اغتصاب فلسطين، نكبة، نقمة وخذلان… بقلم: عمر رزوق الشامي

القصيدة التي ألقيتها في مهرجان أيار الأدبي الأولالبقاء والانتماء” 23/5/2022

اغتصاب فلسطين

نكبة، نقمة وخذلان

سادَ الهلاكُ بغفلةِ الإنسانِ

فغزا الشواطئَ خادمُ الشّيطانِ

فانظرْ فلسطينَ التي قد أجهضتْ

من شِدّةِ التّعذيبِ والطّغيانِ

انظرْ فلسطينَ الحزينةَ تشتكي

تذري الدّموعَ بلهفةِ الظّمآنِ

فالغادرونَ على حماها حُكّموا

والتّائهون بخمرةِ النّسيانِ

ثكلى هو الزّيتونُ فوقَ جبينها

والياسمينُ بزحمةِ الأشجانِ

والقانتونَ بسورِها قد صُلّبوا

والخانعونَ بإمرةِ السّلطانِ

أُحتلَّ أقصى المسلمينَ مكيدةً

من مُجملِ الأعداءِ والخُذلانِ

سبعون عاماً ثمَّ ثِلثاً سطّروا

للنّكبةِ الكأداءِ والحرمانِ

هي طعنةٌ في لُبِّ أمّتنا فلا

تتقاعصوا عن صرخةِ الميدانِ

علّمْ حفيدكَ ما استطعتَ مُخبِّراً

عن نكبةِ الأهلونِ والخلّانِ

آهٍ على عُمْرٍ يمرُّ بلوعةٍ

مما ألمَّ بغربةِ الوِجدانِ

لهفي عليكِ وقد أُخُذتِ أسيرةً

تتعاركينَ وأعْقُبَ النيرانِ

والقدسُ في قيدِ العدوِّ أسيرةً

نزّتْ دماءُ العينِ تحتَ بناني

يا قدسُ أرتالُ الرّجالِ تهيأتْ

في راحتَيكِ كثورةِ البركانِ

مسرى الرسولِ أتقبلونَ وَضارَهُ

مهدُ المسيحِ من العدّوِ يُعاني

يا ثالثَ البيتِ العتيقِ زمانُنا

زمنُ الرّجالِ على خُطى الوِلدانِ

زمنُ الخطاباتِ اللهيبةِ بينما

سُطّرنَ من ضَرَمٍ على الحيطان

يا نسلَ يعربَ ويل كلَّ مُخادعٍ

خانَ القضيّةَ رافعَ الأغصانِ

يرجونّ للوطنِ البديلِ توافُقاً

ويسرولون العدلَ بالبطلانِ

ويحدّثونَ الغربَ باسمِ مُطبّعٍ

ويرسّخونَ الخصمَ بالأوطانِ

هُبّي فلسطين الأبيّةِ إنّهم

عشقوا المناصبَ والحضور الفاني

خضعوا لأنّ الذّلَ سلمٌ آمنٌ

وونَوا كلام الله في القرآنِ

مهما البُغاةُ تكالبت أجنادهم

فسيغرقونَ بفَورةَ الطّوفانِ

صبراً فلسطينَ الحبيبةِ والرّؤى

سيشعُّ نورُ الحقِّ بالميزانِ

الحقُّ لا يعلو عليه مخاتلٌ

قلبَ الحقيقةَ في دُجى العدوانِ

وسيسطرُ التّاريخُ بذلَ أشاوسٍ

ذادوا بزمْعٍ مخلصٍ وتفاني

تهجيرةُ الوطنِ الجريحِ جنايةً

يوماً نعودُ برحمةِ المنّانِ

عمر رزوق الشاميأبوسنان

عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين الكرمل 48

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار