أزمة أوكرانيا.. بوتين يتهم الغرب بعدم الجدية بشأن الضمانات وواشنطن تكرر تحذيرها لموسكو

الجيش الروسي واوكرانيا

اتهمت روسيا أمس الجمعة الغرب بعدم الجدية في ما يتعلق بالضمانات الأمنية، وأكدت أنها لن تقبل بمجرد وعود بهذا الشأن، وفي حين كررت واشنطن تحذيراتها لموسكو من عواقب وخيمة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من اندلاع نزاع مسلح تكون نتائجه كارثية.

فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إن الغرب ليس مستعدا لبحث هواجس روسيا الأمنية بشكل جاد.

end of list

واتهم بوتين كييف بعدم الرغبة في تنفيذ اتفاقية مينسك بشأن إنهاء الصراع المستمر في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، قائلا إن على السلطات الأوكرانية التحاور مع الانفصاليين.

وأكد الرئيس الروسي أن المناورات العسكرية الجارية في بيلاروسيا دفاعية ولا تهدد أحدا، مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره البيلاروسي التعاون الدفاعي بالتزامن مع الأنشطة المتزايدة لقوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) على حدود روسيا.

من جهته، قال لوكاشينكو إنه وبوتين بحثا إمكانية اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر، وأضاف أنه لأول مرة يكون هناك خطر فعلي لنشوب حرب، وعزا ذلك إلى ما وصفها بـ”حماقة ساسة الغرب”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال -خلال مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس- إن بلاده مهتمة بالتوضيح للولايات المتحدة وحلف الناتو بالتفصيل أنه لا يمكن لموسكو أن تقبل بالوعود في المسائل الأمنية، على حد تعبيره.

وأضاف لافروف أن الغرب يحدث ضجيجا لا سبب له بشأن أوكرانيا، بهدف تحقيق مصالح جيوإستراتيجية، مشيرا إلى أنه ونظيره الأميركي مهتمان بمتابعة اللقاءات بينهما بما يخدم الخطط والمصالح بينهما.

وكانت روسيا سلمت أمس الخميس ردا خطيا على رد سابق للولايات المتحدة والحلف الأطلسي على المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية التي تريدها موسكو، وفي مقدمتها عدم تمدد الناتو شرقا نحو حدودها بضم أوكرانيا ودول أخرى بشرق أوروبا.

ونفت روسيا -في هذا الرد الخطي- أن تكون لها نية لغزو أوكرانيا، لكنها حذرت من أن ضم جارتها الغربية للناتو قد يؤدي إلى نزاع  عسكري مباشر.

وتؤكد واشنطن وحلفاؤها أن روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي حول أوكرانيا استعدادا لمهاجمتها خلال أيام، وهو ما تعتبره موسكو دعاية غربية.

 

عواقب وخيمة

في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيواجه بعواقب وخيمة، مكررا تحذيرات سابقة أطلقها كبار المسؤولين الأميركيين.

وقال بلينكن -في كلمة بمؤتمر ميونخ للأمن- “نريد أن نبعث رسالة واضحة إلى روسيا بأن أي اعتداء جديد على أوكرانيا ستكون عواقبه وخيمة”، معتبرا أن التصعيد في منطقة دونباس خلال الساعات الـ24 الماضية جزء من سيناريو روسي لاختلاق استفزازات من أجل تبرير عدوان جديد على أوكرانيا.

ووسط تحذيرات أميركية من تدخل عسكري روسي وشيك في أوكرانيا، يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة -للمرة الثانية خلال أسبوع- محادثات بشأن الأزمة الأوكرانية مع عدد من القادة الغربيين.

ومن المقرر أن يتحدث بايدن -عبر تقنية الفيديو- مع قادة كل من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا والاتحاد الأوروبي ومع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

وكان الرئيس الأميركي وقادة غربيون حذروا روسيا مرارا من أنها ستواجه عقوبات قاسية في حال أقدمت على اجتياح أوكرانيا.

 

التزام بالدبلوماسية

وفي حين سُجلت حوادث إطلاق نار عديدة خلال الـ24 ساعة الماضية في إقليم دونباس، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا التزام بلاده بشكل كامل بالحل الدبلوماسي للنزاع، مؤكدا أنه ليست لدى كييف أي خطط لشن هجمات في دونباس.

ونفى كوليبا بشكل قاطع ما وصفها بالتقارير الروسية المضللة عن قيام أوكرانيا بعمليات هجومية مزعومة في إقليم دونباس.

لقاء بلينكن ولافروف

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال السفير الروسي لدى بريطانيا إن فنلندا وسويسرا عرضتا استضافة لقاء بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وكان بلينكن قال -أمس الخميس خلال جلسة في مجلس الأمن- إنه عرض على لافروف أن يلتقيا الأسبوع المقبل في أوروبا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الروس ردوا باقتراح مواعيد في نهاية الأسبوع المقبل، وهو ما وافق الجانب الأميركي عليه شرط ألا يقع غزو روسي لأوكرانيا.

في السياق، جرى اليوم الجمعة اتصال هاتفي جديد بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الروسي سيرغي شويغو، وقال أوستن إنه دعا شويغو إلى خفض التصعيد وعودة القوات الروسية المحيطة بأوكرانيا إلى قواعدها وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة.

من جهته، قال وزير الأمن البريطاني داميان هيندر إنه لا يزال هناك مخرج من الأزمة الراهنة بين أوكرانيا وروسيا، وحث موسكو على اتباعه.

بدورها، قالت الخارجية الهولندية اليوم الجمعة إن هولندا تواصل السعي إلى حل دبلوماسي للأزمة، وأضافت أن أوكرانيا يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها.

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس بدأت أمس الخميس زيارة إلى كييف، وذلك في إطار تحركات دبلوماسية تستهدف نزع فتيل حرب محتملة.

 

حرب كارثية

في هذه الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم الجمعة- من اندلاع نزاع مسلح بسبب الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن الحرب إن اندلعت ستكون كارثية.

وقال غوتيريش -خلال مؤتمر ميونخ للأمن- إنه يجب حل الخلافات بشأن الأزمة الأوكرانية بشكل سلمي وعدم تهديد الاستقرار في العالم.

وأضاف أن الحرب الباردة تعود، وأن هناك حاجة إلى آليات تسمح بمواجهة خطر الحروب.

كما قال الأمين العام للأمم المتحدة إن على أطراف الأزمة الأوكرانية الحذر في التصريحات وفي ما يتم تقديمه من روايات.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية اليوم الجمعة إن حل القضية الأوكرانية لا يكون بالضغط والتهديد بفرض عقوبات والتحريض على المواجهة.

وشدد على ضرورة التعامل بشكل صحيح مع المخاوف الأمنية التي وصفها بالمشروعة لجميع الأطراف.

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إلى وقف التصعيد في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، قائلا إن الضغط العسكري الروسي لم يتراجع.

المصدر : الجزيرة + وكالات
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار