اكتشاف كوكب جديد تتبخر الصخور على سطحه

نجوم

يأمل الباحثون أن تساعد الأبحاث -إلى جانب دورها في دراسة العوالم البعيدة- في تحقيق فهم أفضل لطبيعة المناخ على كوكبنا، والكيفية التي يمكن أن يتطرف بها مستقبلا.

يبدو أن التلسكوب “هابل” لا يزال قادرا على إعطائنا وجهة نظر غاية في الغرابة عن الكون الواسع من حولنا، حيث تمكن فريقان بحثيان دوليان من استخدام بياناته مؤخرا لاكتشاف وجود كوكبين غاية في التطرف من حيث المناخ الخاص بكل منهما.

end of list

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة “نيتشر” (Nature) في السابع من أبريل/نيسان الجاري، بيّن العلماء سمات كوكب جديد سمي “واسب-178 بي” (WASP-178b)، ويقع على مسافة حوالي 1300 سنة ضوئية من أرضنا، يعني ذلك حوالي 13 ألف تريليون كيلومتر.

ووفق الدراسة الجديدة، فإن هذا الكوكب يحتوي على غلاف جوي صاف مثل الأرض، لكنه غني بغاز أول أكسيد السيليكون.

وأشار الباحثون -وفق بيان رسمي من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)- أن لهذا الكوكب وضع ثابت من حيث الليل والنهار، فأحد جانبيه يواجه شمسه بشكل دائم، والآخر يواجه الظلام الكوني الواسع، ما يعني أن غلاف الكوكب الجوي في حالة دائمة من التغير، حيث ينسحب الهواء الساخن من الجانب المواجه للشمس إلى الجانب الليلي.

وينتقل الهواء إلى الجانب الليلي بسرعات فائقة تتجاوز 3 آلاف كيلومتر في الساعة، وفي هذه الحالة يبرد أول أكسيد السيليكون بدرجة كافية ليتكثف في صورة صخور تسقط من السحب في صورة أمطار، بينما على الجانب النهاري منه، تتبخر الصخور من شدة الحرارة.

كوكب عاكس

وفي الورقة البحثية الثانية التي نُشرت في دورية “أستروفيزكال جورنال ليترز” (Astrophysical Journal Letters)، كشف الفريق البحثي الثاني عن كوكب شبيه بالمشتري، شديد الحرارة، سمي “كيلت 20 بي” (KELT-20b)، يقع على مسافة حوالي 400 سنة ضوئية من الأرض.

ووفق الدراسة، فإن النجم الخاص بهذا الكوكب يرسل دفقات قوية من الأشعة فوق البنفسجية إلى “كيلت 20 بي”، وهذا يؤدي إلى تسخينه لدرجة أن المعادن في الغلاف الجوي الخاصة به تتجمع لتكوين طبقة حرارية قوية جدا تعكس ضوء النجم.

لكن الغريب في الأمر -وفق الدراسة- هو أن النجم الذي يدور “كيلت 20 بي” حوله يشبه الشمس في تركيبه، ما يعني أن الفارق الذي تسبب في تحوله إلى عملاق فائق السخونة هو دفقات الإشعاع البنفسجي فقط.

ويشير ذلك إلى أن طبيعة النجوم تؤثر إلى أدق حد ممكن في طبيعة الكواكب التي تدور حولها، فحتى مع التشابه في الفئة الطيفية، قد تختلف الشمس عن مثيلاتها في قدر يسير من هذا الإشعاع أو ذاك، ما قد يصنع فارقا كبيرا إلى حد التأثير على احتمال وجود الحياة من عدمه.

ويأمل الباحثون أن تساعد الأبحاث من هذا النوع، إلى جانب دورها في دراسة هذه العوالم البعيدة، في تحقيق فهم أفضل لطبيعة المناخ على كوكبنا، والكيفية التي يمكن أن يتطرف بها مستقبلا.

المصدر : ناسا
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار