دعتني الى منزلها في حي الفاخورة بمحاذاة الشاطئ الغربي من مدينة عكا حيث تسكن مريم الياس(49)،وكانت في انتظاري بجانب بيتها،بيتها الفسيح الذي ورثته من والديها،وهواء البحر يلفح صدري ووجهي لاشعر ببرودة الجو برغم رطوبته..استقبلتني الياس بوجه بشوش ،وجه صائم حقيقي…لكني لاحظت امرا غريبا في خطواتها فسألتها عن الامر لتبدأ روايتها قائلة: تعرضت لحادثة قبل سنة حين صدمني القطار في محطة عكا وأجريت لي العديد من العمليات الجراحية،وحتى ذلك اليوم كنت اعمل في مطبخ مطعم السرايا….ولدى دخولي الى البيت ومشاهدة صالته الفسيحة التي تطل على البحر كانت شقيقتها منهمكة في اعداد وتحضير الطعام،فوقفت مريم تساعد في اعداد الطعام مع انها لا تقوى على الوقوف كثيرا بسبب الحادثة التي تعرضت لها لتقول:اصوم شهر رمضان منذ اكثر من 30 عاما،واستذكر تلك الايام قبل سنين عديدة حين كانت والدتي رحمة الله عليها تحضر لي طعام الافطار مع اذان المغرب،وتتابع الياس: كنا نعيش في حي اخر وجيراننا كانوا بغالبيتهم من الطائفة الاسلامية،وحين كنت في الثانية عشرة من عمري عشقت رمضان والصيام وبدات اصوم منذ ذلك الوقت،وكن اخواتي ايضا يصمن قبل زواجهن،وتتابع الياس: في الصباح اقوم وشقيقتي المتزوجة بتحضير طعام الفطور لاولادها وهذا امر عادي ولا يغريني بتاتا،واحدى بنات اختي برديس في الثانية عشرة من عمرها تصوم احيانا وتصلي بشكل يومي صلاة التراويح في جامع الجزار،وتختم الياس: حين ينتهي رمضان ويقبل عيد الفطر اصطحب برديس في اجمل ثيابها(ثياب العيد) ونخرج الى البلدة القديمة لتلهو مع الاطفال المسلمين ونركب الحنطور سوية