بعد تفعيل “قوة الرد” لأول مرة.. هل يقترب الصدام العسكري بين الناتو وروسيا ؟

الناتو

الأمين العام لـ”الناتو”: نحن بحاجة لتفعيل معاهدة الدفاع

 

من بين 14 مادة تمثل الإطار الرسمي لاتفاقية تأسيس حلف الناتو، تبرز المادة الخامسة؛ إذ تؤكد أن أي اعتداء على أي دولة عضو يُعد اعتداء على بقية الدول الأعضاء، ويستلزم على الفور تفعيل آلية الدفاع المشترك عن النفس بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.

معلقون عسكريون لا يستبعدون أن يلجأ بوتين إلى التصعيد تجاه حلف الناتو (الجزيرة)

واشنطن– مع احتدام المعارك المصاحبة للغزو الروسي لأوكرانيا، يتخوف كثير من المعلقين الأميركيين من مغبة الانزلاق لمواجهة عسكرية لا تسعى إليها روسيا ولا حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).

وأوكرانيا ليست عضوا في حلف الناتو؛ لذلك أكد الرئيس الأميركي جو بايدن عدة مرات عدم وجود أي نية للتورط العسكري الأميركي في القتال الدائر، والاكتفاء بتقديم مساعدات للجانب الأوكراني، وفرض عقوبات على روسيا.

end of list

ورغم تعهد بايدن، فإن دول حلف الناتو المتاخمة لأوكرانيا أصبحت في حالة تأهب قصوى. وتشارك أوكرانيا حدودا دولية مع 4 دول أعضاء في الحلف، وهي بولندا، ورومانيا، والمجر، وسلوفاكيا. ومع قرب سيطرة الروس على أوكرانيا، وفق العديد من المؤشرات، ترتفع مخاوف تصعيد الموقف ليصل إلى مواجهة عسكرية مع واشنطن أو حلف الناتو.

وللمرة الأولى في تاريخه، قرر حلف الناتو أمس الجمعة تفعيل قوة الرد التابعة للحلف كرد دفاعي ووقائي على الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

الناتو يتأهب

وذكر الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أن قوة الرد التابعة للناتو ستتألف من 40 ألف جندي مدربين تدريبا عاليا وجاهزين للقتال، وأكد ستولتنبرغ أن هذا جزء بسيط من قوة الحلف.

وفي بيان منفصل، قال القائد الأعلى لقوات حلف الناتو، الجنرال تود وولترز، إن الحلف “قام من الناحية التشغيلية بمواءمة قواته البحرية والبرية والجوية والفضائية والسيبرانية للدفاع عن سيادتنا في دول الحلف”. وأضاف وولترز “جنودكم، بحارتكم، طياروكم، ومشاة البحرية على استعداد لحماية كل متر من أراضي دول الحلف”.

تزايد المخاوف الأميركية

وأشارت شبكة “سي إن إن” (CNN) إلى صياغة إدارة بايدن اقتراحا لتقديمه لموسكو من أجل فتح خط اتصال مباشر بين الجيشين الروسي والأميركي لإخطار بعضهما بعضا بعدد من العمليات الجوية المحتملة، لا سيما مع وجود الجيشين على مسافة قريبة إلى حد ما.

وقد يعرقل هذه الخطوة تزايد دعوات أعضاء الكونغرس من الحزبين بضرورة أن تقدّم أجهزة الاستخبارات الأميركية أحدث ما لديها من معلومات وبصورة دورية للجانب الأوكراني، لمساعدته على دحر الغزاة الروس.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أمس الجمعة -على لسان المتحدث الرسمي بالبنتاغون، جون كيربي- أن “الجيش الأميركي سيقدم مساعدات قاتلة إضافية لأوكرانيا، وأنه يعمل من خلال الإمدادات اللوجستية للتسليم، نظرا للظروف المحيطة بالمجال الجوي فوق أوكرانيا حاليا”.

وأكد “نواصل البحث عن سبل لدعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها، ونحن منخرطون بنشاط في تلك الجهود لمساعدتهم على الدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل من خلال المساعدة القاتلة وغير الفتاكة على حد سواء”.

تعهد جاد من بايدن

وفي خطابه للشعب الأميركي أول أمس الخميس، أكد بايدن مرة أخرى على تجنب التورط العسكري المباشر في الأزمة الأوكرانية، وقال “اسمحوا لي أن أقولها مرة أخرى: إن قواتنا لا تشارك، ولن تشارك، في الصراع مع روسيا في أوكرانيا؛ قواتنا لن تذهب إلى أوروبا للقتال في أوكرانيا، ولكن للدفاع عن حلفائنا في الناتو وطمأنة أولئك الحلفاء في الشرق”.

وأضاف بايدن -موضحا للمشككين في تعهده بخوض الحرب حال وقوع اعتداء على أحد الدول الأعضاء في حلف الناتو- أنه “ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة وكل حلفاء الناتو سيوفون بالتزاماتنا بموجب المادة 5، التي تنص على أن الهجوم على أحد الحلفاء يعد هجوما على الجميع”.

ومن بين 14 مادة تمثل الإطار الرسمي لاتفاقية تأسيس حلف الناتو، تبرز المادة الخامسة، إذ تؤكد أن أي اعتداء على أي دولة عضو يُعد اعتداء على بقية الدول الأعضاء، ويستلزم على الفور تفعيل آلية الدفاع المشترك عن النفس بما في ذلك من استخدام للقوة العسكرية.

من جانبه، قال مايك تيرنر، النائب الجمهوري بمجلس النواب وعضو لجنة الاستخبارات، إن أميركا ستحتاج إلى المشاركة والتدخل عسكريا إذا تعرضت الدول أعضاء الناتو المجاورة لأوكرانيا لهجوم.

وفي حديث مع شبكة “فوكس” (Fox) الإخبارية، أشار النائب تيرنر إلى أن “ما نراه هو أن روسيا، تحت قيادة بوتين، غزت ديمقراطية منتخبة بشكل صحيح -دولة مستقلة- منتهكةً القانون الدولي، وهو ما يمثل تهديدا لأوروبا وتهديدا لحلفائنا في حلف الناتو، وبالتالي تهديدا للولايات المتحدة”.

 

أخطاء لا يرغب فيها أحد

وعرض المعلق والخبير في الشأن الروسي، توم نيكولاس، سيناريوهات متشائمة يمكن أن تنزلق إليها روسيا أو حلف الناتو وتؤدي لكارثة صدام مسلح لا يرغب فيه كلا الطرفين.

وأشار نيكولاس إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا ليس أزمة نووية بعد، بيد أن القلق بشأن دور الأسلحة النووية أمر مفهوم تماما، ولا يمكن إغفاله.

وتحدث نيكولاس عن عدة سيناريوهات لأخطاء كارثية قد تقع بسبب فوضى القتال، خاصة أن موقع أوكرانيا إستراتيجي في منطقة مزدحمة بقوات روسية وقوات الناتو على الجانب الآخر، ومن هذه الأخطاء:

  • قد يطلق الروس النار على طائرات الناتو في حال أخطأوا بتحديد مسارها.
  • قد يعتقد الروس خطأ، تعرض الطائرات الروسية لهجوم من قبل قوات حلف الناتو.
  • قد تطلق قوات الناتو النار بالخطأ على قوات روسية داخل أوكرانيا.

وأشار نيكولاس إلى أن الحوادث هي جزء لا مفر منه من الحروب، وأن أيا من هذه الأخطاء قد يقربنا خطوة من صراع نووي.

في الوقت ذاته، يشير معلقون عسكريون إلى أن بوتين قد يلجأ من جانبه إلى التصعيد تجاه حلف الناتو في عدة حالات، منها وقوع عدد كبير من الضحايا الروس أكبر مما يتوقعه بوتين شخصيا، بحيث لا يجد مفرا إلا إلقاء اللوم على الغرب بدلا من الاعتراف بعدم كفاءته أو أخطاء قادته، وفي هذه الحالة قد يلجأ بوتين للتهديد باللجوء للخيار النووي كوسيلة للوقوف في وجه واشنطن.

المصدر : الجزيرة

 

 

 

 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار