمتهم ، والتي تبين بأنها أموال طائلة كانت في عتاد المال الضائع والميت ، ولكنها عندما عولجت بطرق حكيمة ومن خلال عزيمة واصرار كانت هذه الاموال سببا لانعاش خزينة الوقف الاسلامي وسببا لتنفيذ العديد من المشاريع المباركة.

وفي مقابلة مع السيد سليم نجمي رئيس لجنة امناء الوقف الاسلامي في مسجد الجزار قال لمراسلنا بان اللجنة وبحمد الله تعالى قامت منذ توليها مهام ادارة الوقف الاسلامي وهي تعمل على قدم وساق لخدمة الاوقاف الاسلامية في المدينة ، وها نحن بحمد الله تعالى قمنا بافتتاح مصلى النساء في مسجد اللبابيدي والذي يتسع لما يقارب 200 امرأة ، وبودي ان أؤكد قبل ان اقوم بطرح لاهم المشاريع التي وفقنا الله على تنفيذها ، اننا عازمون باذن الله تعالى وبعد الانتهاء من ترميم الحجارة ، البدء برعاية مشاريع ثقافية ودينية من شأنها ان تهذب القلب والروح معا وترقى بالانسان الى مراتب السعادة الحقيقية التي تربطه بالخالق عز وجل .

 

اما بالنسبة لأهم المشاريع التي بادرت اللجنة بتنفيذها منذ توليها مهام ادارة الوقف الاسلامي فهي :

أ- ترميم الغرف الجانبية في مسجد الجزار والتابعة للمدرسة الاحمدية :

وهي الغرف التي تحمل بصمات جميلة من عبق الماضي العريق والذي يحمل في طياته تراثا عظيما ورّثته لنا المدرسة الاحمدية في مسجد الجزار ، هذه المدرسة التي خرجت من صرحها العلمي المبارك رجالا عظماء انتشروا في ربوع الارض ليبذروا حصاد علمهم على الناس. ولقد شهدت هذه الغرف عملية ترميم واسعة شملت الجدران والابواب والنوافذ مراعين في كل ذلك المعالم التاريخية والاثرية في ترميم الحجر واللبنات الداخلية والخارجية التابعة لهذه الغرف، ولقد بلغ اجمالي تكلفة هذا المشروع ما يزيد عن مئة الف دولار (100٫000 دولار) .

ب- ترميم وصيانة ميضأة الجزار التاريخية:

ان الزائر لمسجد الجزار ومنذ ان يدخل الى باحاته ويتجول فيها يشاهد امامه ذلك المبنى الصغير ، الذي تعتليه قبة اثرية جميلة ، ويجد تحت قبته العديد من الرجال الذي يجلسون على المقاعد المخصصة لهم ، ليتوضؤوا استعدادا لاداء فريضة الصلاة داخل المسجد ، هذا المبنى الجميل والذي يصل تاريخه الى تاريخ بناء مسجد الجزار الذي بني عام (1782) ومنذ ان تولت اللجنة مهامها لخدمة هذا المسجد وسائر الاوقاف المتعلقة به كان يعاني من خراب وتلف في جميع اجزائه ، الامر الذي دفع بهذه اللجنة باعداد خطة ترميم وتوفير ميزانية تليق بهذا المبنى التاريخي ليعود بعد ترميمه الى سابق مجده وليكون لؤلؤة تضيء وتزيّن باحات هذا المسجد ، علما بان اجمالي تكلفة هذاالمشروع وصل الى 240٫000 شاقل .

 

ج- ترميم وافتتاح مسجد اللبابيدي في عكا الجديدة بعد اغلاق دام اكثر من 64 عاما:

يقع مسجد اللبابيدي في الجهة الشمالية – الغربية خارج أسوار البلدة القديمة، بالقرب من شاطئ البحر، في نهاية شارع «الرشادية» (والذي يسمى اليوم «بن عامي»)، ولقد بني المسجد في فترة اشتدت فيها حاجة المسلمين إلى مسجد قريب يؤمه المصلون، بخاصة الذين سكنوا خارج الأسوار وبالقرب منه.

يُنسب بناؤه إلى ابن عكا الحاج أحمد بن عبد الله اللبابيدي الذي كان تاجرا ميسور الحال يمتلك عقارات وأراض، وقد بناه على نفقته الخاصة، كصدقة جارية، وأطلق عليه الناس اسم جامع «العمارات» لقربه من منطقة العمارات الجديدة التي بنيت في فترة متأخرة.

وأما تاريخ البناء فيعود لأوائل سنة 1930 ميلادي ‭‬ 1349هجري، وهذا التاريخ حفر على رخام أبيض زينته كتابات قدسية بريشة الخطاط «محمد علي» .

هذا وتزين جدران المسجد العديد من المخطوطات، لآيات وسور من القرآن الكريم من إبداعات الخطاط «محمد علي»، الذي خطها بالخط الفارسي، وقد برز منها (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) وسورة القدر، كما نقش فوق المحراب جزءا من آية (كلما دخل عليها زكريا المحراب) وسورة الضحى وسورة الانشراح، كما تظهر حكمة تقول «من آمن بالقدر أمن الكدر»، وفوق مدخل المنبر كتب بالخط الكوفي «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

ويظهر بالخط الديواني لوحة واحدة كتبت عليها الآية ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).. وقد جاء الجزء الأخير من الآية في لوحة كتبت بالخط الفارسي المظلل.

ولقد بُني مسجد اللبابيدي فوق قطعة أرض مساحتها دونم ونصف الدونم، حيث كانت تحيط بالمسجد حديقة كستها الأعشاب والأشواك لسنين طويلة، وكانت عامرة بالعديد من أشجار النخيل والتين والعنب، وما زال بعضها حيا اليوم، في حين نظفت الساحة الواقعة أمام المسجد، وأزيلت الميضأة من مدخل المسجد قبل سنوات.

ويقول الباحث المختص في شؤون عكا المربي نظير شمالي، إن بعضهم روى له أن أحمد اللبابيدي دفن زوجته الأولى « نزهة الدباغ» في هذه الحديقة، وإنه أعد لنفسه قبرا فيها، إلا أنه نزح إلى سوريا عام النكبة 1948م وتوفي هناك، ومنذ ذلك العام لم تقم في المسجد صلاة حتى افتتح مؤخرا.

هذا ومنذ ان استلمت لجنة امناء الوقف الاسلامي مهامها وضعت نصب اعينها ترميم هذا المسجد ترميما جذريا وافتتاحه للصلاة والعبادة بعد اغلاق للمسجد دام اكثر من 64 عاما حيث اقيمت فيه اول صلاة عيد للفطر وقد أمّ المصلين إمام المسجد الشيخ محمد زهرة .

يذكر بان لجنة الامناء السابقة برئاسة الاستاذ كمال جيوسي كانت قد قامت بعملية ترميم لسقف المسجد الذي كان آيلا للسقوط الا انها مُنعت من استكمال ترميمه وافتتاحه للصلاة والعبادة .

هذا وقد بلغ اجمالي تكاليف الترميم والافتتاح 600٫000 شاقلا .

 

د- تحرير مصلى النساء التابع لمسجد اللبابيدي وترميمه وافتتاحه مع بداية شهر رمضان المبارك هذا العام :

بعد ان قامت اللجنة وبفضل من الله بافتتاح مسجد اللبابيدي باشرت بخطى ثابته واصرار وعزيمة بمشروعها العظيم لتحرير مصلى النساء التابع للمسجد ، والذي كان بادارة جمعية النساء العكيات اللواتي كُنّ يتخذن من هذا المبنى مقرا لتنفيذ برامجهم ومشاريعهم ، وبعد مفاوضات مطولة بين اللجنة وجمعية النساء تم وبحمد الله تعالى اخلاء هذه الجمعية من هذا المبنى مقابل دفع مبلغ 180 الف شاقل تم جمعه من خلال اطلاق لجنة الامناء حملة تحت عنوان « اشتر سهما وشارك بتحرير مصلى النساء) هذه الحملة التي لاقت استحسانا واقبالا من قبل الاهل في مدينة عكا وضواحيها. ومن الجدير بالذكر وبحمد الله تعالى تم افتتاح مصلى النساء مع بداية شهر رمضان المبارك من هذا العام وذلك من خلال دعم العديد من اهل الخير .

هـ – ترميم وصيانة وتنظيم مقابر المسلمين في المدينة:

أما المشروع الاخير الذي ما زالت اللجنة تعمل وتعكف على تنفيذه فهو مشروع ترميم مقابر المسلمين في المدينة ( مقبرة النبي صالح والمقبرة الشرقية) هذه المقابر التي كانت تعاني من اهمال كبير وفوضى غير مقبولة من قبل الاهل في طريقة دفن موتاهم ، فمن جهة نرى بان الاشجار القديمة والزائدة تنتشر في ارض المقبرة والتي تسببت باتلاف العديد العديد من القبور بسبب انتشار جذورها بين القبور ، ومن جهة اخرى نرى بان طريقة دفن الموتى من قبل الاهل ساعدت على استهلاك قطعا كبيرة من الارض لعدد قليل من القبور.

لهذا وانطلاقا من الحفاظ على كرامة الاموات رأت لجنة امناء الوقف الاسلامي لزاما عليها ان تقوم بعملية ترميم جذرية لهاتين المقبرتين ابتداء من تنظيفها تنظيفا كليا وتنظيم وتقسيم ارض المقبرة بطريقة من شأنها ان تتسع لاكبر عدد من القبور ومرورا بعملية ترميم جذرية للعديد من القبور القديمة والايلة بالهدم والسقوط ، وانتهاء بإعداد اماكن منظمة ومرتبة للعزاء داخل المقبرة ، هذا بالاضافة الى تنظيم شبكة الكهرباء والمياه في المقبرتين. هذا وقد بلغ اجمالي تكلفة هذا المشروع حتى الآن ما يزيد عن 800٫000 شاقلا .

و- لجنة الامناء تتبنى رعاية مدرسة الفرقان لتحفيظ القرآن في عكا:

بعد أن تعمقنا في الحديث عن الانجازات العظيمة والمباركة للجنة الامناء في مجال ترميم المادة والجدران والمساجد والمقابر ، فاننا لن ننسى أبدا ما بدأت به اللجنة من دعم لمجال تهذيب النفس والروح ، وترسيخ لقيم هذا الدين العظيم في عقول وقلوب ابنائنا وشبابنا في مدينة عكا ، واولى هذه المحطات التي بدأت اللجنة بدعمها ماديا ومعنويا هي محطة تحفيظ القرآن الكريم متمثلة بمدرسة الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم ، هذه المدرسة التي تتخذ من مسجد البرج مقرا لها ، علما بأن هذه المدرسة المباركة قطفت اولى ثمارها قبل عام وهي تخرج ثلاثة من طلابة حفظة لكتاب الله تعالى، وقد قامت لجنة الامناء بتكريم هؤلاء الطلبة بالاضافة الى تكريم باقي الطلاب الذين يحفظون اجزاء عديدة ومتفاوتة من كتاب الله من خلال حفل مميز حضره اولياء امور الطلاب بالاضافة لحضور ثلة من شخصيات دينية واجتماعية من المدينة وخارجها.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار