سِر في الطريق… بقلم: جميلة شحادة

سِر في الطريق

************

سِرْ في الطريق. سِرْ ولا تخشَ عتمَه.

ربّما أضواؤه مطفأةٌ هذه الليلةَ فقطْ.

لا تخفْ! سِر؛ وَلوْ أرخى الليلُ جدائلَه السُّمر على كتفِ المدينةِ، وخلَّ ليلَها موحشًا أكثر.

تابعْ سيرَكَ، واغمدْ في قلبِ العَتْمِ سيفَ عَزمِكَ.

خبيءْ حزنَك في جيبكَ، وأطلقْ ذراعيْكَ وحثّ الخطى.

لا تلتفتْ لنقيقِ صراصير الليلِ على جوانب الطريق.

لا تشغلْ بالَك بها.

انتبه لخطواتكَ فقطْ، وسرْ في الطريق.

ربما؛ ستصادفكَ بقعةُ ضوء في منتصفه؛ ضوء قد انبعث من نافذةِ غرفةٍ يعيش فيها عجوزٌ، تؤرّقهُ وحدته، فظلَّ ساهرًا ينتظر لا شيء.

وربمّا؛ انبعث من غرفة نوم طفلٍ، طلب من والدته أن تُبقي النور مشعلًا ليأنس به، بعد أن كثُرت الغيلان في قصص الأطفال.

وربمًا؛ انبعث من غرفة مريضٍ طال ليلَهُ، فأبقى نورَ غرفته مُشْعلًا ليستعجلَ نورَ الصباح.

وربّما انبعث من غرفةِ شابةٍ تكتب رسالة عشق لمجهول.

سِرْ في الطريقِ ولا تخشَ عتمَه.

ربّما سينير دربك قمر العشّاق الساهرين معه.

تسامر أنت معه كذلك، وحث الخطى.

حدثّه عن نفرتيتي وعن الجمال، حدثه عن الحبِّ وعن عشتار، حدثه عن الثنائية التناقضية، الله والشيطان، واسترح؛ لقد طلع النهار.

********************

بقلم؛ جميلة شحادة، كاتبة وقاصة

1.7.2022

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007. يرجى ارسال ملاحظات لـ akkanet.net@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد الأخبار