الشيخ إبراهيم صرصور للوزير لابيد : " مؤامرة بيع خان العمدان في عكا خطوة لإنهاء الوجود العربي في المدينة . " …
في رسالته لرئيس الحكومة ( بنيامين نتياهو ) طالب إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، بإلغاء كل الخطط الحكومية وغيرها ذات العلاقة مع الموقع الأثري الإسلامي في عكا والمعروف ب – ( خان العمدان ) ، والتي تهدف كلها إلى بيعه للقطاع الخاص بدل الحفاظ عليه وترميمه بما يخدم الحياة الثقافية والسياحية في المدينة العريقة ، معتبرا الخطط لبيعه مؤامرة على هوية عكا العربية والإسلامية وجزءا من عملية تفريغ المدينة من سكانها العرب تمهيدا لتهويدها.
وقال : " نشرت سلطة تطوير عكا مؤخرا مناقصة تعرض فيها خان العمدان في مدينة عكا للبيع للمستثمرين بهدف تحويله إلى فندق ، وطمس معالمه العربية والإسلامية ، الأمر الذي ترفضه الفعاليات العربية والإسلامية لأسباب مبدئية وموضوعية ، تؤيدهم في ذلك جهات يهودية ودولية ترى في هذا المعلم التاريخي كنزا أثريا يجب الحفاظ عليه لمصلحة الحياة الثقافية لمجموع المجتمع الإنساني فوق كونه معلما إسلاميا وعربيا يجب أن يحتفظ بمكونات هويته الأصلية . " ….
وأضاف : " لقد عملت إسرائيل – مع الأسف – منذ قيامها بتنفيذ خطط لتعزيز قبضتها على فلسطين ترتكز إلى ثلاثة محاور . الأول ، تهجير أهلها الأصليين / الشعب الفلسطيني الذي عاش على ترابها منذ آلاف السنين . الثاني ، مصادرة أراض فلسطين وإحلال المهاجرين اليهود الجدد فيها . وثالثا ، طمس ملامح هوية الأرض الدينية والقومية الإسلامية والعربية من خلال مصادرة الأوقاف وتدمير المقدسات استحقت معه أن تحصل على علامة ( صفر ) حسب آخر تقارير الأمم المتحدة حول الحقوق الدينية في دول العالم ، حيث استعملت لتحقيق هذا الهدف كل الوسائل المحرمة من تدمير وتحويل وبيع وتغيير جذري لمعالم هذا التراث القديم والحديث الذي ملأ أرجاء فلسطين منذ الفتح الإسلامي.".
وأكد النائب صرصور على أنه : " لا بد من بذل الجهود بالتعاون مع الفعاليات السياسية والمجتمعية في عكا للشروع في حملة لاستنقاذ ( خان العمدان ) ، وتجنيد كل الهيئات المحلية والدولية لدعم هذه الجهود لحماية هذه المعلم التاريخي وتحريره من يد شركات حكومية وبلدية تحمل أجندة مضاعفة سياسية وتجارية . " ….
هذا ويعتبر خان العمدان من أجمل المعالم العربية والإسلامية في البلاد ، وقد بناه أحمد باشا الجزار، والي عكا عام 1785 بالقرب من الميناء لخدمة القوافل التجارية ، حيث كانت عكا في عهد الجزار وحتى أواخر القرن التاسع عشر مركزا لتصدير الحبوب المستوردة ، حيث كانت تصل عكا يوميا وعلى مدار الموسم آلاف الجمال المحملة بالحبوب لشحنها عبر البحر .
وكان التجار والزوار ينزلون في خانات المدينة وأشهرها خان العمدان وخان الفرنج وخان الشواردة . ويعتبر خان العمدان من أبرز وأشهر الخانات في فلسطين عامة ، وهو قريب من الميناء . يتم الدخول إلى الخان من ساحة عمومية فسيحة من الناحية الشمالية عبر بوابة مقنطرة يعلوها برج عصري ، وهو يحتوي على باحة كبيرة محاطة بالعمدان . بني في مدخل الخان عام 1900 برج الساعة بمناسبة مرور 25 عاما على تولي السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة العثمانية. خان العمدان هو من الأوقاف الإسلامية التابعة لأوقاف الجزار ، ويسمى أيضاً بخان الجزار .
سيطرت ( سلطة تطوير عكا القديمة ) على الخان ، كما سيطرت على مئات العقارات الأخرى التابعة لوقف الجزار وباقي الأوقاف الإسلامية في مدينة عكا . تعمل سلطة تطوير عكا منذ إنشائها على تهويد مدينة عكا ونقل هذه الأوقاف لأيدي غريبة بهدف طمس معالم المدينة العربية والإسلامية ، بعد أن طردت السكان العكيين الذين يسكنون في الخان.